● قلعة خاصة

65 20 16
                                    


■ هل يخرج من بين المعجبين كُتاب محترفون؟ بالطبع ومنهم :

 Lois McMaster Bujold, Cassandra Clare, Naomi Novik, Neil Gaiman, Meg Cabot, R.J. Anderson

■ هل يحلم كل من يكتب الفانفيكشن بأن يصبح كاتباً محترفاً؟

ليس بالضرورة.

لا تُمارس الهوايات دائماً بهدف الاحتراف. والكتابة _كأي هواية_ هي مُتعة صرفة بحد ذاتها وأداة تعبير، وليست حكراً على المحترفين أو الموهوبين.

وعندما يتخيّل المععجبون ويعبّرون عن تخيلاتهم ومشاعرهم تجاه العمل الأصل بالرسم أو الموسيقا أو الكتابة فهم يهدفون للمشاركة ومتعة المشاركة الفطريّة وحسب.

ولا يلقون بالاً للأثر الذي يترتب عليه هذا التصرف مُفترضين مُسبقاً أن أعمالهم هذه محدودة الجمهور وبالتالي محدودة التأثير، بالأخص في مجال الكتابة.

فحسب التجربة، نسبة النجاح في هذا العالم المزدحم هي نسبة سحريّة لا تلتزم بعوامل ثابتة، نحن في حقل تجارب مفتوح على كل الاحتمالات.

كل نص يُنشر يتأرجح مصيره بين الطمس التام (الضياع) والظهور المؤقت (قراءات عَرضية) أو بين التداول على نطاق محدود والشهرة الكاسحة.

والشهرة تُحصّل إما برغبة من المؤلف وسعي دؤوب منه بالترويج والإعلان، أو برغبة من الجمهور حين يمتعه أو يجد فيه تميّز بالفكرة أو أسلوب الطرح.

وهذا يشابه النجاح على أرض الواقع في سوق الورق لو لا أن سوق الورق يتأثر أكثر بآراء المختصين والنقّاد. بينما النجاح (بمعنى تحصيل الشهرة) في الفانفيكشن يرتكز غالباً على ثلاث ركائز _بإهمال عنصر اللغة_ هي :

● أولاً : أن يُشتق عن شخص/عمل عالمي وليس محلي، هكذا يلفت الأنظار أسرع، بديهياً، كلما زادت شهرة العمل الأصل، زاد عدد المهتمين بالأعمال المشتقة والمأخوذة عنه.

● ثانياً : المتعة.

بشكل أدقّ وأكثر مباشرة : الفكاهة والدراما والجنس والحب والرومانسية هي الأقوى لإثارة الذوق العام وإمتاعه والأكثر رواجاً.

● ثالثاً : أن يركب العمل الموجات/الحركات المعاصرة لتاريخ نشره.

أي يتضمّن فكرة جدليّة يختلف بشأنها الجمهور. بهذا يحصّل العمل ترويجاً مجانياً من الإعلام والميديا العشوائية التي تضعه تحت المجهر لمناقشته.

إذا اجتمعت هذه الركائز الثلاثة دفعت بالعمل الكتابي إلى السطح وسمحت له بالبروز بثبات من بين آلاف آلاف الأعمال من غير الرقابة الناقدة التي تقرر عادةً مصير الأعمال.

أكرر، طالما العمل محدود النطاق فلا خطر أو أثر له، أما إذا اتسع نطاق شهرته فالوضع مختلف.

وكما يعلم الجميع يمكن لأي عمل فنّي أن يكون خطراً فهو قادر على دسّ أفكار في اللا وعي دون أي معارضة مباشرة من عقل المُتلقي.

وهذا الضرر يمكن أن يؤثر على المجتمع ككل ويمكن ان يشوّه صورة شخص بحد ذاته. فكم من كتب حرّضت على ثورات ضخمة وطُعن لاحقاً بصحّتها؟ وكم من قصص شوّهت شخصيات تاريخية وأخرى محت خطاياهم وكأنها لم تحصل؟

ولنفهم أكثر القوة الكامنة التي يمكن أن يمتلكها عمل نصي بشكل عام واشتقاقي بشكل خاص، سأناقش الأثر الذي تركه عملين حديثي العهد:
After و Fifty Shades of Gray.

_______

منشن ومشاركة و⭐👇

STR || أصول الفانفيكشن - الأدب الاشتقاقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن