من هي أرندا

2.1K 127 11
                                    


أندروس : (نفس اليوم )

بعد أن قررت عدم المرور و الإطمئنان على إبنة صديق والدي و التي كانت تعيش في المنزل المقابل ،لأن الوقت كان باكرا جدا و أخشى أن أزعجها الأن،
دخلت بسيارتي عبر بوابة المنزل الكبيرة لأقود مسافة صغيرة ثم أوقفت السيارة و نزلت منها بعد أخذِ لأشيائي، دخلت إلى المنزل لأجده هادئ ما عدا  بعض الخادمات اللواتي يجهزن طاولة الأفطار.

صعدت إلى غرفتي في الطابق الثاني في جهة اليمين ،دخلت الغرفة لأضع الجاكيت فوق السرير و الهاتف و مفتاح السيارة على الطاولة وتوجهة إلى الحمام، بعد فترة تجاوزت الربع ساعة خرجت من الحمام ألف منشفة على جزئي السفلي و في يدى واحدة أخرى لأجفف شعري، دخلت غرفة الملابس و إخترت بدلة ذات لون أزرق داكن مائل للأسود و حذاء أسود ، كنت أريد أن أرتاح قليلا بعد الاستحمام لكن يبدو أننى قد أخذت كل وقتي فيه لذا إرتديت ملابسي و سرحت شعري. نظرت إلى المرأة لأرى شكلي ثم أخذت أغراضي و نزلت إلى غرفة الطعام.
عندما دخلت و جدت أمي تقرأ مجلة و كعادتها متأنقة تجلس في جهة يسار الطاولة قرب كرسي أبي الذي يترأس الطاولة و ما إن سمعت خطواتي وضعت مجلتها لتقف والإبتسامة على وجهها فتحت لي ذراعيها لأتقدم إليها و غمرتني بعناق حار:" صباح الخير عزيزي، إشتقت إليك يبدو أنه من الصعب أن أراك هذه الأيام" فصلت العناق و إبتسمت لها وصرحت:"صباح الخير لك أيضا، أسف أمي تعلمين الوضع فمنذ أن سافر أبي كنت أخذ مكانه في العديد من الأعمال" عبستْ قليلا ثم ردت مبتسمة:" لابأس عزيزي أندرو ، لا تتعب نفسك كثيرا سيعود والدك غدا لذا إرتح قليلا فوجهك يبدو شاحبا" جلست في الكرسي المقابل لأمي لتجلس هي الأخرى:"لا تقلقي سأرتاح بمجرد قدوم أبي ،تعلمين انه هو الأخر يتعب لذا نحن نقسم الأعمال" ردت أمي علي وهي تضع ملعقة من السكر في كأس قهوتها:" أعلم و هذا يقلقني......آه لقد تذكرت كنت قد تكلمت مع أليكسي و قال لي أنك ستذهب لتطمئن على أرندا" كنت أتناول من طبقي عندما تكلمت أمي لأعقد حاجبايا معا:"من هي أرندا؟" لأتذكر أنها قالت أن أطمئن عليها لابد أنها فتاة البيت المقابل:"هل هي إبنت ألمادو بورسيلا الإسباني؟!" عند سؤالي لأمي رأيت الدهشة في عينيها لتصرح بصوت مندهش:"ألا تعرف أرندا؟ لقد ظننت أنك تعرفها فهي تعمل في شركة والدها و هي مصممة الأزياء التي تقوم بتلك التصميمات لشركتنا " ملامح الدهشة التي كانت قبل قليل على وجه أمي أصبحت الأن على وجهي وكل ما نطقت به كان:" آوه" لتستأنف أمي حديثها السابق:"لقد رأيتها في أخر مرتين ذهبت مع والدك إلى إسبانيا لا تصدق كم هي جميلة جدا لديها جمال فريد من نوعه، كانت لطيفة معي جدا لقد أحببتها "قلبت عيناي على كلام أمي فأي فتاة بالنسبة لها جميلة و فريدة في جمالها:"أمي دائما ما تقولين نفس الكلام عن أي فتاة تقابلينها" وضعت أمي كأس قهوتها ثم شابكت يديها لتقول بجدية:" أعلم عزيزي، لكن الأن أعلم ما أقول إنها جميلة لدرجة لا توصف" توقفت عن الكلام ثم زمت شفتيها لتكمل:"لكن للأسف هذه الأيام تمر عليها بصعوبة رغم صغر سنها، يبدو أن حضها سيئ قليلا فهي كانت على وشك..."لقد كنت أنتظر أن تكمل أمي جملتها فقد أنتابني الفضول حول هذه الفتاة التي يهتم لأمرها والدايا وقبل أن تكمل أمي جملتها قاطع حديثنا دخول 'بوجدانا' والتي تكون أختي الأصغر منى بثلاث سنوات، تقدمت إلى الغرفة لتحيطني بعناق من الخلف و تقبل جانبيْ وجهي ثم ذهبت بإتجاه أمي لتفعل المثل :"صباح الخير أندرو، صباح الخير أمي " اجبناها أنا و أمي بصوت واحد"صباح الخير دانا " جلست بجانب أمي لتبدأ بملأ صحنها و النظر إلينا:"من هذه أرندا التي كنتما تتحدثان عنها؟ هل أعرفها؟" ومع سؤال دانا أنا مسحت طرفيْ فمي ثم إستقمت:"ستخبرك أمي عنها، يجب أن أذهب الأن" سلمت عليهما ثم إتجهت إلى سيارتي، وكما كان دخولي وأنا أنظر إلى المنزل المقابل كان خروجي نفس الشيئ لذا ما إن خرجت من البوابة الكبيرة ركنت سيارتي أمام البوابة الخارجية لمنزلها ، وقفت أمامها و قمت بالضغط على الجرس لعدة مرات لكن يبدو أنها ليست هنا لذا عدت لسيارتي و ذهبت إلى المكتب.
مع دخولي عبر باب الشركة تفقدت الساعة التي تشير إلى العاشرة صباحا
ثم إتجهت مباشرة إلى المصعد، ضغطت على الطابق الثاني عشر و إنتظرت وصولي إلي المكتب، دقائق مرت كنت قد وصلت و بدأت في العمل مع طلبي كأس قهوة من لويس أن يحظره لي.
ثلاثة طرقات جعلتني أرفع رأسي و أسمح للطارق بالدخول، دخل لويس و بيده صينية صغيرة بها كأس قهوتي، تقدم ثم وضعها أمامي:"مرحبا سيدي، ها هي قهوتك" رددت التحية له و شكرته، إنتظرت خروجه كالعادة لكنه تكلم" سيدي هذا الشهر لم تصلنا أية تصميمات من شريكنا بإسبانيا، هل أتصل بهم لأتأكد من الأمر ؟" رفعت حاجبي الأيسر لأجيبه" ومتى كان ميعاد تسليمها لنا؟" توتر قليلا ثم رد :" كان قبل خمسة عشر أيام"
قلت بصوت غاضب و مرتفع "يا الهي، قبل خمسة عشر أيام! وهل الأن حتى قررت أن تخبرني " أنزل رأسه:" أسف سيدي،ظننت انهم سوف يبعثون التصميمات فأحيانا يتأخرون ثم يبعثونها لنا بعد أيام قليلة لكن عندما طال الأمر أخبرتك الأن" دلكت جبهتي لأجيبه:" حسنا، سأتولى الامر يمكنك الذهاب الأن" خرج لويس ليتركني مع مشكلة أخرى أجد لها حل.
بعد تفكير تفكير طويل بدأت تتشكل الصورة جيدا في عقلي عن سبب تأخر التصميمات [ الشركة التي تبعث لنا التصميمات هي إسبانية و صاحب الشركة صديق والدي و من كلام أمي عرفت أن إبنته هي التي تعمل على التصميمات و بما أنها تمر بأيام صعبة لم تقم بالتصميمات و لم يتم بعثها لنا، وهذه الفتاة تكون من أوصاني أبي أن أطمئن عليها والتي تعيش في المنزل المقابل لنا ] يا إلهي لا أصدق ماهذا! ...كلنا نمر بأيام صعبة ليست هي فقط و يمكننا أن نهمل العمل وهل تظن أننا نلعب هنا! ، بتفكيري قليلا كنت قد إنفعلت و بدأ الغضب يتملكني و قررت أنه عند ذهابي لها سنتناقش في هذا الموضوع فأنا ورائي مئة مشكلة لتأتي هي الأخرى الأن .
و بعد هذا حاولت أن أهدأ نفسي قليلا كي أستطيع إكامل عملي.

                         ****
| موسكو | السابعة و النصف مساءًا|

كنت لا أزال غارقا في العمل عندما فتح الباب بسرعة و بدون أن يدق ليدخل عبره 'إيغور' وهو يتكلم عبر الهاتف ثم جلس على الأريكة التي تتوسط المكتب، قلبت عيناي فمن سيكون صاحب هذا الدخول غيره، أكملت عملي في حين كان إيغور لا يزال على الهاتف مع أحد العملاء التي تتعامل شركتنا معهم، بعد مدة اغلق هاتفه و إعتدل في جلسته ليعلن :" لقد سويت الأمر مع شركة مايكل، في الأول لم يقبل أن نجدد العقد لكن بعد أن عدلنا الشروط وافق فورا" رفعت رأسي لأستمع إليه:"كم مدت العقد بعد أن جددته؟" سألت إيغور الذي يركز على هاتفه رفع رأسه بعد أن سألت ليرد علي:" كما إعتدنا خمس سنوات" أومأت له برأسي لأركز من جديد على عملي، بقي إيغور صامتا لمدة ثم قال لي:" هل سمعت أن إبنت شريكنا الإسباني في روسيا الأن" تنهدت و رفعت رأسي:" يا إلهي ما بال كل هذه الجلبة من أجل فتاة إسبانية الكل يتكلم عنها " رفع حاجبا مندهشا:" ماذا؟ من تكلم عنها معك من قبل؟" شرحت له بأختصار:" أبي و أمي يعرفانها و قالا لي عنها بانها في روسيا و أهم من ذلك أنها جارتنا" ضحكت بخفة رافعا طرف شفتي،" لا أصدق، هل رأيتها أمامك؟ إنها جميلة جدا في الصور فما بالك أمامك" قال إيغور الأن نفس الكلام الذي قالته لي أمي ~جميلة جدا~ ضحكت قليلا لأدر عليه:" لا لم أراها أمامي، و بالنسبة للجمال أعرفك جيدا إنك تحب كل النساء و تراهم جميلات حتى لو رأيت شجرة من صنف النساء تقول عنها جميلة" بعد كلامي عبس إيغور و رد ببعض الغضب في صوته:" نعم كل ما قلته صحيح لكن الأهم أننى أختلط بهم " سكت قيلا ثم أكمل ببعض السخرية في صوته " ليس مثلك أنت أتجنبهم" نظرت إليه بطرف عيناي محذرا إياه، بعدها إستقام من مكانه و أغلق اول زر من سترته و قال:" سأذهب الأن إلى منزلك إتصلت بي أمك أنجليكا لكي تدعوني إلى العشاء، لنذهب الأن" وضعت ما كان بيدي ثم شابكة يدايا مع بعضهما لأرد:" و من قال أننى سأذهب الأن و معك" إبتسم ثم قال:" أعلم أنك لن ترفض لي طلب هيا بنا، ولا تقلق سأذهب أنا بسيارتي" رميته بالقلم الذي بيدي ثم إستقمت لكي أستعد للخروج و أنا أقول له :" لست زوجتي لكي لا أرفض لك طلب أيها الأحمق".
بعدة مدة خرجت أنا و إيغور من الشركة لنتوجه إلي المنزل، كان قد سبقني إيغور بمسافة قليلة، و ما إن وصلت أمام المننزل رأيت أضواء البيت المجاور مشتعلة لأقرر الذهاب الأن، فلدينا أمور كثيرة نتكلم عنها. خرجت من السيارة لأتوجه للباب الكبير للمنزل و ضغطت على الجرس مرة....مرتان.... ثلاثة، عندما لم يكن هناك رد كنت راجع إلى سيارتي و ما إن أدرت ظهري فتح باب المنزل الكبير أوتوماتيكيًا لأدير ظهري مجددا و أرى الباب مفتوحا، جررت باب المنزل الكبير لأدخل إلى الداخل، قابلتنى حديقة كبيرة و جميلة، كنت أمشي و أمرر نظري على الحديقة و المنزل الذي يقبع أمامي. وصلت الى الباب و وضعت يدي على الجرس و قبل أن أضغط عليه فتح الباب و طلت منه فتاة ...... يا إلهي....... نسيت الأن كيف أتنفس من شدة جمالها، هل هي حقيقية حتى؟ لست أحلم الأن؟ يبدو أننى لست كذلك.

بقية على نفس الحالة يدي معلقة في السماء، فمي منفرج قليلا، و أنظر إلى و جهها البيضوي الأبيض، عينيها الكبيرتان في كل عين يقطر منها العسل لكن إحمرارهما واضح يبدو أنها كانت تبكي، خدودها الحمراء البارزة؛ شعرها الكراميلي الكثيف والطويل الذي يظهر لي أنه يصل إلى نهاية ظهرها ،وإنتقلت أخر شيئ إلى شفتيها و توقفت هناك..... إلهي ساعدني لا أستطيع أن أبعد عيناي عن شفتيها الممتلئتان بلون الكرز . أعتقد الأن أننى أتفق مع رأي أمي و إيغور حول جمالها فكل شيئ فيها مثالي.
إستفقت من شرودي على حمحمتها التي أيقضتني لأبدو كالمغفل أمامها:" ممم مرحبا" قلت لأكسر الصمت الذي كان بيننا و قاطعت تحديقاتها التي كانت تتفحصني أيضا

أَرَنْدَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن