الفصل الثالث

241 16 2
                                    


ظل يتابعها مظهرا لها نظرات إعجاب وتغزل:
_ ما تيجي نأجل موضوع أن احنا ننزل لعمي ده لبعدين.
رفعت حاجبها وتكلمت باستنكار: 
_لم نفسك يا حازم احنا هنا مش في بيتنا..... وبعدين بابا عايزنا.

زم شفتيه وتنهد:
_متعرفيش عايزنا في اي؟

حركت رأسها بالنفي: 
_لا معرفش ويلا غير هدومك عشان ننزل.

في الأسفل في قاعة الطعام بالمنزل
اجتمع "آدم" بالجميع ماعدا الأطفال و"شيرين" و"خلود"
ترأس "آدم"  الطاولة بكل وقار ثم تكلم بنبرة قوية واضحة:
_ طبعا اكيد كلكم عايزين تعرفوا أنا جمعتكم ليه؟

ردت "مريم" باستغراب:
_ بصراحة يا بابا كلنا عندنا فضول.

تابع "آدم" كلامه بنفس القوة:
_طبعا أنا صفيت شغلي بالكامل سواء في مصر أو في إيطاليا.

الكل استغرب كلامه، ولكن بدا الاستغراب ملحوظ على وجه "مريم" ،و"حازم" بشكل كبير، فكل منهما يعرفان أن "آدم" يحب ويقدس العمل فبالرغم من أنه في بداية الستينات إلا انه لا يظهر عليه كذلك، فلماذا قرر  أن يتخلى عن عمله؟

رد "فارس" بتلقائية:
_ عندك حق يا عمي ترتاح واحنا تحت امرك في اي حاجه.

آخذ "آدم" يتابع وجوههم بكل تركيز ،واستقرت عيناه على "حازم":
_ متشكر يا فارس بس أنا مش محتاج لحد لإن أنا بالتأكيد عندي دخل ثابت بيخشلي كل سنة.

رد "حازم" بتلقائية:
_  حضرتك حطيت وديعة في البنك؟

ابتسم "آدم" ابتسامه واسعة وقال بثقة: 
_استثمرت فلوسي.

ردت "مريم" وكان يعلو على وجهها الغضب:
_ أغلب الناس اللي بتشتغل في الحاجات دي نصابين يا بابا.

لم ينفعل "حازم" وآخذ يحرك رأسه بشكل تلقائي وكأنه فهم ما يدور في بال "آدم" قائلا بسخرية:  _وعلى كده واثق فيهم!

تجاهل "آدم" غضب "مريم" وصوب نظره وتركيزه تجاه "حازم" لإنه فهم أنه فهم ما يعني:
_ جدا زي ما أنا واثق فيك كده.

آخذت "دارين" تحرك عيناها بينهم، حتى تفهم المقصد بينهم :
_ إزاي يا عمي تثق في حد غيرنا؟

رد "آدم" بشكل تلقائي ومازال ينظر لحازم: 
_عندك حق يا دارين اني مينفعش أثق في حد غير في ولادي بس اللي هثق فيه ده واحد مننا اصلا وواحد من ولادي كمان.

تنفس "فارس" نفس عميق، لقد فهم المقصود وتمنى  "حازم" يسيطر على انفعاله بشكل كبير أمام عمه،
فتكلمت "دارين":
_ تقصد مين يا عمي بالضبط؟

صوب "آدم" نظره لدارين وقال بجمود:
_مازن.

وهنا "حازم" قد وقف وقال بحدة: 
_وأستاذ مازن بتثق فيه زي ما بتثق فيا يا عمي؟

لم يظهر على وجه "مريم" اي علامات استغراب نهائي ولكن ظلت تتابع.
توجه "فارس" بحديثه لحازم مهدئا له بهمس: 
_حازم اهدى ده عمك وعيب تحتد عليه في الكلام.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن