يوم الخطوبة

986 60 15
                                    

| إسبانيا - إشبيلية | الساعة التاسعة صباحا |

- يوم قبل الخطوبة -

داخل منزل عائلة بورسيلا و تحديدا في الطابق الثاني في آخر الرواق، مكتب ألمادو ، الذي ما إن تطأ قدمك داخله الأن حتى يستقبلك الظلام الذي يسود الغرفة رغم أنه الصباح.... و إن دققت النظر جيدا بين الظلام يتضح لك الجسد الهادئ الذي يجلس على الكرسي يتكأ عليه مغمض العينين، و لولا ان أصابعه الخشنة تطرق على مسند الكرسي لظننتَ أنه نائم.

لكن رغم هدوء ألمادو إلا أنه الان كان كل شيئ عدى هادئ ، فعقله يكاد ينفجر من شدة تفكيره المستمر منذ ان غادرت جايدا المنزل...فقد حاول البحث عنها في كل مكان يشك أنها قد تذهب إليه،  لكنه لم يجدها لم تترك اي أثر عند ذهابها.... و لكن ما لم يفكر فيه ألمادو ابدا أنها قد تكون الان في روسيا، فهو كان متأكد أنها أجْبن من ان تذهب كل هذه المسافة و أضعف إحتمال وصل إليه انها غادرت إشبيلية لتهرب لمدينة اخرى في إسبانيا ، لذلك ظل بحثه عنها منحصر داخل إسبانيا فقط.

فتح ألمادو عيناه ببطئ ثم بدأ يحك ذقنه بتفكير و بعد ان توصل أخيرا إلى حل، أخذ هاتفه ثم شكل رقم و بدا متردد من الإتصال به .... لكن لم يكن له أي خيار آخر لذلك في الاخير ضغط على زر الإتصال ليأتيه صوت الرنات.

لم يرد الطرف الآخر على الإتصال في الأول، لكن ألمادو عاود الإتصال به و بعد أن ظن أنه لن يرد عليه مرة أخرى أجاب صاحب الرقم و بقي صامت ليسرع ألمادو بالتكلم:" مرحبا، سيد أليخاندرو"

أتاه صوت أليخاندرو الذي أجابه بكل هدوء و برودة:" مرحبا، ما سبب هذا الإتصال؟ فأنت لا تتصل إلا لوجود مصلحة لديك"... إرتبك ألمادو قليلا لكنه تمالك نفسه و أجابه:" أسف سيدي، لكنني هذه المرة حقا بحاجة لمساعدتك، فأنت فقط من تستطيع أن تساعدني و أيضا المشكلة تمس أرندا بطريقة غير مباشرة" سكت قليلا ليعلم رأيه و عندما لم يأتيه أي رد من أليخاندرو أكمل كلامه مسترسلا:" أعدك أنني عندما أحل هذه المسألة سأقدم لك أرندا و لن أطلب منك اي طلب مرة أخرى"

وصل لمسامع ألمادو صوت أليخاندرو الذي قال كعادته بهدوء و صرامة:" فل تقل ما عندك... لكن لتعلم انه لكل شيئ مقابل"... بعد كلامه شعر ألمادو بتوتر كبير و بدأ جسده بالتعرق فهو لم يحسب حساب لهذا، لذلك و بعد أن جمع شتات نفسه أجابه بكل خضوع:" أعلم سيدي، و ماهو المقابل؟".

سكت أليخاندرو قليلا ليزيد من شدة الوضع و بعد أن أحس انه ضيق الخناق على ضحيته أجابه بصرامة و كأن ما سيقوله لا نقاش فيه أبدا:" بما أنني سأساعدك في مشكلتك، ستقوم بنقل ملكية أكبر فندقين لديك إلي.. أي بإسمي ، و إلا لن يتم حل أي شيئ، و أيضا إن كنت على عجلة من امرك يستحسن أن تبدأ بعملية النقل بإسمي في أسرع وقت".... كان أليخاندرو قد قرر من قبل أنه سيأخذ كل ممتلكات ألمادو لكنه الأن يحاول أن يذله و أنه لا وجود لشيئ مجاني كونه طلب مساعدته .

أَرَنْدَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن