الفصل التاسـع_ رواية زَوُجـة العُمدة.
__
ألا وإن الحُب لمن تطمئن لهُ النفس.
**
أمسكت ميرال بيـد أخُتها، تجُرها خلفها وقلبها ينتفض إنتفاضة كبيرة خُوفًا عليها، خُوفا من أن تُجبر على زواج لـن يأتي إليها بإي بُشرى سُوى الألم والحُزن، جَّال بخاطر ميرال الكثير، وهي تفكر بـزواجها من هاشم، نعم إنهُ زواج بالاجبار حتى تمنح لعائلتها شطر من الحماية حتى لايتم إذائهُم، ولكنها تعلم بأن علاقتها بهاشـم لن تستمر، هُو يعاملها تارة بحنانٍ وتارة بجفاءٍ.
لذلك يجب عليها أن تنهي الزيجة بطريقة مناسبة، هي لاتكرهُ، فقط تشفق عليهِ، تشفق على حُزنهُ لرحيل أخيهِ الذي يبدو بأن علاقتهُ بهِ كانت كل شيءِ لهُ، وصلت لمنزل والدها، ووجدتهُ يقف أمام المنزل بالفعل ينتظر قدُوم هبة، كان خائفًا عليها، ولكنهُ تفاجأ حين رأى ميرال تمسك بيديها، فظن سوءًا حل بها بالمنزل هناك، وأتت ميرال توبخها امامهُ لسوء التربية.
ولكنهُ تفاجأ حين أردفت:
- صحيح، هتوافق تجُوزها لـ خال هاشم؟
نظر إليها بدهشة من طريقة حديثها، كان أقرب للعتاب، ونظراتها لهُ لوم، إلا أنهُ أقترب يمسك بيد هبة ويجعلها بقُربهُ هاتفًا:
- دي بنتي، وأنـا حُر.
- لأ مش حُر في قرارتها، جُوزها طريقة عيشتها مش حُر فيها، هي اللي حُرة تتجُوز اللي عايزاه.
نظر نحوها بـ جمود يقول:
- جاية تتكلمي وكأنك أتجوزتي برضاكيِ؟
أهتزت مُقلتيها بألمٍ، ظهرت دُموع على عينيها، قلبها أنكسر كثيرًا بطريقة حديثهُ معها، لم تظن بأنهُ سيقول بتلك اللهجة عنها، قالت بصوتٍ مبحوح:
- لأن أمُي مكنتش جمبي تقف قدامهُم، أُجبرت علشان فاكرة إنك تستاهل.
صمت، وكانت مفاجأة لها.
ظنت بانهُ سيصفعها لتطاولها عليهِ بالكلم، إلا أنهُ أخذ هبة وأدخلها إلى المنزل رُغمًا عنها، وتحدث بجفاء:
- لُو جاية علشان تغيري رأي، مش هيحصل.
اقتربت منهُ فجأة تقول باستهجـان:
- يعني عايز تفهمني إنك مُوافق على الجُوازة، حرام عليك تضيعها علشان فلوس!
قطب حاجبيهِ بغضب من صُراخ ميرال بوجههُ، ليتحدث بحدة:
- أبعدي يابنت الناس، مفيش داعي إنك تتكلمي وأنتِ متعرفيش عيشتنا أزاي.
لم تستطيع كتم ما بجوفها، صاحت بغضب ممزوج بألم:
- لأ عارفة، عارفة أن كل واحد فيكم بيدور على لقمة عيش لتاني يوم، عارفة أن الكُل مش لاقي لقمة لحد تاني .. بس دي بنتك اللي ربتها على أيديكَ، هتبقى فرحان وأنت بتزفها لراجِل أكبر منكَ!، هتبقى فرحان وأنتَ بتقتلها بايدك.ليهِ مش عايز تدور على شغل مش هنا، سافر روح أي مكان وأشتغل، دي بنتك! .. ولا أنتَ لاعارف الرحمة لبنت مربتهاش ولا رحمة بنتك اللي بتحبك.
أنهمرت الدموع من عينيها بقسوة ..أهتزت شفتيها بـ الم، والدها ويتحدث معها كأنها غريبة، حياتها أصبحت مزحة .. لطالما حلمت برؤيتهُ، أن ترتمي بحُضنهُ، الدعاء لهُ بأن يظل معافياً حتى تلتقي بهِ، كانت فقط تحلم بـ حُضن منهُ فقط وستعود من حيث أتتَّ.
ولكنهُ لم يهتم لمَّا بذلتهُ لأجلهُ. وأصبح ينظر نحوها وكأنها امرأة غريبة وكأنها ليست ابنتهُ، من المرأة التيَّ أحبها؟!
أنت تقرأ
زَوُجَة العُمدة{١#وجه القمر}
Romanceكانت تظُن حينَ تعود إلى والدها كُل شيءٍ سيتغير، ستعود بسمتها وروحها إلا أنها كانت مكيدة نُصبت لأجل أن تدفع أنتقامًا مجهولاً بالنسبة لها. وهُو ينتظر ليثأر من كل عائلتها لأجل مُوت أخيه.