مشاعر جديدة

1.4K 88 16
                                    


أندروس:

كانت الساعة الثالثة صباحا عندما فجأة عم سكون قاتل في غرفتها لينتابي في تلك الثانية رعب كبير، كان هذا الهدوء يجعل أفكاري تتجه نحو الجانب السلبي.... لماذا هذا السكون فجأة؟ .....هل أذت أرندا نفسها؟... هل هي بخير؟؟ .

إستقمت بسرعة من الأرض و بدأت أطرق على الباب بعنف :" أرندا إفتحي الباب حالا" .
" هل أنت بخير؟ أجبيني" .
" يا إلاهي سوف أجن، أرجوك أرندا تكلمي" .
كنت كالمجنون أدق على بابها لكن لا جواب منها أو حتى كلمة ، مما جعلني أتأكد أنها حقا أذت نفسها.

وسط طَرقي و كلامي سمعت قفل غرفتها يفتح و فورا أسرعت أفتح الباب ليهدأ قلبي قليلا في هذه اللحظة من فكر أنها فتحت لي الباب.

فتحت الباب بسرعة ليقابلني الحطام في كل أنحاء الغرفة، كانت الغرفة حقا محطمة و مقلوبة رأسا على عقب،
و وسط ذلك الحطام إلتهفت عيناي لتبحث عن الجسد الوحيد في هذه الغرفة .

كانت تجلس على الأرض وسط الغرفة، دموعها تبلل وجهها الذابل و شفتيها مدميتان قليلا إثر تشققهما، كانت قدميها حافيتان ، أما يديها كانت مرمية بجانبها و تحمل في يدها اليمني قطعة زجاج، كانت تخفض رأسها و بدى لي أنها شاردة.
في هذه اللحظة كانت أرندا ضعيفة جدا و هشة قابلة للكسر ، رغم انني رأيت ضعفها من قبل لكن الأن كان شيئ أخر و جديد علي ... كان ضعفها يضغفني أنا الأخر، و قلبي كان يتحطم لرأيتها وهي في هذه الحالة.

بسرعة تقدمت نحوها و إنحنيت لأصل إليها، رفعت أصابعي كي أرفع ذقنها  ليقابلني وجهها الملائكي الذي أصبح ذابلا من شدة حزنها... كانت دموعها جفت على وجنتيها و عيناها تفيض حزنا و قهرا.
إقتربت إليها و همست أمام وجهها:" أنا معك مهما مررت به أو ما ستمرين به ، سأكون سندك منذ الأن" أومات لكلماتي بخف تكاد لا ترى، لأزيد من تقدمي لها و أقبل جبهتها تحديدا ما بين عينيها.

نظرتُ إلى وجهها مجددا و كانت عينيها مغلقتان... وقفت و وضعت يدي اليمني تحت فخِذاها و الأخرى خلف ظهرها لأحملها بخفة و أتقدم خارج غرفة نومهما ، لغرفة أخرى كي ترتاح فيها قليلا.

كانت أرندا تسند رأسها على صدري و إحدى يداها موضوعة فوقه، و هذه الحركة جعلتني أتشتت قليلا ، كان قلبي يضرب جدران صدري بدقات صاخبة و مسموعة مما جعلني أخاف أن أفضح نفسي أمامها، و لكي لا أُفضح أسرعت لأدخل أول غرفة وجدتها.

فتحت الباب و توجهت نحو السرير أضعها فيه، ساعدتها للوصول أسفل الغطاء ثم تقدمت خطوة للوراء كي أخرج، لكن إستوقفتني يدها التي قبضت علي رغسي بسرعة وهي تعلن:" أرجوك إبقي معي".....كان قلبي ينتظر دعوة ليبقي معها و هي في أمس الحاجة لكي أحميها و لم أتردد أن في قبول هذع الدعوة.

و مع كلماتها تقدمت مرة أخرى للأمام أضع ركبتي على السرير أستلقي بجانبها، كان نصفي العلوي يستند على لوح السرير، و قدماي ممددتان فوقه،
عيناي كانت تنظر لهيئتها المستلقية أمامي على ظهرها شاردة في سقف الغرفة، مرت دقائق وهي على نفس الحالة.

أَرَنْدَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن