بداية الإنتقام

699 44 18
                                    

-بعد مرور ثلاثة أيام-

|روسيا|موسكو|الساعة العاشرة صباحا|

أندروس:

كان اليوم مثلج و قارس كباقي أيام ديسمبر الباردة، و لكن وجود أرندا في الشقة جعلتها دافئة ، و هذا وحده كان كافيًا لي... و ككل مرة قد وجدت صعوبة في ترك حضن أرندا و الفراش الدافئ المشبع برائحة الجوري التي أصبحتُ مدمنًا عليها، و بعد صعوبات كثيرة واجهتها للذهاب للعمل، ها أنا الأن أجلس الأن في مكتبي و  مقابل لي يجلس والدي الذي أتي قبل لحظات للحديث معي.

أرخيت ظهري على الكرسي ثم أخذت فنجان قهوتي ارتشف منه، و جل تركيزي على والدي الذي يتكلم قائلا:" كانت انجل قد سألتني سابقا عن حال ارندا هي و دانا، فقد إشتاقوا لها كثيرا" وضعت الفنجان و قلت له:" إنها بخير على ما أظن، لكن أحيانا تأتيها نوبات من البكاء تلوم نفسها على كل ما يجري، و احيانا أخرى تكون بخير و سعيدة...  كذلك هي الأخرى تريد ان تلتقي بهم لكن أنت تعلم الأن كيف هي الأوضاع".

أومأ ابي لي ثم تحدث قائلا:" أعلم بني، كل ما أطلبه منك أن تقف بجانبها و حاول ان تخفف عنها، فليس من السهل تقبل كل تلك المشاكل دفعت واحدة من والدها، و ايضا غياب والدتها و إبتعادها عنها ليس بالشيئ السهل" دلكت جبهتي بقوة أحاول أن أخفف عنى قليلا ، ثم رفعت رأسي و قلت أجيب والدي الذي ينظر إلي:" ليس عليك أن توصيني عليها، إنني أفعل المستحيل من أجلها أبي، فلا أقدر أن أرى كل ذلك الحزن في عينها ولا أقاسمها إياه ، أو أراها تبكي كل تلك الأوجاع ولا أواسيها... عليك ان تفهم يا أبي إنها قطعة منى و لا حياة لي بدونها".

إبتسم والدي بهدوء ثم قال:" إنني فخور بك يا بُني، إنك حقا إبني الذي أفتخر به، أيضا لم أكن أصدق أنه سيأتي اليوم الذي ستحب فيه شخصًا و تقول عنه كل هذا"  مسحت على وجهي بإحراج ثم أجبته بصوت منخفض قليلا:" لم اكن أظن ذلك أيضا"   قهقه والدي بمرح ثم قال:" للحقيقة إن والدتك لا تصدق أنك أغرمت بفتاة و تقدمت لخطبتها، و المعجزة أنك خطبت الفتاة التي كانت تستلطفها و تراها أنها المثالية لتكون زوجتك، بإختصار إن أنجل راضية عن إختيارك بشكل لا تستطيع أن تصدقه فهي تتباهي بك و بأرندا أمام صديقاتها"

إبتسمت بإمتنان له ثم حررت كلماتي بهظوء و إبتسامة خفيفة مرتسمة على فمي :" سعيد أنها راضية عن اختياري و أنها أحبت أرندا، فهذا كافي بالنسبة لي فأمي صعبة الإنتقاء أحيانا.... و أيضا أشكركما أنكما تقفان معي و أرندا، إنكما تمدان بالقوة التي أحتاجها لأساعد أرندا" إرتشف والدي من فنجان قهوته ثم قال و هو ينفي برأسه:" لا تقول هذا مجددا، إن أرندا إبنتنا أيضا، ما يضرها يضرنا ، و كذلك أصبحت من العائلة الأن"

كانت كلمت والدي بأن أرندا أصبحت من العائلة قد  نشرت السعادة و البهجة في قلبي، و لكافة جسدي، فهي أصبحت تنتمي لعائلتي التي عملت جاهدا أن أحميها، و لا أستطيع أن أصبر حتى تحمل أرندا إسمي بجانب إسمها، لتصبح السيدة أرندا دوستوكيفسي، فهذا يلائمها أكثر.

أَرَنْدَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن