8 - بوادر الرحيل

5.6K 192 50
                                    

" الجميع يخبرك أن ترحل و لا تنتظر و لكن لا أحد يخبرك أن الهروب لم يكن يومًا وسيلة"

Vote

صلوا على النبي♥️

*******************

تقف فى الزاوية و عيناها تجول يمينًا و يسارًا و تحاول ألا تبكي و لكن ما حدث منذ قليل لم يكن هيننا إطلاقا اقتربت منها ريم و هى تضع يداها على كتفها تسألها بعينيها هل هى بخير أم لا؟ و لكنها اعتبرتها إشارة للبكاء لتضمها و هى تبكي بحرقة و لم يهتف فمها إلا بكلمة واحد كانت تردد مرارًا:
" أنا السبب أنا الغلطانة مش هو أنا السبب "
طالعتها ريم بأسي و هى ترتب عليها بهدوء ما عاشته منذ ساعات لم يكن بهين و الحقيقة أن الجميع كانوا ذوى مشاعر مضطربة استحقاقًا لما حدث.
بينما مروان و يوسف كانا يقفان فى الزاوية كلاهما بعالمه الخاص عالم فارغ يمتلئ بالفراغ بدون شعور دقائق ستفصلهم عنه و لا أحد يعلم هل يمر المأزق أم لا ؟
طالع يوسف مروان و هو يردد و الدموع تجمعت فى مقلتاه:
" أنا خايف ؟ "
أغمض مروان عيناه بأسي و هو يحتضنه و هو يحاول تهدئته و لكن دموعه هو من خانته و هبطت بحزن و هو لا يأمل الفراق.
بينما هى كان صوتها فى الخلفية و هى تبكي، تمسك مصحفها و تبكي بحرقة و حولها صفية و خديجة يحاولان تهدئتها و لكن بلا فائدة.
هى تبكي فقط!
خرج الطبيب لهم ليتجمعوا نحوه بخوف شديد فطالعهم بهدوء و هو يقف أمامهم بأسى:
" محتاج بشمهندس مروان معايا المكتب "
طالعه مروان بألم و هو يتقدم منه و لكنه لحظة أغمض عيناه و هو يتذكر ما حدث منذ ساعات.

قبل عدة ساعات من الآن

دخل شخص غريب الى القصر يرتدي حلته السوداء و شعره الأبيض الذى مازال يحتفظ ببعض الخصلات السوداء، ملامحه قاسية لحد كبير و لكن رغم ذلك يحتفظ برونقه وقف ثانية يتأمل قصر عائلة الشاذلي و فى ثانية ابتسم بسمة جانبية بسخرية لتخطو قدامها القصر و الشر قد اقتحم عيناه.

فى تلك اللحظة كانت صفية تجلس فى الأسفل ترتشف قهواتها بهدوء و هى تحاول أن تتأمل ما يحدث فى حياتها، تخشي الماضي بشدة و تحاول جاهدة جعله يختفي و لكن هيهات فالقدر قد أوقع معها وثيقة بأن لا يحقق لها ما تريد و تظهر تلك المدعوة شاهدان و ابنتها فى حياتهم لتبدأ فى تدميرها و كأنها لا تعلم أنه لا ذنب لها فيه! و أن الجد هو المسئول و لكنها لا تفقه فقد أظلم الإنتقام عيناها عن الحقيقة و جعلها تصب الإنتقام فى الإتجاه الخطأ، تنهدت بعمق و هى تحاول أن تبحث عن شئ من الممكن أن تفعله و لكن لم تجد شيئا يذكر سوى أن دموعها بدأت تنهمر على وجهها، مسحت دموعها و همت لتنهض و لكن الصدمة أوجلتها و هى تراه بعد كل تلك السنون أعاد من جديد؟ لا.. يبدو أنها تتخيل فقط هذا طيفه لا يمكن عودته ؟
وهي لا تعتقد أن تلتقي به مره آخرى بعد مرور كل تلك السنوات، أفاقت من صدمتها قائلة بتحذير :
" لو قربت من بناتي أو فكرت بس مش هرحمك "
طالعها بسخرية و هو يقترب منها و تخطاها بهدوء و هو يجلس على أول مقعد قابله بينما هى كان قلبها يتوقف من الخوف بالكاد تستطيع أن تسمع لدقات قلبها بسهولة بينما هو ابتسم إبتسامة جانبية بخبث و هو يتحدث:
" مش تتكلمي على قدك يا قطة، لسة زي ما أنتَ متغيرتيش، و بردوة سعاد"
طالع سعاد التى هبطت للفور عندما استمعت صوت ذاك الشخص الغريب الذى اتضح ما هويته، طالعها بهدوء و هو يجول بعيناه فى القصر و يردد بهدوء:
" القصر زي ما هو و كأنه لسه امبارح "
فى تلك اللحظة دخلت سارة و عمر و هما يتجادلان كالعادة لتردف بغضب:
" كله الى بتقوله هبل فى هبل و حاجات هبلة زيك أنت دكتور ازاى اصلا "
نظر لها بسماجة و هو يحرك حاجبيه بإستفزاز:
" زي السكر فى الشاي نينينينيني"
كان تهم للرد عليه و لكنها سرعان و ما استمعت لصوت كانت تمقته و بشدة:
" سارة حبيبتي أنتِ جيتي "
تسمرت مكانها فى لحظة و يداها بدأت فى الاهتزاز بخوف، جسدها ثُبت فى مكانه و كأنها ثلجت للتو ذاك الشعور الذى راودها كان شعور غريب لم يكن له تفسير سوى الخوف بينما كان عمر يطالعها بإستغراب ما يحدث لم يكن هين أتلك الفتاه هى من تعيش معه منذ فترة؟؟
لم يدرك أبدًا أن ذاك الحديث صائب و لم يتخيل يومًا أن تكون هشه لتلك الدرجة التعجب تملكه بشدة من تلك الفتاة بينما هى التفتت ببطئ و هو تطالعه عيناها باتت حمراوتان و بدأت الدموع تهبط منها و كل خطوة جسدها يهتز اكثر من المرة السابقة و لكنها وجدته يتقدم مزها بثبات و هو يردد:
" أي دة معرفتنيش و لا أي ؟ "
اقترب منها ليحتضنها و لكن وقف عمر مع رؤيته لحالها و تشبثها به بسرعة و كأنها تحاول أن تجد أي شيئا تختبئ به طالعها لوهلة و من ثم التفت له ببرود:
" نعم ؟ "
" هسلم عليها "
رددها بخبث و هو يبتسم بينما هى لاحظت إبتسامته الغريبة فبدأت الذكريات تتجمع داخلها مرة أخرى و كل مرة تتذكر ما حدث تتذكر بعض العبارات الغريبة فاضع يداها على أذناها و لكنها تستمع لصوته:
" أنتِ ليا يا سارة "
" هقتله زي ما قتلت الى قبله "
" متعذبنيش يا سارة انا الى بعذب بس "
" ملكيش دعوة بيه "
" أنت ليا "
بدأت شهقاتها تتعالى لتقترب منها سعاد و صفية التى رددت بخوف و غضب:
" أبعد بقا عننا و سيبنا فى حالنا "
بينما هو التفت لها بتعجب مما حدث لها فالتفت لذاك الرجل الغريب و هو يمسكه من تلاعيب ملابسه بغضب:
" ما هو هتقولي أنت مين أو هقتلك هنا "
تمالك نفسه و هو ينفخ بغضب:
" أنا أبقي صديق والدك المقرب، الروح بالروح زي ما بيقولوا، و كنت زميل والدك و والدتك فى الجامعة "
أكمل حديثه الغاضب:
" أي علاقتك بسارة ؟ "
أنزل يداه بقوة و هو يقترب منه أذنيه و يهمس بصوت فحيح الأفاعي:
" سارة بتاعتي انا و بس "
أردف جملته و هو يرتب على كتفه و لكنه تلقى لكمة منه فى لمح البصر و قد تحول عمر تحولا جذريا و هو يضربه بعنف ليسحب الأخر سلاحه و هو يطلق الرصاص على عمر الذى كان أخر شيئا يسمعه صوت صراخ سارة و صوته و هو يردد بثبات:
" الى يلعب مع مدحت الدمنهوري يموت! "

وصية واجبة التنفيذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن