الحلقة الرابعة.

13.6K 322 40
                                    

#زُوجة_العُمدة
[الفصل الرابَّع].

_ أقسى شيءِ مر عليِّ حين كان الرفض منكَ ولم يكُن من الزَمن.
•••

غلق الباب كان بمثابة يدٍ تخَنُق عنقها وتريد نحرها، أغرورقت عينيها بسرَعة وضاق بها الحال، لم ترُد الرحيل، لا لن تفعل ذلك، حتى وإن كان سيصفعها أو حتى يضربها، بلغت من العُمر ما يجعلها تُحارب لأجلهُ، حتى وإن والدها كارهًا لها لإي سبب .. هيَّ فقط تُريد عِناق. تبكي بداخله.

ظَّلت تضرب بكفها الناعم على الباب، وهي ترجِوهُ مرارًا بأن يفتح الباب لها.. وحين ملَّت وقد آلمها طرق الباب والذي سبب أحمرارًا بالغا في كفيها. نطقت بحُزن بالغ وصوتها يضيق:
_ مكنتش عايز تشُوفني السنين الليِّ فاتت، ماهُونتش عليك لمرة واحدة!، أنا بنتك يابابا .. أرجُوك أفتح الباب، أنتَ متعرفش أنا بيحصلي إيهِ__
وكادت أن تتحدث أكثر لولا يدٍ غليظة أمسكت بكفها وجعلتها تستدير غصبّا .. نظرت بغضبٍ ل هاشم، الذي كان وجههُ يعبر عن مدى غضبهُ وكرهُ لما تفعلهُ..
وجرَّها خلفهُ دُون أن يترُك لها أي فرصة لتحتج لهُ، إلا أنها لم تستطع أن تسير وتحدتهُ قائلة لهُ بصوتّ أشبهَ بالصُراخ:
_ أبعد عني! سبني أرُوح ل بابا.
ابتسم مستهزأً بكلماتها، ف وقف ينظُر في عينيها بقسوة ونبرتهُ الباردة:
_ هتروحيلهُ ليه؟ علشان يُطردك ويمد إيدهُ عليكي! أبوكِ لو عايزكِ فعلاً كان جالك مصر وراح وسأل، بس أبوكِ تجاهلك تماما، أتجوز واحدة غير أمُك وخلف منها كمان وعاش حياتهُ .. وأنتِ هنا بتدفعي تمن عمايلهُ كلها!

أفلتت كفها من يدهُ بعُنفٍ تام قائلة باستنكار:
_ مهما قولت ومهما عملت، أبويا مقتلش.
ابتسم ساخرًا وهُو ينقل بصرهُ نحو عينيها المُصرة على ذلك الحديث! وقبل أن يتحدث أو يفعل شيءَ، سمع أقدام تركُض بسرعة فكانت هالة. والتي كان الخَوف قد ملأ قلبها، نظر لها هاشم بطريقة أخرستها قبل أن تعتذر ..
ونظر إلى ميرال التي لازال نظرها منصباً على منزل والدها، أمسك بذراعيها وجعلها تسير خلفهُ وسارت معهم هالة امام نظرات بعض الساكنين بالجُوار.

وصلوُا وهي لم تكفُ عن الصراخ أو حتى ضربهُ بيديهِ، غريبة وكأن النظرة في عين والدها جعلها أنثى الأسد، لن تتزحزح عن الفرار ولن تتوقف عن اصرارها!
ادخلها غُرفتهم، مال عليها يتحدث في صوتٍ عميق:
_ ليه واثقة في أبوكِ كده! ليه شايفة أنهُ معملش حاجة.
وقفت أمامهُ في تحدٍ:
_ لأن اللي أنتَ بتقولهُ مستحيل يحصل، لو فعلا قتل مكنش حد هيقف معاه ويقول إنهُ كان بايت عندهُ، ثم تابعت بصوت صارخ:
_" ثُم انتَ لسه قايل إني مليش لازمة عندهُ، ليه بقى سايبني عندك واتجوزتني!".

مال بجزعهُ نحوها:
_ علشان السبب في كل ده والدتك وهي هتيجي علشانك!
والدتك هي اللي عملت الفتنة مابين ابويا وابوكِ، وهي اللي هتخلي ابوكِ يقول الحقيقة، وانت بس طريق هتوصليني بيها.
أضطربت حواسها من كلماتهُ، وفجأة روادها شعور الحنين والإشتياق لوالدتها، نظرت لهُ قائلة:
_ بس أكيد بعد السنين دي أبويا مستحيل هيكون بيفكر في أمُي!
_ ده اللي أنتِ شيفاهَ، بس الحقيقة أبوكِ مش بيفكر في أمك علشان لسه بيحبها، هو عايز يقتلها!

زَوُجَة العُمدة{١#وجه القمر}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن