الفصل التاسع عشر

110 32 21
                                    

نامجون

كانتْ دوكسون تسير جواري حتىٰ وصلنا للعربة ، كانتْ تبعد بمسافة كبيرة نسبيًا عن موضعنا ، كانتْ تسير بمرح جواري فضحكتُ قائلًا :

" تسيرين كالأطفال ، اهدأي . "

" أنا سعيدة لخروج هوسوك من المنزل ، شكرًا لك . "

ابتسمتُ قائلًا :

" لا عليكِ ، كيف حالك وحال صديقك چيمين ؟ "

" كلانا بخير ، نذاكر كثيرًا بهذه الأيام فالامتحانات النهائية اقتربتْ ، يتبقى شهران تقريبًا علىٰ الأكثر ."

" ستتخرج الصغيرة . "

قلتها وبعثرتُ شعرها بخفة لتتأفف متذمرة :

" كف عن هذا وإلا دفعتك أرضًا . "

حدقتُ بها ضاحكًا ثم عدتُ بنظري للأمام حين وصلنا ، أخبرتُ البائع بطلبنا لينهيه سريعًا فالتفتُ ضاحكًا بعدما أخذتْ دوكسون مني مخروطي المثلجات عنوة لأجد جسد هوسوك يتهاوى في الماء ، دفعتُ لدوكسون بقية المثلجات وركضتُ لحيث قفز خالعًا سترتي وقفزتُ وراءه .

المياة مظلمة ولا يمكنني رؤية الكثير ، تسارع نبض قلبي وآلمني بشدة ، دفعتُ بجسدي مجددًا لسطح الماء بعدما فشلتْ محاولتي الأولىٰ لإيجاده ونفد الهواء مني ، ألتقطتُ أنفاسي سريعًا بينما تطالعني دوكسون بنظراتها ولم تتفوه بكلمة فدموعها كانتْ كافيه بالفعل .

دفعتُ بجسدي في الماء بأقوىٰ مما مضىٰ حاثثًا نفسي علىٰ المضي قدمًا ، أدفع بجسدي للأسفل ملتفتًا حولي بكل مكان لآراه حتىٰ أبصرتُ جسدًا أسود لظلمة المكان فاقتربتُ منه سريعًا لأجده هوسوك فاقدًا وعيه فأمسكتُ يديه وسحبته معي لأعلىٰ بأسرع ما أمكنني .

أخرجتُ رأسي لأشهق ملتقطًا أنفاسي بقوة فبالكاد نجوتُ ، ناديتُ دوكسون بصوت عالٍ لتشير لأحد المراكب المجاورة لتأتينا بسرعه ، نظرتُ لوجهه الشاحب قائلًا بتوتر وخوف شديد أحاول إخفاءه :

" اصمد قليلًا . "

لا أحد يدري ماذا يعني هوسوك ولن اتحمل فقدانه

" سيكون بخير ولن يحدث له شيء "

قلتها لأهدئ نفسي ثم صحتُ بدوكسون :

" هل توجد مركب لعينة بالقرب منا ؟ "

" نعم نعم ، هي تقترب . "

قالتها وجففتْ دموعها بعد أن رأتْ هوسوك بين يدي ، لحظات قليلة وأرسلتْ المركب لنا طوق للتمسك به ، أمسكتُ به وبهوسوك بشدة وقاموا بسحبنا للمركب ، رفعتُ بجسد هوسوك أولًا ثم صعدتُ محاولًا إنقاذه .

الرَقصة الأخيرة || The last dance حيث تعيش القصص. اكتشف الآن