الحلقة السابعة.

9.6K 263 24
                                    

الفصل السابِع.
رِواية زوجة العُمدة.
**
رحلت والدة ميرال، وقد أخبرتها ماذا يجب عليها أن تفعل مع زينات، وقد حملها هاشم للأعلى تاركًا إياها تتوسَّط الفراش، كان ألم ظهرها لايُحتمل، وأثناء جلوسها مع والدتها كانت تعض على شفتيها حتى نزفت دمًا.
كان الأمر مُرهق بالنسبة إليها، كُل ماكان يشغلها هُو كيف ستخرُوج من تلك الدوامة التي أُدخلت بها، كلما كانت تشعَر بالامان .. فجأة ينقلب الأمن للخوف، وخوفها يزداد من زينات وهاشم .. الذي حتى الآن لاتعلم ماهية أفكارهُ .. وماذا يُريد منها ومن والدتها.
أفاقت على صوت فتح باب الغُرفة ولم يكنُ سواه، كانت لازالت بِملابسها، لتعبها من السير للمرحاض وتبديل ملابِسها، ولكنها تفاجأت بيديهِ حاملتين حقيبة من صيدلية!
عقدت حاجبيها ولكنها فضَّلت عدم الحديث معهُ، ولكنْ لازال يفاجأها هُو، حين صرح بجفـاء:
- أدخُلي الحمام وخُدي دُش، وأخرجي بالفوطة!
رفعت حاجبها بـ صدمة ظهرت على قسماتها، ليشعُر بحرج ولكنهُ أرتدى قناع الجُمود متحدثًا لها بأمر:
- يَّلا علشان أقدر وأديكي المرهم.
- نـ .. نـعم.
هتفت بتلعثُم أكثر، ولكنْ هي من الأساس ستشعُر بالتوتر والخجل من هالة إذا طلب منها ذلك الطلب، ولكْن لم يكن الحل الوحيد، لتردف:
- ممُكن أحُطهُ لنفسي عادي في الحمام.
أسترسل بنـفاذ صبر:
- ميرال، الليِّ أقولهُ يتنفذ! أرجُوكِ أسمعي الكلام .
طالعتهُ بحرج .. ولكنها لم تطلب منهُ المساعدة، رغم كل مافعلهُ بها لـن تسامحهُ، يديهِ الثقيلة تلك .. ستجعلهُ يندم على رفعها عليها ودفعها، دلفت للمرحاض وهي تشعر بقلبها يقفز هلعًا وقلق، كيف سيفعل ذلك؟
فتحت صانبور المياه .. ملأت حُوض الأستحمام بمياه دافئة، ورأت مُغطر برائحة الخُوخ .. أمتقع وجهها .. تكره الروائح مثل تلك .. وضعتها بمكانها، وخلعت ملابسها وبدأت بالاستحمام.
أثناء ذلك، كان هُو بالخارج يخلع ملابسهُ لأخُرى مُريحة، وجلس بالفراش منتظرة خروجها، ويفكر بكلام والدتهُ التي كانت تريد أن تستمع لحديث والدة ميرال بشدة:
- وهُو أنتَ فاكر أن سمر طيبة، دي حرباية، زي ماقدرت زمان تلف حُوالين أبوك، هتقوم بنتها تعمل فيك كده ..
ولكنهُ نهرها عن فعلها ذلك، لم يعهد والدتهُ تفعل ذلك قبلاً، حتى أثناء دراستهُ بالقاهرة خاصة حين كان يأتي لزيارات، لم تكن بتلك الخشونة والجمود، حتى أنهُ لم يكن يعلم بأمر حُب والدهُ لـ والدة ميرال من قبل.
يعلم كم أحداث عاصرتها والدتهُ لا أحد يستطيع، كـ خسارة الزوج والابن، كان يعلم مدى الحُب الذي سيتكين بـ قلبها لولدها، كان فهد يستطيع أن ينتشل الغضب الذي يستحوذ عليها، ويحولها لامرأة رقيقة ، طيبة القلب .. ولكن اين فهد من كل ذلك؟
مات وتركهُ يعاني بدونهُ، لم يستطيع نسيان الليلة التي قضاها بالمنزل بعد وفاتهُ، ليلة مؤرقة، كان عقلهُ يفكر بألف حدث عن موتهُ، وكلام خالهُ يقتلهُ بشدة، لم يظن يومًا بأن فهد ذلك الرجُل الذي ضحى بـ مهنة الطب ليأتي ويرأس مكان أبيهِ أثناء المرض، والذي تخلى عن أحلامهُ لأجل أن يرضي والدتهُ .. يموت موتة قبيحة كـ تلك، مُشوهَ الوجهُ ومطعُون بـصدرهُ!

زَوُجَة العُمدة{١#وجه القمر}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن