[الفصل السادِّس]_ زَوُجة العُمدة.
_____[أليس من العدّل حين أغزل من الأوراق ورد، تردهُ وردًا فلماذا أرى دمائي تقطُر حُباً من أشواكَك].
___توجّست خلايا ميرالَ وقلبها يقفز رُعبًا بما أقحمها ساهر الحقير، ابتسّم ساهر والدماء تقطُر من فاهُ، أمر هاشم رِجالهُ بحبسهُ في القبو المُلحق بالمنزل
وهيَّ لم يصدر نحوها إي عقاب، سُوى أنهُ أمسك بكلتا ذراعيها بقسوة وعُنفٍ .. جعلها تصرخُ من شدة الألم، ولازال عقلها شاردٌ بما قالهُ ساهر!
هي لم تكُن تعلمّ من الأساس عن العداوة، فكيف سيتُدبر لتلك المُصيبة!
أفاقت على صوتَ باب غرفتهما يُغلق بِ المفتاح، ابتلعت ريقها وجسدها يرتعش .. عضت على شفتيها بقسوة نزفت أثرها، أقترب منها يهتف بصوتٍ عالي :
_ إيهِ الليّ قالوهُ ده يا ميرال، خططتيّ أنهُ وأختي يهربوُا!!
هزت رأسها بسُرعة تنفي تلك التهمة وأقتربت منهُ تمسك يدهُ إلا أنهُ نفرها عنهُ، فنطقت بارتعاش:
_ لا أبدًا، أنا مكنتش أعرف عنكم حاجة .. أنا حتى مكنتش أعرف عن العداوة حاجة.
صرخت بخوف حين أمسكها من خصرها نحوهُ، وهُو ينظُر لعينيها الباكيتين بسخطٍ غير مُصدق ماتفوهت بها شفتيها، أما هي نظرة عينيهِ أخرستها، نظرتهُ الغاضبِة والتي تشوبها نظرة إشمئزاز ..
نطِق وهُو يترُكها:
_ مستحيل أصدقك يا ميرال، لأنِي متُوقع منك ده! واحدة زيكِ بتحَب أبوُها وعايزاهَ يبقى كُويس رغم أنهُ مش عايزك وبيكرهك، أكيد عايزة تنتقمي من أهلي علشان سبب في بُعد أبوكِ عنك.
هتفت بصوت متحشرج:
_ رغم كلامك ده. أنا مُستحيل أذيّ بنت زيّ، أنا وساهر أتقابلنا مرة واحدة في القاهرة .. وكانت من سبع شهُور، بالليّ انتَ بتقولهُ ده، يخليكَ واثق مية في المية إن ليا دَخل في كده.نظر نحَوُها بابتسامة جانبية تحملّ شرّ، أقترب منها وهي من شدة الخُوف أبتعدت، حتى شعرت بِبروُدة الجدار خلفها، مَّال نحوها ينطِق باستحقار:
_ مش حكاية واثق، أنتِ مش في دايرة حد بيحبكِ، أمك مش موجودة، وأبوكِ مش عايزكِ .. محدش هنا يعرفكِ، يعني وقت ما أذيكي بثقة أو بغير محدش هيهتم.
نبرتهُ القاسية، نظرة عينيهِ الساخرة ..
جعلتها تهتف بسخطٍ هي لديها كبرياء أيضًا:
_ وأنتَ فاكِر عملتك فيا أو بِ ساهر الناس هتسكُت متنساش أن الحق كلهُ على أختك وعلى غباءها إنها تثق في حد .. زي ساهر بينها وبينهُ حواجِز ..
_ دِلوقتي عايزة تُحطي الحق على أختي!!، وأنتِ فاكرة إنَّنا هنقول أنها هربت معاهَ! تبقي غبية .. الحكاية هتبينّ أنك وساهر أتفقتوا أنهُ يخطفها، وأنهُ يعذبها، ولما عرف إنك هنا .. حبيب القلب خاف عليكي فجابها هنا .. علشان ياخدك.صاحت بهِ بغضب:
_ إيه اللي أنتَ بتقولهُ ده! أنتَ كده..
ابتسم يقاطعها:
_ بشوهَ سمعتك. أيون.
أقترب أكثر حتى أصبحت أنفاسهُ تحرق بشرة وجهها:
_ زي ما أُمك مشيت من هنا وسمعتها في الأرض، هتحصل معاكِي ..
لم تستطع أن تتركه يهينها ويهينّ والدتها، لم تستطع أن تصمت وهو يجرح والدتهاَ، تلك المرأة التي أبتعدت عن الجميع لمصلحتها وحياتها، ولتجعلها تعيش في عالم أخر يقّدرها ويحترمها. لم تمنع كفها من لطمهُ بقوة ..
صوت تلكَ اللطمة كان قاسيةٍ .. وكأن بداخلها كيان من الثورة هاجت فور أن وضعت يدها على وجههُ:
_ أنسان زيك لازم يراعي أهل بيتهُ مش يتعدى على حُرمة مراتهُ ويكدبَ.
كان صامتًا .. وصدرهُ في علوٍ وهبوط بعنفٍ، فجأة وجدتهُ يمسك ذراعها والذي شعرت بألم عنيف، جعلها تّأنِ بصوتٍ عاليٍ ..
صك على قواطِعهُ بنظرة غاضبة :
_ فاكِرة نفسك مين علشان تعملي كده! فاكرة نفسك حاجة، زيك زِي الجزمة أدُوس عليها وأحطها في أي مكان.
نطقت بتحدٍ وثقة:
_ بس أنا مش جزمة أشترتني وتقدر تبعني، أنا آه مراتك بس لغاية دلوقتي متقدرش تثق في قُدراتي معاكَ
![](https://img.wattpad.com/cover/263335048-288-k966549.jpg)
أنت تقرأ
زَوُجَة العُمدة{١#وجه القمر}
Romanceكانت تظُن حينَ تعود إلى والدها كُل شيءٍ سيتغير، ستعود بسمتها وروحها إلا أنها كانت مكيدة نُصبت لأجل أن تدفع أنتقامًا مجهولاً بالنسبة لها. وهُو ينتظر ليثأر من كل عائلتها لأجل مُوت أخيه.