part 29:

2.2K 148 9
                                    

- أريد البساط الأحمر خال من الشوائب، اجعل الزهور حمراء و بيضاء فقط، المقبلات لا يجب أن تكون مالحة كثيرا، والكراسي أيضا أريدها أنيقة و عصرية، لا أريد لأي خطأ أن يحدث فاليوم مهم للغاية...

قالت تلك التي تمر بين العمال المنهمكين فيما بين أيديهم، كيف لا تفعل والضيوف على وشك الوصول بينما لم تجهز القاعة بعد

- حبيبتي استرخي، أنت فقط تجهدين نفسك وتجهدين الجنين، الكل يعمل كما ترين

-لكن..

- لن أقبل أي اعتراض، كل ما ستفعلينه الآن هو الانضمام لأختك وزوجة اخيك، البسي و تأنقي والباقي علي..

تنهدت لتتقدم نحو الأمام لكن زوجها أوقفها من جديد

- أحذرك من الاقتراب من أية فساتين كاشفة

ختم كلامه بقبلة على جبينها ليتركها بينما هي تبتسم كالبلهاء، لتكمل طريقها و أخيرا نحو غرفة العروس...

طرقت الباب لتدخل بعد أن تلقت الإذن بالدخول

- أوني لما لم تلبسي بعد؟
نطقت صوفيا بتذمر لكن أختها لم ترد فقد كانت تتفحصها بنظرها من أخمص قدمها وحتى رأسها، لتستقر يدها وبدون إذن على خد أختها الصغرى

- أنت حتما... تبدين جميلة، لم أراك بهذا الشكل منذ سنين

- لا تبالغي أوني، ليس بالأمر الكثير، ثم أن هذا من اجل أخي و زوجته فقط، ليلة واحدة وسأحشر نفسي داخل كنزتي الصوفية مجددا..

- ااخ مفسدة الأجواء الرائعة

قالت قاصدة أختها لتحول بعدها نظرها لتلك التي تحدث نفسها أمام المرآة محاولة تخفيف توترها الذي هو ظاهر مليا على ملامحها..

- لا داعي لكل هذا القلق والتوتر عزيزتي، ليس وكأنك تقابلينه لأول مرة

-أوني معها حق، كل ما يجب أن تشعري به الآن هو السعادة لا غيرها، فأنت سوف تكتبين مسارا جديدا لحياتك مع الشخص الذي تحبينه

- فقط تصرفي بطبيعتك وسيكون كل شيء بخير..

كانت تتلقى النصائح من كلتا الأختين لتردد في نفسها

-اهدأي... كل شيء بخير.. لكنني لا استطيع

انتحبت في آخر جملة لتزفر رافعة راية الاستسلام ثم تنطق مخاطبة أختها

- سأتركها لك فأنا لن أتحمل غبائها أكثر

وبالفعل توجهت نحو غرفة تغيير الملابس لتشرع في فعلها

وأخيرا وبعد أحاديث مطولة ها قد ارتاحت العروس قليلا بينما تكلفت سيدتان بتزيين وجهها الذي لا يحتاج الكثير من تلك المساحيق فهي بالفعل جميلة

رنين أطلق من هاتف صوفيا معلنا عن رسالة وردتها، وها قد فتحتها ملقية نظرة على محتواها الذي كان عبارة عن ثلاثة كلمات كانت كافية لجعلها تتنهد

"لا تنسي موعدنا"

يبدو أنها عزمت على فعل شيء ستندم عليه بحق

- هل العروس جاهزة؟
نطق بها ذلك العجوز الذي يدعى بوالد العروس حيث نظر لابنته نظرة شاملة لتدمع عينه لامسا خدها ببطء

- أنا فخور بك بنيتي

-أرجوك أبي فأنا مسيطرة على توتري بصعوبة

نطقت تلك العروس التي باتت تشبه الملاك، فمسح والدها خده ممسكا بيد ابنت ليمشي معها عبر ذلك البساط الأحمر الذي يتواجد هيتشان في نهايته..

وها أخيرا تشابكت أيدي الحبيبين معلنين عن بدأ حياتهم المشتركة التي ستجعل كلا الطرفين سعيدا حتى آخر نفس لهما، وذلك تحت تصفيق الحضور..

العروسان يكملان مراسم الزفاف، الأطفال يركضون مع بعضهم و كل من داخل تلك القاعة سعداء للغاية، بخلاف تلك التي تحترق على أحر من الجمر بينما تفكر بما ستقدم على فعله، هل هو الخيار الأمثل؟
هل ستعيش سعيدة بعد ما ستفعله؟
ماذا سيحدث إن عاد تاي فجأة ؟
هذا و ذاك، تقاذفت الأفكار واحدة تلو الأخرى على عقلها المسكين... لكنها قررت الثبات على موقفها عندما فكرت في العيش الكريم الذي سيحظى به ابنها فلذة كبدها...

وها قد انتهى حفل الزفاف، وكل الحضور آلوا إلى بيوتهم، بينما يجلس ذلك العريس في انتظار زوجته التي دخلت لتغير ملابسها بينما يحمل معالم الحزن..

مدت له كوب القهوة ذلك بعد أن استقرت بجانبه

- ما بك حزين أيها العريس ؟

سألت صوفيا ليتنهد قبل أن ينطق
- لم يحضر أي منهما للزفاف

أطلقت ضحكة لينظر لها باستغراب قبل أن تنطق
- أولئك لا يجب أن يعبرا كوالدين، لا أحد منهما يهتم لأمر أبنائهم، وهل تظن أنهما سوف يأتيان بعد كل ما فعلاه معي ومع أوني؟

نظر الاثنان أمامهما بينما لكل منهما ما يفكر به
- أيا يكن، لا تجعل مثل هذه الأشياء التافهة تخرب يومك، فمازال أمامك ليلة طويلة يا أخي

قالت مرتبة على كتفه لتستقيم متوجهة نحو ما ستقدم على فعله..

____________________

- أين قد تكون في هذا الوقت؟
قالت لونا التي تمسك يد سوجون وهما يبحثان عن صوفيا ، دخلا غرفتها ليجدا تلك الورقة الموضوعة على سريرها، انحنت لها بصعوبة نظرا لحجم بطنها..

أخذتها بين أناملها لتفتحها قارئة محتواها
"أوني أرجوك اعتني بسوجون، لدي غرض لأقضيه، سوف أعود غدا صباحا، سامحيني.."

لقد كانت رسالتها مبهمة تحمل الكثير من علامات الاستفهام، لكن الشيء الذي تأكدت منه هو أنها ستفتعل شيئا متهورا..

- سوجون-ي ما رأيك بالنوم مع نيلي الليلة؟

- نعم
أطلقها ذلك الطفل بحماس شديد..

بينما في مكان آخر من المدينة هنالك تلك التي تقف بينما تعرق وتجف، ترتعد أطرافها ليس بردا بل خوفا من المستقبل
- تبدين جميلة يا... زوجتي

نطق الآخر تلك الكلمة بينما يضغط على كل حرف على حدى، وهنا أدركت أنها قد أقبلت على جحيمها برضاها التام...

Winter Bear (Kim Taehyung)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن