الجزء الرابع

10 3 0
                                    


غربت الشمس , فخرجوا من المسبح , ثم ذهبوا إلي غرفهم وأخذوا حماما دافئا , ثم نزلوا علي فترات إلي غرفة المعيشة , كان وليد جالسا يتأملهم في صمت ويضحك في قراره نفسه علي ما سيحدث تاليا ..
في غرفة ليال وآدم ..
خرج آدم بعد أخذ حماما دافئا وأخبرته ليال أنها ستنظف الغرفة ثم تلحق به , خرج من الغرفة وتركها تنظف , بينما كانت تنظف ظهر طيف أسود خلفها يجسد إكنور , رأته ثم تجاهلته , فظهرت بوضوح أكبر , تحدثت ليال ..
ليال : أنا أعلم أنك موجودة ولكني أتعمد تجاهلك , لأنك أضعف من أن تظهري لي في العلن ..
همست إكنور : ليس ضعفاً , ولكن ما الذي يجبرني أن أتخذ شكلاً آدميا لأتحدث معك ..
ليال : لأني حقا أريد مواجهتك ولتبقي الأفضل بيننا , إن فزت عليك ترحيلي بلا عودة , وإن فزت أنت أجعليني أعاني لبقية حياتي ..
إكنور : في كل الأحوال سأجعلك تعانين , فلماذا أُخير , إن كنت أمتلك القرار ..
ليال : لأنك لا تمتلكين سلطة من دون الملكة , لقد رأيت ملكتك وقد رأيتك , أنت شربت دماء ملكتك في تلك القارورة هذا يعني أنك بحاجة إلي دمائي ليستمر بقاءك , ولكن إن كانت دمائي فاسدة فلن تنفع تعويذتك ..
إكنور : وكيف تنوين إفساد دماءك ..
ليال : لتفوز الأفضل إكنور , سأجعلك تعودين إلي الجحيم الذي أتيت منه ..
إكنور : هذا الجحيم سأجعلك تعانيه , سيموتون واحد تلو الآخر أمامك الليلة ولن تستطيعي فعل شيء , ما لم أسمح لك بفعله ..
في هذه الأثناء في الأسفل أجتمع الجميع باستثناء ليال , بعد دقائق نزلت ليال إلي أسفل , لم تنطق بكلمة جلست بجانب آدم وظلت ممسكة بيده وهي هائمة في عالم آخر , وكأنها ليست معهم , اجتمع الجميع في غرفة المعيشة وأقترح عادل أن يرقصوا علي نغمات هادئة إلي أن يأتي وقت اللعبة , تجمع كل زوجان وتشاركا الرقص , بينما وليد ظل مراقبا لهم وكأن عينيه تخبرهم أنها الليلة الأخيرة لهم وأنه سيظفر أخيراً ولو بضع أيام بما قدم لأجله وبما اشتهاه منذ زمن بعيد ..
قبل دقائق من بدأ اللعبة أخذت ليال آدم خارجاً ..
آدم : لماذا تريدين الجلوس في الخارج ..
ليال : فقط بضع دقائق إضافية معك ..
آدم : لماذا تقولين هذا ..
ليال : لأني بدأت أشتاق إليك منذ الآن ..
آدم : لا أفهم ..
همست له ..
ليال : ليتنا امتلكنا وقت أطول معا ..
كان متعجبا مما تقول , لا يدري ماذا يدور في ذهنها , ماذا حدث عندما سبقها لأسفل , هل رأت شيء بشعاً , هل تخفي شيء .. ولكن اللعبة ستبدأ بعد لحظات لهذا سيعلم ماذا يحدث , أجتمع الجميع أمام رقعة الشطرنج وأضاءت الشموع ..
نغم : مهلاً لحظة .. أين ليال ..
آدم : لقد كانت بجانبي منذ لحظات ..
وليد : القطع لا تتحرك , ماذا يحدث ..
إليان : هنالك ضوضاء بالخارج , هل هذا صوت ليال , ولكنها لا أعلم ليست لغتنا ..
حازم : لنذهب لنري ..
في الخارج , كانت حلقة من النار مشتعلة , وبداخلها ليال ممسكة بسكين متوجهة إلي قلبها , وهي تردد ( برو به جهنم مرك ملكه هيج مرجع براي شما بر روي زمين وجود دارد . برو به بايين از نقاط در جهنم است . به خانه شما ابدي )
(عودي إلي الجحيم , بموت الملكة ليس هنالك سلطة لك علي الأرض , عودي إلي أسفل نقطة في الجحيم , إلي منزلك الأبدي )
