part 4

6K 357 14
                                    

الثلاجة فارغة، لا يوجد ما يؤكل، وصوفيا من الضروري أن تأكل خوفا على نفسها وعلى صغيرها من الضرر...

ما الذي ستفعله؟ يجب أن تخرج لكنها ليست مستعدة لمواجهة العالم بعد!
نظرت جهة هاتفها لتحمله مقررة طلب خدمة توصيل لتوصل لها الطعام...

وها طرقات تتوالى على باب البيت، فاستقامت واضعة راحة يدها على مقبض الباب تحاول فتحه لكنها توقفت لوهلة بعد أن سمعت...

هي  تشبه الببغاء الأزرق
هل يمكنك أن تطيرين نحوي
أنا أريد أن أحصل على يوم جيد جيد قليلا
يوم جيد يوم جيد
أنت تبدين كالدب القطبي
تنامين بسعادة كبيرة
أنا أتمنى لك ليلة سعيدة
ليلة سعيدة

هذا ما سمعته..
تلك الأغنية التي أودت بها نحو ذكريات سعيدة باتت الآن مؤلمة، ذكريات عندما كانت تتوسط حضن ذلك النذل الذي كانت تسميه حبيبها...

أغنية رائعة بصوت عميق سرعان ما عرفت أنه ذات الشخص من يوم أمس،
صوته حقا كان.. مثالي، مثالي لدرجة جعلتها تجلس أرضا وتستمع له فقط، لقد نال إعجابها...

لكن سرعان ما وقفت من مضجعها بعد تلك المحادثة التي سمعتها، محادثة دارت بين عامل التوصيل و الرجل المجهول،
لقد حاول العامل توصيل الطلب لكن الرجل منعه قائلا أنها حبيبته
مهلا! ما الذي يهذي به هذا المجنون، هي حتى لا تعرفه وهو يقول عنها حبيبته؟ يال الجنون!

ساعة قد مرت، و معدتها تعزف سمفونية الجوع، وكل هذا بسبب ذلك المجهول الذي لايزال جالسا أمام عتبة بابها، وبين الفينة والأخرى يناديها قائلا جملا ك"حبيبتي افتحي الباب" و "فقط خذي طعامك وأقفلي الباب"

لكن كيف ستخرج وهي لا تعرفه؟ من يضمن لها أنه لن يؤذيها؟ هي بالطبع لن تخرج له فهي خائفة على حياة طفلها فمن أجله خاضت كل هذه التجارب...

إنتفضت من مكانها باحثة عن حل لتوقف هذا الجوع الهائل الذي تشعر به...

اقتربت من الباب محاولة اختلاس السمع عبره لعل المجهول قد انصرف، وقد مرت دقيقتان بدون ولا صوت، وها هي تفتح الباب ببطء شديد لتلمح
كيس الطعام أرضا، وقد بدى لها حينها كالكنز،
انقضت عليه وعادت نحو الداخل،
لكن يدا امسكت ذراعها مانعة إياها من الحركة

......: امسكتك عزيزتي
هذا ما نطق به ذلك الرجل الذي باتت تميزه من ناحية صوته،
لقد كانت خائفة جدا لذا لم يكن أمامها حل سوى أن تضربه لمكان جعل منه ينزل أرضا متألما
لتدخل بسرعة وتقفل الباب بإحكام وهي تردد عبارات أسف تحت أنفاسها...

........................................................................

"كل شيء طبيعي، هنالك فقط تحاليل بسيطة عليك فعلها حتى نطمإن عليكما أكثر"
قالت تلك الطبيبة التي تكتب شيئا على تلك الأوراق وهي تخاطب تلك الأم الشابة التي تحتضن بطنها بفرح

لتشكرها وتأخذ تلك الأوراق أخيرا ثم تتوجه إلى قسم التحاليل لتأخذ من كرسي نضجها لها منتظرة دورها...

وهي تفكر في سبب عدم حضور "الدب القطبي" لبيتها اليوم..
نعم، الدب القطبي هو ذلك الرجل المجهول وهي قررت إعطائه هذا اللقب بسبب تلك الأغنية التي يغنيها كل مرة.

هي تجهل سبب حضوره وكذلك سبب أفعاله، لكن ما تجهله أكثر هو سبب تفكيرها به، لكنها متأكدة أنه ليس حبا لأنها لم تقابل من قبل ولو لمرة واحدة...

قطع حبل شرودها صوت ممرضة تنادي إسمها لتستقيم متوجهة نحو داخل غرفة التحاليل وها هي ذي تتمدد فوق سرير الفحص لتلمح بعد ثواني
هيئة شخص يتقدم لم تتمكن من رؤية وجهه
بسبب الضوء خلفه...

"مرحبا سيدتي" هذا ما نطق به ذلك الشخص ولقد...

ولقد كان صوته مألوفا لها، وقد توقف الزمن عندها للحظات وهي تسترجع أين سمعت صوته من قبل...

ولقد وجدت الصوت مشابها بل و مطابق لل"الدب القطبي"

جلس أمامها للتوضح رؤيته لها، لقد كان شابا في متوسط عمره، ذو عيون كعيون النمر، أنف متوسط،
خدود مسطحة وشفاه مربعية، لقد
رأت فيه ولأول مرة رجلا مثاليا...

أخرج مستلزماته وباشر عمله في إجراء التحاليل لها بينما هو صامت ويظهر عليه أنه يفكر بأحدهم،
قررت أن تسأله ليتكلم فتتأكد
من ماهية صوته
صوفيا: عفوا...سيد كيم تايهيونغ

نطقت اسمه بعد أن قرأته في تلك البطاقة المعلقة على عنقه
ليستقيم ويجيبها ب"أنهيت"
لا بد أنه لا يحب التكلم كثيرا لكنها تأكدت من أنه ذات الشخص، وشاءت الصدف أن يلتقيا هنا
تايهيونغ: سوف تجهز النتائج بعد ثلاثة أيام، يمكنك الانصراف سيدتي
نطقت بشكرا متلعثمة ثم انصرفت...

وها هي ذي عائدة لبيتها بينما تحتسي ذلك الشراب الساخن بين يديها وهي تلقي
نظرات متفرقة على المدينة وسحرها، وفجأة ارتطمت بسيدة عجوز فانسكب المشروب على تلك "الأجوما"
وها هي ذي صوفيا تتأسف الأكبر سنا بينما تحاول أن تمسح أثر المشروب من على ملابسها ويدها
صوفيا: أنا آسفة، آسفة حقا أجوما
لم ترد عليها هذه الأخيرة واقتصرت على الصمت لتعيد الأخرى كلامها
صوفيا: ماذا أفعل أنا حقا آسفة!
نظرت لها الأجوما نظرة شاملة لتقول
الأجوما: هل أنت حقا آسفة؟
صوفيا: أشد الأسف
أطلقت الأخرى ضحكة لثانية قبل أن تخرج بطاقة وتمدها لصوفيا التي تعجبت فقالت "ماذا؟" مستفسرة عن ما بين يديها لتتكلف الأكبر بالإجابة
الأجوما: إذا كنت تبحثين عن عمل فاتصلي بي سوف أمهلك أسبوعان فقط... وأعدك أنني سأدفع لك أكبر المبالغ...

ألقت الصغرى نظرة على البطاقة لترفع نظرها مرة أخرى لكنها لم تجد تلك الأجوما، استدارت حولها فلم تجدها لتدس تلك البطاقة بجيبها مكملة طريقها نحو بيتها...

ها هي ذي تقترب من بيتها و الجو يكاد يجمدها...
ومع اقترابها لمحت ذلك الجسد يجلس أمام بابها، وبعد تدقيق علمت أنه فعلا ذات الشخص
من المختبر...

فكرت لوهلة أنها إذا ظهرت ستحطم مشاعره لذا غيرت الطريق لتستقر خلف البيت منتظرة ذهابه لكنه بالفعل أبى التحرك...
فطُرح في رأسها أكبر سؤال... هل هو يحب تلك الفتاة لهذه الدرجة؟

Winter Bear (Kim Taehyung)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن