|موسكو | روسيا| الساعة التاسعة صباحا |كانت سيارة أندرو تسير في طريق شبه خالي من السيارات ، و تجمع كثيف للأشجار على حافة الطريق ، و لم تساعد الأمطار التي تتساقط بقوة على إخاد التوتر الذي يسود جو السيارة من الداخل.
و لم يحاول اندرو حتى أن يخلق حديث مع كلتا المتوجادتان معه، فكلتاهما شاردة الذهن، غائبتان عن العالم.... لذلك قرر الصمت و بين الحين و آخر يتفقد كلتاهما، او بالأحرى يتطلع لأراندا التي زاد صمتها عن اللازم، فمنذ أن إعترفت لها جايدا بأنها أتت لرويسا بدون علم زوجها و هي هكذا هادئة على غير العادة... و بعد ذلك الإعتراف قد إتجهتا إلى منزل أرندا لتجمع جايدا بعض مستلزماتها و ملابسها التي تحتاجها للبقاء بعيدا عن المنزل و إبنتها...
دقائق مرت ليركن أندرو السيارة تحت المطر الغزير، و من بين صوت زخاته تسلل صوت أندرو و هو يعلن بصوت عالي قليلا لكن لطيف:" لقد وصلنا" وجهت أرندا رأسها نحوه ثم إبتسمت إليه برقة قائلة:" شكرا أندرو، ماكان داعي لتزعج نفسك " رد لها الإبتسامة مجيبا إياها:" لا داعي لذلك عزيزتي، لا وجود لأي إزعاج".... إلتفتت أرندا للوراء أين تجلس والدتها بهدوء على الكرسي الخلفي تنظر عبر النافذة بشرود.
حمحمت أرندا ثم نادت على والدتها تحثها:" أمي... لقد وصلنا، سنتحدث في الداخل، حسنا؟" أنهت حديثها بتوتر ظاهر في صوتها، و لم تساعد ملامح التساؤل و الخوف التي إعتلت وجه والدتها من تخفيف توترها.. حررت جايدا سؤالها نحو أرندا و هي تعاين المكان الذي تقف فيه السيارة بعيناها :" ما الذي نفعله هنا وسط الغابة؟" .
مسحت أرندا يداها المتعرقتان مع بعض بتوتر تحت انظار اندرو الذي لم يشأ التدخل في هذا... تشابكت نظرات جايد مع إبنتها ثم وصلها صوتها وهي تطمئنها قليلا:" لا داعي للقلق امي، لكن هل يمكننا الدخول اولا ثم نستطيع التحدث بعد ذلك؟ سأفسر لك كل شيئ " وصلت لارندا تنهيدت جايدا الطويلة ثم قالت:" حسنا، لنفعل ذلك".
إبتسمت أرندا لوالدتها لتفعل الأخرى المثل لإبنتها، و بعدها خرج الثلاثة من السيارة حاملين مظلاتهم التي تحميهم من حبات المطر الغليظة... و إتجهوا للمكان الدافئ الوحيد الموجود في هذه المنطقة.
تقدم اندرو بسرعة و فتح الباب لأرندا ثم جايدا يسمح لهم الدخول قبله ، ليدخل بعدهم ... كان الجو في الداخل دافئ جدا، حيث كانت رائحة الحطب المحترق و الأكل الشهية قد إختلطتا معا مشكلةً مزيج رائع لرائحة طيبة و مهدئة ...
لم يتغير المكان ابدا نفس الطاولات المنتشرة في المكان، نفس المنظر المطل للنافذة، و نفس الشعور الذي تشعر به ارندا كلما أتت للمكان شعرت به مرة أخرى، كان شعور السلام و الطمأنينة يراودها ... ما هي إلا ثواني و إلتفتت أرندا نحو جايدا التي تعاين المكان بخضرواتها بفضول و إعجاب... تفقدت أرندا حالة والدتها التي زالت من على وجهها ملامح الخوف السابقة ليحل بدلها الهدوء.
أنت تقرأ
أَرَنْدَا
Romance كيف ستعيش أرندا بعد أن قررت الإستقرار في روسيا بدلا من بلدها الإسبانى الذي أخذ منها زوجها، و مالذي ستواجه هناك هل تستطيع العيش كما كانت؟ ام أنها ستعيش أفضل؟ 《لم تكن تعلم ان روسيا ستمنحها الحب و الدفء رغم برودة جوها》