الفصل السابع

159 13 11
                                    


غادرت "مريم" شاردة دون أن تنتظر  تعليق "علي"، ظلت تخطو  بآلية،حتى دخلت غرفتها ،وجدته جالس على طرق السرير ،قابض على كفيه بقوة وما أن رأها حتى إنهال عليها بالأسئلة قائلا:
_ مريم عملتي أي مع علي؟

حدقت به بجفاء مردفة بسخرية:
_ متقلقش صلحت الموقف وكل حاجه تمام وهاخده بكرا واوديه النادي عشان ينسى.

أمسك يديها بلطف وقبلهم بحنو مخاطبها بنبرة توسل: 
_ارجوكي يا مريم أنا مش عيزه يطلب يروح لمامته خالص.

هزت "مريم" رأسها بآلية قائلة بجمود:
_علي بيشتكي منك أنت عشان مقصر في حقه خلي بالك عشان الأيام الجايه هتخسر حاجات كتير.

ختمت قولها بسحبها يديها بعنف واقفة أمام المرآة تطالع انعكاسه ؛ لترى ملامحه .
استغرب تصرفها، ظن أنه راودها نفس الكابوس،فتنهد  وعانقها من الخلف كنوع من طمأنتها هامسا بابتسامة:  _صدقيني كابوس وهيخلص متخليش حاجه تخوفك أي حد هيقربك أنا هنسفه من على وش الأرض وعمري ما هسمح لنفسي أني اضرك بأي شكل.

ظلت تنظر لانعكاس صورته في المرآة تتحسس صدق كلماته، لكن جرس داخلها نبهها بالخطر ،فأردفت بسخرية:
_ متقلقش يا حازم أنا اللي مش هسمح لحد يأذيني حتى لو كان أنت.

ابتعدت عنه ،توجهت لسريرها معطيه له ظهرها، غضب من نفورها له وأسلوب حديثها ونام بجوارها معطيا ظهره لها هو الأخر.

بعدت دقائق غلبه النعاس من كثرة تفكيره في تصرفاتها معه أما هي فلم يغمض لها جفن، هجرها النوم، فأخذت هاتفها ،وارتدت سترتها ،وغادرت الغرفة بهدوء، وهبطت إلى الحديقة جالسة على الكرسي، و
ظلت تفكر  لما يتصرف معها بهذه الطريقة، ويا حسرة قلبها، فحبيبها يأذيها ببرود، فكرت في نوع الحبوب الذي يعطيها لها ،فمن المستحيل أن تكون مخدر ،فهي لم تنم، فهل من الممكن أن تكون إحدى أنواع المخدرات ،حتى يجعلها مدمنة!

ولما لا تكون الأعراض الجانبية التي تظهر عليه تلك في الفترة الاخيرة بسبب ما يعطيه لها ،فكرت في أن تكون تلك حبوب منع الحمل، فهو في الفترة الاخيرة  منزعج من فكرة حملها مرة أخرى، التقطت هاتفها وقامت بالبحث عن الأعراض الجانبية لتلك الحبوب وظلت تقرأ وهي منصدمة ،فكل الأعراض الجانبية التي ظهرت عليها هي نفسها الأعراض لتلك الحبوب، ظلت تقرأ مقالات عدة عن مخاطرها وأن هذه الأعراض لا تظهر إلا عند الافراط في تناولها ،فمن ضمن ما قرأت أن هذه الحبوب لها احتمالية أن تصاب بسببها بالسرطان، ولا يجب على المرأة التي كانت تعاني قصورا في الاوردة تناولها.

ظلت تهز رأسها بالنفي بهسترية غير مصدقة لواقعها
،انسابت دموعها بغزارة في صمت دون إرادتها لم تصدق ما حدث ،رأها "مازن" الذي كان يتجول بملل، فلم يأته نوم هو الأخر فاستغرب دموعها ،وتقدم نحوها بقلق قائلا:
_ مريم مالك؟

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن