النّهَايَة: مَارِي غُولد

180 29 29
                                    


اِستَيقَظت، أجَلتُ بَصرِي في الأَنحَاءِ، أَنا فِي غُرفتِي!

أزَحتُ الغِطاء عَن جَسدِي، و تَجاهَلتُ الصّدَاع الذِي حَاولَ مَنعِي مِن الوُقُوف،

سَمعتُ وَقعَ خُطوَات تتقدّم نحوَ الغُرفَة، لَحظَاتٌ حتّى لَاحَت لِي هَيأةُ الطّبيبِ جيسونغ،

هَروَل نَحوِي وَ حثّنِي عَلى الجُلُوس لكنّي وَاصَلتُ الرّفض، لَقد أخبَرنِي بِأنّه كانَ قَادِمًا لِزيَارتِي تَنفِيذًا لِطلبِ صدِيقِه كون حِينَما رَأى جَسَدِي يَسقُطُ عَلى الأَرض،

«لَقد ٱستَرجَعتِ ذِكريَاتِكِ، ألَيسَ كَذلِك؟»

بَقِيتُ صَامِتةً علّهُ لَا يتّخِذ مِن ٱستِرجَاعِي لِذِكرَيَاتِي سَببًا يَمنعُنِي مِن الذّهَاب، و وَاصَلتُ عَقدَ أَربِطةِ حِذَائِي،

«أَتَدرِين أَينَ هُو؟»

هَزَزتُ رأسِي نَافِية، بَحثتُ عَن هَاتِفي ثمّ تذكّرتُ أنّه تحطّم إثرَ الحَادِث، و لَم أشترِ وَاحِدًا جدِيدًا بَعد،

«لَن يُجِيب لَو ٱتّصلتِ بِه»
اِلتفتّ نَحوه عَاقِدة حاجِبيّ و ولّيتُه ٱهتِمامِي،

«آخِر ٱتّصال جرَى بَينَنا كَان قُبَيل توجّههِ نحوَ المَطار لِإخبَارِي بالاِعتِناء بِكِ، إنّه فِي طَريقِ عودَتِه إلى الصّين حيثُ تقطُن عائِلته، لَقد ٱشتَدّ المَرضُ بِوالِدته، وَ مِن المُحتَمَل أنّه فِي الطّائِرة الآن»

مَا إِن أكمَل كَلامهُ حتّى قَدّم لي عُلبَة دوَاء، و أخبَرنِي بِتناوُل حبّتيْن مِنهُ قَبل الذّهابِ إلى النّوم، و بِأنّه عليّ زِيارتُه بَعد أسبُوعٍ للتّأكّد مِن سلَامةِ كتفِي،

«علَيّ العَودَة إِلى المَشفَى، اِعتنِي بنَفسكِ، و لَا تَقلَقي، سَيعُود قَريبًا»

توجّه نَحو البَاب هامّا بالرّحيلِ لكنّي اِستوقَفتُه بكلَامِي،
«لَا تُخبِره بِحقِيقةِ ٱستِرجاعِي لِذكرَياتِي، أُريدُ مُفاجَأتَه عِندَما يَعُود»

هزّ رأسَهُ مُوافِقًا ثمّ غادَر فَبقِيت وَحدِي أُخاطِب نفسِي،

لَقد ٱنتَظَرنِي لِما يُقَارِب الشّهر، و حَان الآن دَورِي فِي الاِنتِظار...

كَان الكَلامُ أسهَل مِن الفِعل، فهَاهُو الأسبُوع الأوّل يَكادُ يَنتَهي و لَم يَعُد بَعد، وَ لَازَالت حرَائقُ الشّوقِ تَندلِع فِي فُؤادِي، فأنفُث دخّانَها دُموعًا تسِيلُ علَى خدّي لَيلًا،

Through The Window | ذكريات ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن