part 21:

2.6K 173 13
                                    


تغير ملابس ابنها وسط غرفة النوم تلك التي اعتادت عليها و التي أصبحت ملكا لها ولابنها منذ
خمسة أشهر مضت.. والطفل بلغ نصف العام من عمره

حروف غير مفهومة يتمتم بها بينما يلعب بيديه الصغيرتين بحجم نصف كف والدته، والدته التي نست طريق الفرحة والسرور...

دخل ذلك الشاب الطويل الغرفة بعد أن طرق الباب و سمحت له الأخرى بالدخول، همّ للأمام ليحمل الطفل بين يديه يلعب معه، بينما هنالك من تتصنع ابتسامة بصعوبة بالغة،

- إذا كيف حال الصغير سوجون؟
- بخير
أجابت صوفيا بكل اختصار

ليكمل الآخر اللعب مع الطفل، وهنا رن هاتف صوفيا لتنقض عليه بلهفة وسرعة شديدتين، ألقت نظرة على شاشته لتلمح إشعار رسالة من إحدى الشركات ترويجا لموادها...

هدأت تماما بعد ذلك لتضع الهاتف بكل هدوء بينما هنالك من ينظر لها بشفقة و حزن، هو ذاته ذلك الذي وضع الطفل في مهده وعاد ليجلس بجانبها

- مازلتي تنتظرين...

رفعت نظرها نحوه لتعيده الأسفل بخيبة أمل ظاهرة
- لا تقلقي نونا، كل شيء سيكون بخير

وكان كلامه هذا السبب لجعلها تنفجر محاولة تفريغ ما بجعبتها من ألم ناتج عن انتظار مطول..

-بخير؟ ماذا تعني هذه الكلمة أصلا؟ هذه الكلمة لم يعد لها مكان بقاموسي منذ أكثر من سنة.. كل شيء أسود أشعر أن العالم يجرب علي كل حيله و ألاعيبه،
أولا ذلك الذي اعتبرته حبيبي فتركني حامل بابنه، و ثانيا كل الألم الذي تلقيته من عائلتي، العذاب الذي مر بي خلال الحمل و الولادة، والآن تاي الذي اختفى من دون انظار كأن الأرض انشقت وابتلعته، هل لهذه الدرجة أنا سيئة الحظ؟

بكت و انتحبت بينما الجالس بجانبها يريد مساعدتها ولو بالقليل، مد ذراعه نحوها محاولا ضمها له لتهدئتها فتراجع بسرعة، لكنها هي التي ارتمت نحوه فهو ملاذها الوحيد الآن، لولاه لكانت الآن تصارع الحياة القاسية في الشارع..

لم يكن منه سوى ضمها ببطء شديد وهنا شعر الاثنان بإحساس متبادل، لم يكن شعور اعجاب أو انجذاب أو حب، بل كان.. شعورا غريبا لكنه محبب للطرفين

ها قد هدأت و أخيرا ليقترح هو ما يجول بباله
- ما رأيك أن نحتسي شرابا أنا وأنت؟
- أريد عشرين قنينة سوجو فقط لكي أنسى نفسي ولو لدقائق
- واو واو ليس لتلك الدرجة

~~~~~~~~~~~~

ضربت ذلك الكأس الصغير على الطاولة تطالبه بملأ كوبها من جديد

- لا لن اسكب لك لقد شربتي ثلاثة قنينات
- وهل أنا هنا آخذ إذنك؟ إنه أمر ثم أنني لست الوحيدة التي تشرب هنا ، أنت أيضا تشرب
- لم أشرب سوى كأس واحد يا سيدة...
- هاه ألم تقترح أنت أن نشرب لماذا لا تشرب؟
- ماذا إن ثملت؟ من سيعتني بك هاه؟

ضحكت بصوت عالي حتى كاد يسمعها الجيران لتؤشر بإصبعها نحو عينيه
- أنت ثعلب ماكر

نطقت لتتحول ضحكاتها لبكاء و صراخ

-أين أنت كيم تايهيونغ واللعنة؟ لقد قلت أنك ستشتري الطوكبوكي و ستعود، لماذا تركتني انتظرك في ذلك المستشفى اللعين ؟ هاه؟ لماذا بحق السماء لماذا؟ لولا هذا السيد اللطيف هنا (تؤشر للجالس أمامها) لكنا الآن مشردان في الشارع

استقامت تتعثر نحوه لترتمي أمام رجليه
-شكرا لك أيها الشاب الوسيم شكرا

نزل بدوره لمستواها  محاولا جعلها تستقيم و ها قد فعل بصعوبة لتصبح أمام وجهه تماما

- هيا الآن إلى السرير لقد ثملتي كثيرا..

كان يخاطبها بينما هي لم تعره اهتماما بل كانت تضيق عينيها وكأنها تتأكد من شيء على وجهه، لتضحك فجأة فوضعت إصبعها السبابة فوق أنفه

- لديك شامة على أنفك مثلي تمااما..
- ماذا؟

لم تجبه لأنها وقعت بين يديه فاقدة الوعي

_______________________________

- هيتشان...

نادت اسم ذلك الذي وضعها بسريرها، ليلتفت لها فتؤشر لطفلها فعرف مقصدها ليتوجه نحو مهد الصغير يتأكد ما إن كان ينقصه شيء ما فوجده كالملاك نائم

- هذا الطفل الكسول ، إنه هادئ ونائم طوال الوقت، لكنه لطيف و جميل جدا

طبع قبلة على خد سوجون الصغير ليشد همته ويتوجه صوب الطاولة ينظفها من الفوضى المخلفة فوقها....

Winter Bear (Kim Taehyung)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن