STR || أصول الفانفيكشن - الأدب الاشتقاقي

● الأدب يتوالد

إن السؤال الذي بدأت به تمهيد الكتاب ليس عبثياً. حسب ما وجدته، البحث في التاريخ الأول لفنّ الروي ليس أصعب من بيان أصول الفانفيكشن تاريخياً، فهو هدف متحرك وتسميته نشأت طائشة.

وأنا لا أنوي في هذا الكتاب المضيّ على أساسات ضعيفة واستخدام اللفظ الأعجمي (فان-فيكشن) ولن أقبل ترجمته الحرفية بالترجمات المُعتادة، بسبب الخلط الذي يصيب المعنى الدلالي للمصطلح.

فعند التعريب ب (قصص الهواة) تسحب كلمة (هواة) الانطباع الأول للسامع إلى (هاوي) بمعنى (غِرّ مُبتدئ) بدل من (مُحب) وهي تسمية جائزة ومتوافقة مع الأعمال المتدنّية، وخاطئة في مطارح أخرى، حيث يكون العمل المصنّف كفان-فيكشن عمل عالي المستوى.

أما التعريب الأكثر احتراماً (أدب المعجبين) فهو يفقد صلاحيته مع الأعمال التي لا يُعتبر مؤلفوها معجبين حقيقيّين بالعمل الأصل.

ويعود وجود هذه الاشكالية في التسمية إلى أن التسمية في أساسها غير مُنصفة كما ينبغي لها.

■ هل من بديل؟

منظمة OTW هي منظمة أُنشئت للدفاع وضمان حقوق واستمرارية هذا النوع من الفنون تحت تسمية [الأعمال التحويليّة]. وهي تضم الأعمال المكتوبة والمرسومة وحتى الفيديوهات المُعدّلة والموسيقا.

وكلمة (تحويليّة) هنا تشير بكل وضوح وتعترف أن هذه الأعمال مُشتقّة عن أعمال أخرى، سواء من ذات الجنس الفني (نص، رسم، موسيقا، تصوير) أو من جنس آخر (كرسم لوحة عن فكرة رواية).

وإذا اعتمدنا هذه التسمية (عمل تحويلي) أو (عمل متحوّل) بدل الترجمات السابقة سنجد أنفسنا أقرب إلى مصطلح تحليلي مُستخدم في الدراسات اللغوية المُعاصرة يدعى (التداخل النصيّ).

■ فهل التداخل النصيّ هو الفان-فيكشن؟ .. سأشرح.

في الوسط الأدبي، العربي، حلّ هذا المصطلح التحليلي جدلاً عويصاً وشهيراً. طُرح فيه أن عمل (الكوميديا الإلهية) لدانتي ألغيري متأثّر بالحضارة الإسلامية ويذهب الجدل أبعد للقول أن الكوميديا الإلهية أُخذت عن، وتأثرت ب (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعرّي.

سلاح هذا الافتراض أن (رسالة الغفران) أقدم والتشابه واضح لا يمكن إنكاره. هنا يأتي (التداخل النصّي) ليشرح الالتباس ويفسّره.

طبعاً 》التداخل النصي بالتعريف: هو التشابه بين النصوص الأدبية.

لكن هذه البساطة بالتعريف لا تُغني. ولفهم أشمل وفكرة أوضح سأمضي مع تطور المصطلح خطوة خطوة.
____________________

منشن لمن تريده أن يقرأ هذا الكلام + ⭐👇