آدم : ماذا تفعلين يا ليال ..
ليال : أنها الطريقة الوحيدة لإنهاء اللعنة .. لقد علمت ذلك ..
آدم : كيف ..
ليال : ليس لدي وقت لأخبرك الآن ..
آدم : ولن يكون هنالك وقت أيضاً حين تقتلين نفسك , أخرجي يا ليال , لا تتركيني , ليس هكذا ..
ليال : أنا أحبك يا آدم , إنها الطريقة الوحيدة , ستقتلكم إكنور الليلة , لقد أرتني كل ما سوف تفعله بكم , برحيلي سترحل معي , سينتهي كل شيء ..
في وقت سابق عندما كانت ليال بالغرفة ..
ليال : وكيف تنوين فعل هذا ..
إكنور : أقتربي يا ليال , فأنت ملكي , أنظر هذا ما سأفعله ( وضعت يدها علي وجه ليال وجعلتها تري ما لم تريد رؤيته .. ) أجل يا عزيزتي أصرخي لن يسمع صراخك أحد , هذا الخوف في عينيك يمدني بالقوة , استمري بالخوف والصراخ ..
ابتعدت ليال عنها ثم قالت ..
ليال : لقد أحرقوكي في دائرة مشتعلة بالنيران , أليس كذلك ؟
إكنور : ماذا تقصدين ..
ليال : لا شيء , أنت تريدين سلبي أعز ما أملك , وأنا سأسلب منك ما تسعين لأجله ..
إكنور : ماذا ..
ليال : أرحلي , لقد أطلت البقاء هنا .. ستندمين علي ما أريتني إياه .. أنت من سيعاني وليس هم .. سنذهب معا إلي الجحيم الذي قدمت منه إلي الأبد ..
إكنور : وكيف تنوين فعل ذلك ..
ليال : لقد بحثت قبل قدومك عن كيفية إنهاء اللعبة وقد وجدت الإجابة وما علينا إلا التجربة .. لنكتشف اليقين .. ( برو به جهنم )
إكنور : من أين لك بتلك الكلمات ..
ليال : إذا فهي تؤثر بك حقا ..
ظلت ترددها ليال مراراً حتي اختفت إكنور ..
في الخارج الآن ..
ليال : وبعد أن بحثت في شبكة الانترنت وجدت هذا الحل , وهو الحل الوحيد لإنهاء اللعنة .. الوداع يا آدم ..
آدم : لن تفعلي هذا بي ..
ذهب آدم مسرعا وأمسك شيئا ليعبر به داخل حلقة النار , وبالفعل دخل الحلقة مسرعا والجميع ينظرون باندهاش ..
نغم : أن لا أري شيء .. هل آدم أنقذها ..
وليد : النيران تعلو شيء فشيء لا أري أيضاً ..
إليان : لننادي عليهم ..
عادل : آدم .. آدم ..
نغم : ليال ..
بعد بضع دقائق خرج آدم من النيران وهو يحمل ليال ..
أسرع الجميع حوله , وضعها علي الأرض ..
إليان : من أين تلك الدماء ..
نغم : هل طعنت نفسها ..
آدم : علينا الذهاب إلي المشفى , الجرح يبدو سطحيا وليس بالقلب , لقد أمسكت يدها وهي تحاول طعن نفسها في القلب ولكن السكين ..
نغم : أنظر إلي يا آدم , لن يحدث لهما شيء , لقد قلت جرحا سطحيا ..
آدم : ولكني لا أعلم مدي عمق هذا الجرح ..
إليان : لنذهب للمشفي , ونطفيء هذه النيران , سأجلب لها ثياب , بينما يذهب عادل لتشغيل السيارة ..
وليد : سأذهب معكم ..
حازم : لا أظن أننا نرغب في رؤيتك بعد الآن , لذا ننصحك بالرحيل قبل أن نعود إلي هنا ..
آدم : إن حدث لهما شيء , أقسم لك أن روحك ستكون أقل ثمن ..

حازم : أهدأ يا آدم , لن يحدث لهما شيء , ستكون ليال والطفل بخير , ولن نري وليد حين عودتنا , سيكون قد ذهب إلي الأبد .. والآن أرحل ..
نغم : أرحل ..
وليد : ولكن أختي ..
نغم : لم أعد أختا لك بعد الآن , فلا تخيرني , لأني سأختارهم ..

الشطرنج الدموي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن