part 37:

2.1K 159 25
                                    


"سوجون"
نادت باسم ابنها لتلفت انتباهه، وسرعان ما لمحها حتى جرى نحوها محتضنا خصرها لقصر قامته

"كيف كان يومك في المدرسة؟"

"رائعا جدا يا أمي"

"دعني احمل عنك حقيبتك"

وبالفعل أخذت حقيبة ظهره وسارت بينما تتفحص الناس بعينيها باحثة عن تلك التي راسلتها قبل ساعات

وها قد وجدتها و أخيرا
كانت أخت تاي تمسك يد ابنتها الصغيرة
ألقوا التحية على بعضهما البعض
شد سوجون طرف قميص أمه لافتا انتباهها لتنحني إلى مستواه بعد أن لاحظت احمرارا طفيفا على وجنتيه

"أوما هذه هي الفتاة التي أخبرتك عنها"

"هذه؟"
قالت مستفسرة و مشيرة إلى ابنة أخت تاي
"بحقك يا بني ألم تجد غيرها لتعجب به؟"

"أما من مشكل؟"
سألت أخت تاي لتجيبها صوفيا ب"لا"
فكانت وجهتهم التالية هي الحديقة، حيث تركت كل منهن طفلها ليلعب وجلستا على منضضة على مقربة من الصغيرين

"تفضلي"
أخت تاي التي قدمت كوب قهوة لصوفيا
"شكرا"
اجابتها باختصار

صوفيا- إذا لما أنا هنا؟

أخت تاي- لأنني سأجيب على كل اسئلتك

صوفيا- كلها؟

أخت تاي- من الألف إلى الياء

صوفيا- وأيضا؟

أخت تاي- وفي الاخير سوف اطلب منك معروفا

صوفيا- حسنا

رتبت صوفيا كل الأسئلة التي تخالجها حين ذاك لتنطق بأول تساؤل، أو بالأحرى لخصت كل اسئلتها في سؤال واحد

"أخبريني بكل ما حدث بعد يوم ولادتي"

"حسنا"

وهنا باشرت أخت تاي حديثها المطول

"لست أدري ماذا حدث يوم ولادتك بالضبط لكن عندما كنا مجتمعين على طاولة العشاء وصلت رسالة لهاتفي لقد كان المرسل مجهولا، أما عن محتوى الرسالة فكان كالتالي «عائلة كيم الأعزاء، لا بد انكم تنتظرون ابنكم، ابنكم الآن يصارع ليبقى على قيد الحياة ...

دعوني ألخص  وأخبركم بما حدث، الأمر برمته هو أن السيد لي الذي هو والد صوفيا قد تسبب لتاي في حادث كاد أن يزهق روحه، لذا فهو هدد عائلة تاي بأن يقتله إن لم يبعدوه عن صوفيا، وهم ما كان أمامهم سوى أن يبعدوه عنها.. أما عن تاي و نتيجة لذلك الحادث، فهو قد فقد ذاكرته، والأطباء أقروا أن بإمكانه استعادتها لكن بعد زمن غير محدد...

لنعد لتلك التي لم تكمل كلامها بعد.

"...و بالطبع خوفا على ابنه قرر أبي أن يخرج تاي من المستشفى لكي يتأكد من إبعاده عنك، وجعل حجة علاجه في سيول سببا لإخراجه من هذه المدينة تماما، لكنه رجع شهور قليلة مضت، وذلك ما لا نعلم سببه"

معالم الصدمة كانت بادية على محيى صوفيا، لا تدري ما تفعله، لا تدري على من تلقي اللوم، لا تدري هل تنفعل أم تفرح، لا تدري هل تسمع بقية القصة أم تكتفي بهذا الجزء..
لاحظت أخت تاي الصدمة على وجه الأصغر سننا لتقرر منحها بضع دقائق لترتب الأفكار داخل مكنونها، لكنها لم تصمت طويلا لتبدأ بطلب المعروف الذي ذكرته من قبل..

"والآن وصلت إلى بيت القصيد، ما أردته منك هو أن تبتعدي عن تاي، ها قد رأيته و رأيت حاله لذا ابتعدي عنه رجاء، حتى أن ابي لن يسمح بعلاقتكما معا"

حسنا، هذه الجمل الأخيرة جعلت من صوفيا تعود لرشدها، وقد تلقت كل حرف من كلامها لتجيبها بابتسامة جانبية...

"ابتعد عنه؟ دعيني اوضح لك الأمور... بالكاد وصلت للعشرين من عمري، وهموم الدنيا كلها تموضعت فوق كتفاي.. لدي ابن، هربت من والداي، ولدته و ربيته وحدي، التقيت بوالد ابني بعد سنين، تزوجته على أساس أن يربي ابني تحت كنفه، لكنه كان شيطانا، حتى بعد وفاته ألصقت إلي تهمة قتله، دخلت السجن لثلاثة سنوات وقد خرجت منه للتو، أما عن تاي فقد كان مرحلة من مراحل حياتي، وبصراحة قضيت معه أحسن الأوقات و عرفت معه طعم الحب الحقيقي، لا أنكر أنني كرهته بل و بت أمقته بعدما اختفى، لكنني لم أنسه يوما، والآن و بعد أن عرفت أين كان و ما كان به، تريدينني أن أتركه؟
بصراحة كنت لأفكر بذلك لكن بما انك طلبت مني أن أبتعد عنه، فأنا... لن أفعل، أنا عنيدة أكثر مما قد تتخيلين، لذا فأنا سأتشبث بكيم تايهيونغ بكل ما أملك من قوة، ولن اقبل الحزن أو الانهزام مجددا، وإن لم يرد إكمال حياته معي... بصراحة رأيه لا يهم، ولا حتى رأيك أو رأي والدك، والآن اعذريني لقد تأخرت،
هيا سوجون-ي لنذهب الآن"

حسنا، لقد انقلبت الموازين والصدمة قد احتلت أخت تاي هذه المرة، كيف لا والتي أمامها قد تكلمت بطريقة لم نعتد عليها، هي الآن باتت قوية، لم تعد تعر للبقية أي اهتمام، فسعادتها باتت الأهم، بصراحة بتُ متحمسة لما سيحدث مستقبلا، كيف ستتعامل مع تاي ليعود لها من جديد ؟ وكيف سيستعيد هو ذاكرته؟ وهل سوف تستسلم لضعفها و أحزانها مرة أخرى؟

ماذا عنكم؟ هل انتم متحمسون بقدر حماسي؟

Winter Bear (Kim Taehyung)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن