الحلقة الثالثة عشر.

8.8K 227 22
                                    

الفصل الثالث عشر رواية [ زَوجة العُمدة].

***

" كان كل ماترغب بهِ، أن يكون لها، وأن تنتهي تلك الحرب بنزع الراء".

صوت الممرضة ووجهها البشوش لم يجعلها في حالة من الرضا، نظرت حولها ورأت نظرة هاشم، نظرة أشتياق ورغبة مُلحة بالركض للأعلى وحين صعدت والدتهُ وخاله فهمي سريعًا، أمسكت بيده تمنعهُ من الصعود قائلة:

-      لازم نتكلم!

-      دلوقتي مفيش حاجة أهمَّ من أبويا يا ميرال.

أبعد يديها عنهُ وتركها تنظُر إلى خيبة أملها، ولكنها نظرت إلى الجانب المُشرق، والدهُ كان القطعة المفقودة في تلك الأحجية.. والآن باستيقاظهُ سيزيح نـصف المعضلة بقولهُ هل أباها يونس هو من دفعهُ ليسقط أم لا..

صعدت إلى الغرفة وجودت والدتهُ صامتة جامدة الملامح، رغم دموعها التي غرقت وجهها، كانت صامدة ,,وكأنها لم ترغب باستيقاظهُ ... وهُنا تسألت ميرال لنفسها:" ممكن تكون هي اللي عملت فيهِ كده".

دفعت من بالها تلك الأفكار .. ودلفت، رأتهُ ينظر نحوها نظرة غريبة كتلك التي رأها بهِ حين بدأ في فتح عينيهِ واستيعاب الحاضر .. هل تذكرهُ بوالدتها؟

نظر هاشم إليها بغصة بحلقهُ، وعينيهِ تنتقل مابينهُ وبين والدتهُ، كانت تقف ميرال بجانب هاشم حتى شعرت بيد تلتقفها وكانت والدهُ.. ينظر نحوها نظرة الاشتياق وهو يرغب بسؤالها ولكن لاسبيل لهُ بالكلام، فهو على مايبدو من صدمة ماحدث لهُ، أصبح فاقد للكلم..

تنهدت ميرال تبتسم بحنان .. وتجلس على رُكبتيها، من الداخل تشعر بالامتنان الغزير لذلك الرجُل، هو من صَّدق والدتها وجعلها تعيش في مكان آمن من هُنا، أمسكت بكفهُ تُقَّبل باطنهُ ..

نظرت لها والدة هاشم بعصبية شديدة، وأرادت أن تأتيها من شعرها وتجُرها للخارج، ولكنها لم ترغب بأن يحدث شيءِ سيءِ لزوجها .. والذي ظل يخُبط على فخذ هاشم وهو يسأل على فهد ويكتب الاسم على فخذه باستمرار .. جعل هاشم يتنفس الهواء بعبءٍ شديد، حاول التماسك ولكنهُ لم يستطع .. فقال وصوتهُ مكتوم:

-      فهد مش موجود دلوقتي..

ونهض سريعًا يبتعد، وتناقلت عيناى جاسر-والد هاشم- إلى زوجتهُ التي كانت تبكي بصمت، وهي تعلم بأنها إن تحدث ستبوح بما في صدرها من قهرٍ وألم وعذاب تعيش به منذ غيبوبتهُ وموت فقيدها وحبيبها .. ابنها البكر الغالي، الذي لم يدخل لقلبها الحُزن يومًا وكان كل وقتهُ لهما..

وقفت ميرال من جديد .. تنظُر لوجهِ (زينات) الذي أصفر من الحُزن، تعلم بأن داخلها امرأة حزينة تتعذب .. ولكنها لاتستطيع مسامحتها، كيف تسامحها على خطفها وأستدراجها وزواجها من ابنها بحجج زائفة..

زَوُجَة العُمدة{١#وجه القمر}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن