الحلقة الثانية.

14.7K 389 30
                                    

[ الفصل الثاني]♡
#زُوجة_العُمدة.

" أبحَثُ بين طيات الماضي عن نُورٍ، يُضيء ماتبقى لي منك".
____

كانت الأجواء بالقرية غريبة عنهُ، ف تلك المرة الأوُلى التي يرى زينة عرس من بداية السوق حتى نهاية الطريق، كان يتلفت في خيفة، وعينيهِ منصبة على أحدٍ ما، والذي بدَورهُ كان يحاول أن يهرب من تزاحُم ونظرات الناس حولهُ ..
وحين شعر بفقدان أمل حتى يلتقي بالغريب .. أمرهُ ذلك الرجل بالانصراف، ف أسرع إلى منزل العُمدة ..وضع كفهُ على الشال ثُم

نظَر ذلك الرجُل على مرمى بصرهُ، فرأى منزل العُمدة المتكُون من ثلاث طوابق، والزينة الزرقاء يبدأ العُمال في تجهيزها، كان يسمع بعض المناوشات بين النسوة والباعة، عن أن الزَواج من ابن العمدة الأصغر وابنة عدوّهِم.
شعر بغرابة، فهُو لم يتصور بأن يُقام زفاف وهُم قد أعلنوا الحداد لوفاة ابنهم البِكر فهد!
شعر بعين تتربصهُ، فنظر بجانبهُ وجد رجُلاً كان يركز عينيهِ عليه، وكاد أن يتعرف عليهِ، لولا أنهُ سارع بالعودة للوراء، محاولاً تجنبهُ إلا أنهُ في نهاية السوق، شعر بخطواته تتبعهُ، فأسرع راكضاً بين الأزقة والحواري، يركُض حتى وصل إلى الطريق السريع، ومر بهِ داخلاً إحدى القُرى المقابلة لقريتهُ.

وحين أبتعد أميال، ألتقط أنفاسهُ بثقلٍ، وهُو ينظُر خلفهّ ليتأكد من خلوهٌ من أي أحدٍ، ولكنهُ يعلم إذا عاد .. بالتأكيد سينكشف .. وهُو الآن يحتاج لتسترَّ بضعة أشهُر، قرر بالولوج داخل تلك القرية والعيش فيها، خلع عن وجههُ الشَّال الأسود الذي كان يظهر عينيهِ فقط.
كانت الأجواء ساكِنّة هنا في تلك القرية، لم يرى باعة أوُ حتى أُناس بالطريق، فقط رأى أطفال تلعب بالخارج ..
شعر بالغرابة وفي نفس الوَقت .. شعر بالارتياح حتى لايشتبهُ أحد ..

____

_" الحكاية بدأت من جواز أمُك وأبوكِ، العمدة الكبير كان عايز يتجَوُزِ أَمُك، بس هي رفضتهُ وأتجوزت يُونس، وطبعا واحدة لما تُرفض حد بمال وجاهَ زي العمدة، كان يقولوا قليلة نعمة، ولكن ساعتها كان العمدة متجُوز اللي هي مرتهُ الست زِينات، ومن وقتها وهي حاطة أُمك في دماغها، لما خلفتك بعد جواز امك وابوكِ بسنتين.. كانت الدُنيا تمام، إلا أن في يوم أمك غابت عن البيت من الصبح لغاية تاني يوم الفجر، وابوكِ خاف عليها لتكون الست زينات عملتلها حاجة .. بس رجعت وهي مليانة طينة ووشها بهتان. وحكتلهُ أنها وهي بتجيب عيش .. واحد جيهِ وخلاها تروح معاه للقرية اللي قدامنا علشان مراتهُ تولد .. وقالت  الكلام ده وهُو صدقهُ..
ثُم تابعت تلتقط أنفاسها:
_ إلا يسرية اللي هي بنت خالتهُ ومراته دلوقتي، فضّلت تكدب وتقُول أنها كدابة .. وانهُ مش طبيعي تفضل يوم بليلة برا البيت .. وتقول كده، وفضلت توسوس ليهِ بالكلام ده، وسألت الخباز اذا كان شافها فعلاً وكان في حد عايز يولد مراتهُ ولا لأ، وقالها انهُ فعلا ماشفهاش، والكلام جاب من راجل ل راجل ومن ست ل ست، وأبوكِ ساعتها أتجنن.. وبيقول ما ممكن كلام الناس صح .. وهي بتستغفلهُ. .. لغاية ما ضربها، وفضل يكدبها وساعتها أمك سقطت أخُوكِ.
نظرت ميرفت إلى ملامحِ ميرال الذابلة، والتي تستمع إلى ذلك الكلام ورغبة مُلحة منها تريد أمُها حتى ترتمي بحضنها في تلك اللحظة.
أكملت ميرفت :
_ ساعتها بقى العمدة سمع باللي حصل، وسبحان الله الوحيد اللي كان مصدقها، رغم أن كلام الناس يخلي اي حد يصدق انها راحت لحد وكده، إلا هُو، راح طلبها البيت علشان يكلمها وقالها أنهُ عايزها تتطلق من أبوكِ ويتجوزها وساعتها محدش يقدر يقول كلمة واحدة عنها.
عقدت ميرال حاجِبيها في غرابة مستفهمة:
_ وليهِ يُطلب منها الطلب ده؟
ابتسمت ميرفت ابتسامة مُرة:
_ علشان كان بيحبها، أمُك ست تتحَب يا ميرال، كانت عشرية وتحَب الكُل وتخدم الكُل وكانت طيبة أوُي، عكس الست زينات .. قوية ومفترية وتيجي على حق الفقير .. الله يسامحها ..
_ طيب وبعدين، حصل إيه؟
_" أمُك رفضت وقالتلهُ إنها مبتحبهُوش، وصعب تبقى معاه وهو متجوز ومعاه عيال وأنها بكده مش هتبقى مرتاحة، وطلبت منهُ طلبين .. الطلب الأول يطلقها من أبوكِ والتاني يجبلها طريقة تسافر بيها القاهرة ومحدش يعرف عنها أيِّ حاجة .. وهُو وافق علشان يراضيها.

زَوُجَة العُمدة{١#وجه القمر}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن