منزلٌ دافئ.. مقهى صغير.. وحياة هادئة -مع أن غابي لا تترك مجالاً للهدوء- في مكانٍ ريفيٍّ يدعو للسكينة والاسترخاء.. بعيداً عن الحروب ومعاناتها.. مع الطفلان اللذان يحترمانه ويقدرانه.. هذا ما كان يحلم به بعد أحداث تلك الحرب..
ولكن.. لم يكن يتوقع بأنه سيعيش كل هذه المدة...{تذكير: أحداث روايتنا ستكون بعد مرور عشر سنوات على انتهاء المعركة... أصبح عريفنا بعمر 48.. أما غابي وفالكو بعمر 22}
البداية..
فتح ليفاي عينيه على بداية يومٍ جديدٍ له.. يومٍ لا يتمنى قدومه.. ليعيش نفس الروتين المتكرر...لم تكن حالته جيدة في أيامه الأخيرة.. كان يمضي ليالٍ عصيبة.. تلاحقه كوابيس متكررة عن أصدقائه القدامى.. مع أن هذه الكوابيس قد قلت خلال تلك العشرِ سنوات إلا أنها تعود وبقوة قبل الذكرى السنوية لنهاية الحرب...
كان يشعر بإرهاقٍ شديد.. يتمنى لو أنه لم يستيقظ.. حياته ليست سيئة والطفلان -الشابان- يحبانه كثيراً.. ولكنه قد اكتفى من هذه الحياة حتماً.. واشتاق إلى أصدقائه جداً...
قطع أفكاره صوت طرق الباب.. لتناديه غابي...
"أبي ألم تستيقظ بعد؟؟.. أبييي"ليرد بتثاقل.. "نعم غابي لا تصرخي أنا مستيقظ.. اذهبي سألحق بكِ.."
"حسناً لا تتأخر.. الفطور سيبرد"
عادت للمطبخ لتضع إبريق الشاي على الموقد.. بينما قام هو من على سريره واتجه نحو حمامه الخاص ليغسل وجهه ثم تبعها...
دخل المطبخ لتستقبله بابتسامتها المشرقة.. "صباح الخير أبي.."
"أهلاً صباح الخير غابي.."
"ليس من عادتك أن تستيقظ متأخراً.. يبدو وجهك شاحباً وهناك دوائر سوداء حول عينيك.. هل هناك شيء ما؟؟ هل تشعر بحالٍ جيدة؟؟؟"
توجه نحو طاولة الطعام ليجلس على كرسيه.. "أجل اطمئني أنا بخير.. سهرتُ على كتابٍ البارحة هذا هو السبب"
نفخت وجهها في غيظ.. "أووه لمَ فعلت ذلك؟؟ إن كان يعجبك إلى هذه الدرجة اقرأه خلال النهار هذا ما تقوله لي دائما"
"معكِ حق.. سأفعل ذلك"
"حسناً.. فطورك جاهز.. ولكنني أقوم بإعادة تسخين الشاي من أجلك.. وأيضاً جريدة اليوم قد وصلت.. وضعتها لك على المكتب.."
وهو يضع لقمته الأولى في فمه.. "شكراً لكِ غابي.. أتعبتكِ معي.."
"كل يومٍ نفس الشكر وكل يومٍ أقول لك لا داعي لشكري.. ثم عن أي تعبٍ تتحدث.. نحن من كنا وما زلنا نتعبك هنا ونحن من علينا شكرك هههه.."
اقتربت لتضع فنجان الشاي بجانبه.. "على العموم أنا ذاهبة لمساعدة فالكو في التنظيف قبل وصولِ الزبائن"
"حسناً سأنهي فطوري وآتي إليكم"
قبلت رأسه لتغادره مع ابتسامة كبيرة على وجهها.. "إن احتجت إلى شيءٍ ما نادِني" ثم التفتت في طريقها نحو الباب المؤدي للمقهى..
~~~~~~~~~~
أنت تقرأ
د. جيهان ~ D. Jihan
Romance🔥الرواية كلها حرق🔥 مرت عشر سنوات منذ حادثة دك الأرض.. حدثت كثيرٌ من الأشياء معهم.. وتغيير الكثير في حياتهم وفي شخصياتهم أيضاً... يعيش ليفاي حالياً مع غابي وفالكو.. وتدخل على حياتهم امرأة تقلب موازينهم وتغيِّر من روتين أيامهم... تقريباً هي تتمة...