شعُرتُ بيدٍ بارِدَة تُحاوِطُ خاصّتي وَ تمسَحُ بأنامِلها النّاعِمة عَلى كَفّي،رمَشتُ مرّات مُتتاليةِ و فركتُ عينيّ حتى صارَت الرّؤيَةُ واضِحَة، أوّلُ مَا أبصَرتهُ مُقلتَايَ كانَ هيْأةُ الجالِسِ حذوَ سرِيري،
خُصلاتُه دهمَاءُ كليلَةٍ حالِكة الظّلمَة، و عينَاهُ سوداءُ تخلّلت سوادُها موجاتٌ رماديّة غمرنِي جمَالُها الباهِر، فغرِقتُ في أعمَاقِها الّلامُتناهِية،
حينَ أدرَكَ أنّي ٱستيْقظتُ لمَعتْ حدقتَاه بِبريقٍ ساحِر، و أزهَرَت علَى أدِيمِ وجهِه ذي التّفاصِيل الفَاتِنةِ اِبتسَامةٌ عَصفَت بمَا اِدّخرتُ منْ وَعي،
اِرتفعَت يدُه و جَعلَت تمسَحُ علَى وجنَتِي برفْقٍ حتّى كدتُ أغْفو مُجدّدًا،
«لقَد ٱشتَقتُ إليْكِ»
قالَ بِصوْتٍ تلمّستُ فيهِ الحنَان و المَودّة،مرّر أصابِعَهُ علَى وجهِي برقّة، و تلمّسَ كلّ إنشٍ منْه، ثمّ أخذَ يُلاعِبُ خُصُلاتِي الشّقرَاء و الاِبتِسامَة لَم تُفارِق مُحيّاه،
أبعَد حدَقتيْه عنّي فأفقتُ من غفوَتي الرّوحيّة في غيهبَان عينيْه، حينَها لَاحظْتُ تواجدَ شخْصٍ ثَانٍ في الغرْفَة،
كانَ طَويلَ القَامةِ عريضَ المنكبَين، تُغطّي جسدَهُ مِيدعَةٌ بيضَاء، يحمِلُ بين يدَيْهِ قلمًا و مُدوّنة،
نظَر نحوِي و ٱبتسَم، كانَ يرتدِي نظّارةً كادَت تخْتفِي أسفَل خُصُلاتِه الكستنائيّة المُبعثرَة،
مدّ يدَه نحوِي و قال:
«أنا الطّبيبُ بارك جيسونغ»صافَحتُه بٱرتِباك فيمَا تزاحمَت الأَفكارُ داخِل عقلِي، و تضاعفَت التّساؤُلات التي طرحتُها على نفسِي،
جلَسَ الطّبيبُ على حافّة سريرِي ثمّ خاطبنِي:
«مِن الطّبيعيّ أنْ تشعُرِي بالاِرتباكِ و الذّعر آنستِي، لكنّني أرجو أن تتعَاوَنِي مَعي بالرّدّ على أسئِلَتِي»
هَزَزتُ رأسِي مُوافِقة، و أحسَستُ بصَاحِب الخُصلَات السودَاء يتمَسّكُ بيدِي مُجدّدًا،
«ما اِسمُكِ آنستِي؟»
«كيم سيري»
«كم عُمركِ؟»
«إثنانِ و عشرُون سنَة»
«هل لديكِ أقارِب؟»
«كلّا، والدَاي تُوفّيا في حادِث عندما كُنتُ في الخامِسة، لديّ عمّة واحِدة تعيشُ في اليابان»
«هلْ تعمَلِين؟»
«أشغرُ دوْر النّادلةِ في مقهَى يُسمّى 'فانيليا و كراميل'»
«هل أنتِ مُرتبِطة؟»
«كلّا»
عقِب إجابتِي، اِلتفتَ الطّبيب نحوَ الجالِسِ على يسارِي هازًّا حاجبيْه، أمّا عن صاحِب اللمسةِ الدّافئَة فقَد ٱعترَت مَلَامِحهُ نظرَة حزِينَة، لكنّهُ ظلّ مُحافظًا علَى اِبتسامَتِه التي بثّت الطّمأنِينة في كيَانِي،
«أتعلَمِين سبَب تواجدِك هنَا آنستِي؟»
ولّيتُ ٱهتمامِي إلى الطّبيبِ مُجدّدًا و هزَزتُ رأسِي بـِ'لا'، فٱبتسَم مُجدّدًا و وضعَ المُدوّنة جانِبًا،
«لقَد تعرّضتِ إلَى حادِث سيْر، ممّا أدّى إلى إصابَةِ رأسِكِ بٱرتِجاج حادّ، لقد غِبتِ عن الوَعيِ لِخمسِ أيّامٍ مُتواصِلة جرّاء الصّدمة التّي تعرّض لها دِماغكِ،
كمَا أنّكِ أُصِبتِ بخلعٍ في مُستوى كتفِكِ الأيمِن و قد تمّت مُعالجته بالفعل إلّا أنّك ستشعرين بألم في مسْتوَاه خاصّة إن قمتِ بتحريكِه، أمّا بالنّسبة للجُروحِ فقد تمّ تضمِيدُها جمِيعًا،
على مَا يبدُو لقد تعرّضتِ إلى فِقدَانِ ذاكِرة تراجِعي و هو أمْرٌ شائِع حدوثُه بعد التّعرّض إلى حوادِث سَير،
و المقْصُود بذلِك أنّكِ فقدتِ جزءًا منْ ذكرَياتِكِ التي تعرّضتِ لها قبل الحادِث بفتْرة، و يُمكِنُ ٱسترجَاعُها جميعًا مِن خلَال تعريضكِ إلى ذاتِ المواقِف»
سكتَ قليلًا و نهض مِن مكانِه، أشارَ نحو منْ مازِلتُ أجهَلُ هويّته و تابَع الحديثَ:
«صديقكِ، كيان كون، سيُساعِدُك علَى ذلِك»
•
•
•
ثالث تحديث في نفس اليوم، ماشالله الالهام عم ينزل بكميات كبيرة و رح حاول أستغلّه لأقصى درجة،
شو توقعاتكم للفصل الجاي؟
See ya 💓
أنت تقرأ
Through The Window | ذكريات ضائعة
Romance{مُكتمِلة} لَطالَما تَأمّلتُه مِن خِلَال النّافِذة أَوقَاتَ العَمل، حَتّى حَفظتُ جَميعَ تفَاصيلِه، لَكنّها أَضحَت بَين عَشيّة وَ ضُحاهَا مُجرّدَ ذِكرَيات ضَائعَة تَهيمُ فِي بَرزخ الفَراغ... - النوع: رومانسي / قصة قصيرة Qian Kun (كون) Kim Siri (سيري)...