الثالث

722 33 1
                                    

#عَشقتُ #نقابها( ٣)

توقفنا عند مُتيمة النقاب التى كانت تجلس علي أُرجوحة وسط النچيلة الخضراء ؛ شَردت بذهنها فى أحلامها الوردية ؛ رافعةً عيناها إلي السماء فاليوم ليلة قمرية ؛  والبدر  مكتملا ؛ أشاع علي وجهها ضوءا زاده جمالا ونقاءا ؛ فأصبح المكان فيه بَدرين.... ماذا عن أحلامك يامريم ؟! ما الذى شَرد بذهنك بعيدا ؟ الأرجوحة تهتز قليلا .ومريم ساندة رأسها بجانب الأرجوحة ؛ أغلقت عيناها قليلا ؛ فغفوت رُغماً عنها ..

هناك على بُعد أمتار طاولة  ؛ يجلس عليها  شابا وسيما يبدو عليه الإلتزام ؛ لِحيته والمصحف الذى بيديه أفصحا عن ذلك .
تلك هو (خالد) عمره مابين السادس والعشرين أو أكثر بقليل.
طبيب عيون تَخرج من مدة ليست ببعيدة ؛ تَعين لفترة في مستشفي حكومية ؛ ولأنه شابا طموحا سعى في البحث عن عمل أخر في مستشفيات خاصة ؛ وبجانب ذلك هو يُذاكر فقد اقترب الموعد لمناقشة رسالته للماچستير ....

خالد يجلس مع أخته رانيا وأمه رجاء ؛ والده توفاه الله منذ عشر سنوات ؛ ليس لديه إخوه سوى رانيا ؛ فالحياة كانت شاقة لديه جدا  هو رجل البيت والمسؤول عن أمه وأخته  بعد وفاة والده ؛ وحتى بعد زواج أخته  مازال مسؤلا عنها فزَوجها هانى يعمل مهندسا فى السعودية ؛ عندها بنتين  تسنيم  وبراءة ...هما روح خالد وعِشقه ..

خالد كان مشغولا بالنظر في مُصحفه ؛ فهو يعلم  جيدا أن يوم الجُمعه يُستحب فيه الإكثار من قراءة القرآن والذكر والصلاه ؛ وعنده يقين تام  أن تلك اليوم فيه ساعة إستجابة..
فماذا عنك يا خالد ؟! ما الذى يجعلك حريصا  بالتوسل  إلي الله بالدعاء في كل اوقات الاجابه ؟!

دعونا نجلس مع عائلة خالد قليلا نتعرف عليهم وعلى طبيعة حياتهم ؛هل يِشبهون عائلة مريم ؟.سنقترب ونعِرف….

_ رانيا : قولي ياخالد ايه رأيك في حنين اخت مروه صاحبتى  ؛ بنت مؤدبه وجميله وأهلها ناس محترمين ومفيهاش غلطه يعنى مش هتعرف تتحجج المره دى يادكتور !
_رجاء : انا مش هتكلم قوليله انتى يارانيا لانى  تعبت معاه دماغه ناشفه ومش عاجبه حد .
_ خالد: ياجماعه انتوا شاغلين دماغكوا ليه أنا عندى حُسن ظن بالله وواثق في اختيار ربنا ؛ لأنى  مش عاوز اى واحده وخلاص ؛ عاوز زوجتى  تبدأ معايا رحلة في  الدنيا وتكمل معايا في الجنة إن شاء الله ؛ واحده يكون همها الأكبر هو  دينها ؛  حقيقي صدقت يارسول الله صلي الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين ) صاحبة الدين هتعرف حقوق زوجها وواجباتها؛ هتعرف ازاى امتى تكون سكنه واحتوائه؛ هتبقي فاهمه كويس جدا إن الزواج آية من آيات الله زى الشمس والنهار والليل ؛ ربنا جعله آيه وسكن بالمودة والرحمة .والأهم من كل دا ان صاحبة الدين هتربي ذُريتها علي عقيدة صحيحه ؛ انا عاوز ذريتنى يكونوا صدقه جاريه ليا في حياتى وبعد مماتى وطبعا مش اى واحده هتعرف تعمل كدا عرفتى انا مستعجل ليه ياماما .من الآخر كدا أنا ببحث علي أم تَصلح لتربية  أولادى .قبل ما أبحث علي زوجه لنفسي .
رانيا : يااخويا اتجوز الاول وبعدين تربية عيالك نبقا نشوفها بعدين دا انت خيالك واسع اوى ياخالد ..طيب شوف حنين مش يمكن تطلع هى ام عيالك ونفرح بيك بقا ونبل الشربات .
خالد : ربنا ييسر أن شاء الله يارانيا سبينى افكر في الموضوع وهرد عليكى ..
تسنيم :  ماما أنا هروح أتمرجح شويه .
رانيا : استنى شويه ياتسنيم براءه  نايمه علي رجلي مش هعرف اقوم امرجحك استنى لما تصحى هاخدكوا سوا .
تسنيم : لا مليش دعوه انا عاوزه أتمرجح؛ بعد شويه هتقوليلي هنقوم نروح ؛انا عاوزه أتمرجح دلوقتى .
خالد :  خلاص ياحبيبة خالو تعالى وانا هاخدك أمرجحك.

وضعت الطفلة يدها في يد خالها وهى تمشي متحنجلة بين النجيلة الخضراء  تغنى أغانيها الطفولية (القطة المشمشية حلوه بس شقية)   ويشاركها خالد بترديدها قائلا :( نطت حته نطة أكلت وِرك البطه) ثم عَلت أصواتهم بالضحكات حتى اقتربا من الأرجوحة ....

مهلا مهلا ...من يجلس هنا  علي الأرجوحة ؟؟
نعم إنها مريم مازالت نائمه أخذتها الغفوة دون أن تُدرك ..
أرى عَبرة تزرف علي وَچنتيها ...ماذا بكِ يامريم ؟ ماذا رأيتِ في غَفوتك لتتساقط منكِ عَبراتٌ حزينة؟!

تسنيم : خالو هى البنت دى نايمه ؟ هروح اقولها تقوم عشان انا عاوزه أتمرجح ..
خالد قد  انتبه لِعبراتها المُتساقطة  مُحدثا نفسه ماذا عن تلك الملاك الباكى ؟!  فسُرعان ما صَرف بصره عنها فهو حريصا علي ألا ينتهك حُرمات الله ..ثم قال لتسنيم ..روحى طبطبي عليها بالراحه ومتخضيهاش ..ذهبت تسنيم ببراءتها فلمست  علي يدِ مريم لمسات حنونه فانتبهت مريم واستيقظت .وجدت أمامها طفلة مبتسمة تحمل براءة في وجهها ت خطفت قلب مريم ؛ فردت لها مريم نفس الابتسامه قائله :انتى مين ياجميل ؟
تسنيم : انا عاوزه أتمرجح شويه  ممكن بعد اذنك.
مريم : طبعا ممكن بس مينفعش تقعدى ع المرجيحه لوحدك عشان متقعيش تعالي وانا همرجحك .
ردت تسنيم : انا مش لوحدى خالو واقف هناك اهو قالي اروح اطبطب عليكى لما شافك بتعيطى وانتى نايمه .

رمقت مريم نظرة حولها  وهى منزعجة ياإلهى ! من هذا الذى تطلع عليا بنظراته  فوجدت شابا يقف علي مسافه ليست ببعيدة ولكنه لم يُطلق النظر إليها ؛ فهو تعمد أن ينظر إلي اتجاه أخر حتى تنصرف دون إحراج من الموقف !

اشتد الغيظ بداخل مريم مُحدثة نفسها:
_  انا ازاى  روحت في النوم كدا غبية يامريم ثم انصرفت وهى تودع تسنيم بابتسامه ؛ أما عن خالد لايعلم ما هذا الشعور ؟! فتاةُ لم أعرفها من قبل ولم ينشأ بينا أى حديث أو نقاش  !! ما الذى جذبنى لها فمن أنتى أيتها الملاك الباكية؟!

هل سيجمعنى القدر بها مرة ثانية ؛ أم هو لقاء عابر فحسب.؟!

عند طاولة العائلتين ذهبت مريم فقالت لها فاطمه : كنتى فين يامريم ؟ ريم كانت بتدور عليكى .
ردت مريم : كنت بتمرجح ونسيت نفسي وراحت عليا نومه .
فاطمه : طيب يلا عمار ومنه روحوا وعمر وعمرو مستنيين في العربيه يلا عشان منتأخرش ..
فاطمه مودعه صفيه :
_مش عاوزه حاجه كان يوم جميل جدا والله (استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه)
_ردت صفية ربنا يبارك فيكي يافاطمة خدى بالك من نفسك ومن مريم في حفظ الله ياحبيبتى  ...
ألقت مريم تحية الإسلام لتودع صفية وإبراهيم وريم .ثم قالت (ألقاكم علي خير إن شاء الله )

من بعيد كان خالد يراقب تلك العائله انتبه لسَمت الإلتزام الظاهر عليهم ..هل سيأخذ خطوة ؟ أم هو لقاء عابر كما قال ؟!
شعورٌ بداخلي يُحدثنى أن في الحلال لقاء كيف ومتى وأين ستُخبرنا الأحداث بإذن الله تعالي ..

لا تنسوا التعليق بذكر ومنتظرة أعرف رأيكم وتوقعتكم للأحداث . ؟!

#عَشقتُ #نقابها

✍️  نور سين

عشقت نقابها (بقلم نورسين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن