الجزء الثالث

24 5 0
                                    


في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع لتبدأ رحلتهم الحقيقية الريفية بعيدا عن أجواء ضوضاء المدينة أقفل الجميع هواتفهم النقالة وذهب الرجال في جولة صيد وأخذت النساء ترتب المنزل الريفي كما يجب أن يكون , فكان الأمر أشبه بالبعد عن كافة أنواع التكنولوجيا وإشعال حطب الأشجار لأجل المدفئة والشموع التي تملأ المنزل بدلا من الكهرباء ..
في هذه الأثناء خارجا ..
وليد : إذا أنتم تفعلون هذا كل عام ..
حازم : أجل , نذهب للصيد ثم نحضر ما قد تم صيده , نطهى ما تم صيده خارجا مثل حفلات الشواء ولكن على النيران والفحم , نجلس خارجا إلي منتصف الليل نتسامر , ثم ندخل المنزل , نرقص على أنغام موسيقي هادئة على الجرامافون ( أحد الوسائل القديمة لتشغيل الموسيقي على أقراص دائرية كبيرة الحجم ) ثم نخلد للنوم .
وليد : هل تمازحوني , تمتلكون جرامافون , تبتعدون عن التكنولوجيا , هل تتقدمون أم تعودون إلى الخلف ..
آدم : نأتي إلي هنا للبعد عن كل ما يزعجنا , نذهب من هنا صافين الذهن ولدينا راحة داخلية لأننا نقترب لأبعد درجة من الطبيعة , هنا لا نحسب الوقت إلا للصلاة ..
عادل : يعد هذا المكان ما يشبه شحننا للطاقة لنعود نتحمل أعباء الحياة مرة آخري .
وليد : أتفهمكم , تأكلون ما تصطادون وتجعلون أعمال المنزل الداخلية لنسائكم وتختارون الأعمال الشاقة كالصيد وإحضار الحطب , تتشبهون بالأجداد في نمط حياتهم ولكن مع عزلة عن العالم المحيط ..
حازم : كانت لديهم حياة رائعة نعترف بذلك , ونحن فقط نجرب بعض أسرارهم ..
آدم : عزلة عن المجتمع المحيط , تجعلنا ننمي علاقاتنا البشرية قليلا ..
في هذه الأثناء في المنزل الريفي ..
إليان : سأذهب أنا لطهي بعض الخضروات وما نحتاجه لحفلة الشواء هذا المساء ..
ليال : وسأذهب أنا لأطفي الكهرباء من المحول الرئيس ثم سأحضر الشموع من القبو وأضعها في أماكنها , في هذه الأثناء عليك يا نغم أن تجهزين المكان خارجا لأجل حفلة الشواء ..
نغم : سأفعل ولكن أولا على خيانة أحد مبادئنا سأستخدم الجوال للولوج إلي الانترنت بضع دقائق فقط لأجل أن أعرف ماهية الكلمات التي جعلنا أخي نقولها بالأمس , لا تخبروا الرجال بذلك ..
ليال : نغم تعلمين أنه إن وشينا بك سيكون علينا جميعا أن نصدر أحكاما عليك ..
نغم : لن تشي بي , أعرفك جيدا يا ليال ..
إليان : إذا سأشي أنا ..
نغم : نحن بحاجة حقا إلي أن نعرف ماهية تلك الكلمات , لا أثق بأخي في الواقع أنا متيقنة أنه عاد إلي هنا ليحدث المشكلات ..
إليان : حسنا اذهبي ولكن بضع دقائق فقط ..
ذهبت نغم خارجا لأجل أن تحصل على إشارة لأجل الولوج إلي الانترنت بينما إليان ذهبت إلي المطبخ للطهي , أما ليال فقد اتجهت إلي القبو لإحضار الشموع .. بينما كانت ليال تصعد بعد إحضارها الشموع سمعت صوت قادم من غرفتها يصرخ فتركت ما تحمله أرضا وركضت إلي الغرفة , ولكن الباب كان مغلقا والصريخ يعلو شيء فشيء , ركلت ليال الباب وظلت تدفعه حتى فتح الباب وعندما دخلت وجدت ليلي معلقة علي قطعة خشبية وتنزف الدماء من كل مكان بجسدها وتصرخ , نظرت إلى ليال وقالت لها أنقذيني , اقتربت ليال حاولت فك وثاقها ولكنها لم تستطع قالت لها اقتربي فاقتربت واحتضنتها فهمست ليلي في أذنها ( أهربي ) .. نظرت ليال إلي وجه ليلي ولكنها وجدت وجهها يذوب وكأنه شمعة تذوب من النيران , خافت من هول المنظر ثم ركضت خارجا وفى الخارج وجدت أمير , نظرت له وقالت : كيف .. اقترب واحتضنها وقال لها قريبا سنكون معا أنا وأنت وليلي , ابتعدت عنه فوجدت وجه يذوب أيضا ركضت وبدأت تصرخ , سمعت صراخها إليان فركضت إليها وأمسكت بها وبدأت تجعلها تهدأ .. انتابها صدمة وغفت ..
في هذه الأثناء خارجا وجدت نغم ما كانت تبحث عنه وفهمت ماهية الكلمات ووجدت أشياء لم تكن لتتخيلها , لم تطفئ الهاتف لأنها حتما ستخبرهم بما وجدت ..
بعد عدة ساعات عاد الرجال من الصيد حاملين معهم ما قاموا بصيده , دخلوا المنزل ووجدوا كل شيء جاهز ولكن ليال لا تزال نائمة , اقترب آدم وبدأ يوقظها وحين استيقظت بدأت تبكي وتتحدث عن أشياء ليست مفهومة ..
ليال : ليلي , لقد كانت بالأعلى لقد رأيتها , احتضنتها ملابسي مليئة بدمائها , وأمير لقد كان خارج الغرفة لقد احتضنني ثم أخبرني أننا سنكون معا ..
إليان : من ليلي وأمير ؟!
نغم : ليلي توأم ليال , وقد توفت عندما كانت في السادسة , أما أمير فقد كان جار لنا وقد كان يحب ليال كثيرا كانوا أصدقاء في المدرسة وقد توفي عندما كان في الثانية عشر .. وما تعانيه ليال هو هلاوس سمعية وبصرية أحد أعراض الكلمات التي جعلنا أخي نرددها , لقد استدعينا الجحيم على الأرض , والآن ليال ليست في بعدنا وإن كانت بجسدها معنا , هي في بعد آخر الآن أحد الأبعاد التي تجعلها تري قرناء الأشخاص النائمين تحت التراب .. هي تري الأطياف وتسمعهم , وسوف تعاني من هذا الأمر من الآن فصاعدا إلي أن نجد طريقة لوقف هذا الأمر ..
آدم : ماذا !!
نغم : ليست زوجتك فقط من تعاني , نحن أيضا سنعاني حين تبدأ اللعبة , ما فعلناه البارحة كان الاستدعاء فقط , اليوم في منتصف الليل ستبدأ اللعبة , وهي ليست جيدة بالمرة , سنعاني جميعا كما تعاني ليال بل أسوأ مما تعاني .. إلي أن يحين دور إكنور ..
حازم : من إكنور ..
نغم : أخبرهم يا أخي , أو أخبرهم أنا ..
نظر وليد في الأرض وكأنه أسفا , ولكنه لم يكن أسفا قط ..
نغم : حسنا سأخبرهم أنا ...

الشطرنج الدموي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن