part 30:

2.1K 149 11
                                    


تتوسط تلك الجماعة بينما تتلقى جميع أنواع اللوم و العتاب كونها أقدمت على فعل شيء لم تخبر به أحد...

تجمع كل الكلمات التي تتلقاها داخل قلبها الصغير الذي كاد ينفجر، أو لنقل أنه انفجر لأنها خرجت عن صمتها المألوف لتلقي كل ما جمعته دفعة واحدة، وكأنه بنفس واحد..

- هذا يكفي، أرجوكم توقفوا، هل تظنون أنني تزوجته لأنني أهيم بحبه؟ أراهن أنكم لم تنسوا ما فعله بي، و هل تظنون أنني سارجع له بطيب خاطر بعد أن دمر حياتي؟ بعد أن فطر قلبي وتركني مع طفل في سن السابعة عشرة ؟ أنا حتما أكره كل ذرة منه، أكره كل ما يمته بصلة، أكره كل شخص يحمل نفس اسمه، كل الإعجاب الذي كنت أحمله تجاهه تحول كرها جما..
ثم أنه بعد كل ما مررت به، أصبح سبب عيشي الوحيد هو ابني، ولذلك أنا تزوجته، تزوجته لكي لا يعيش ابني وحيدا، تزوجته لكي لا يتعرض ابني للمضايقة من طرف أصدقائه لأنه لا يمتلك أب، تزوجته لأجل ابني، ابني فقط... أنا أعرف وأعرف تمام الإدراك أنني لن اعيش معه بسعادة كما عشتها مع تاي، لكن... إن كان ابني سعيدا، فذلك كل ما أريد..

وها أخيرا قد انتفضت بماهية إحساسها جاعلة من الصمت يطغى على الأجواء، بينما حروب قد قامت داخل القلوب..

الأخت الكبرى تشعر بالضيق تريد مساعدة أختها لكن ماذا عساها تفعل، أما عن أخيها فهو مصدوم بما تعتاش عليه أخته.. أما عن ذلك الصغير فهو لا يفقه عن ما يدور حوله لكنه يعرف شيء واحد هو أن أمه حزينة لذلك فهو ارتمى عليها بكل قوته سألها عن سبب حالتها فلم تجب لذلك فهو لف ذراعيه الصغيرتين حول جسد أمه يربت على ظهرها ليشرع في غناء تلك الأغنية بصوته اللطيف

إنها تشبه الببغاء الأزرق
هل يمكنك أن تطيري نحوي؟
أنا أن أحصل على يوم جيد يوم جيد
أنت تبدين كالدب القطبي، تنامين بسعادة كبيرة
أتمنى لك ليلة سعيدة ليلة سعيدة ليلة سعيدة


كان هدف الصغير وراء غناء هذه الأغنية هو جعل أمه سعيدة كما تجعله هي سعيدا بغنائها، لكنه جعلها تبكي أكثر من ذي قبل بل وبكى معه كل من هو بتلك الغرفة..

~_______________________~

سوجون، ابني...
هل تعلم كم أنا أحبك؟
والدتك تحبك بقدر كل ذرات الهواء بهذا العالم،
لدرجة أن هدفي الوحيد بهذه الحياة أصبح هو عيشك الكريم، أتمنى أن يطيل الإله في عمري
حتى أتمكن من رؤيتك رجلا شهما قويا لا
يخصك شيء..
أحبك صغيري

~________________________~

- إذا.. هل أنت متحمس؟
- أمم لا أدري، لا أعرف كيف سأكون هناك بدونك

توقفت عن السير لتفصل تشابك أيديهما وتنزل لتصل مستوى ابنها

- أعرف أن اليوم الأول يكون صعبا قليلا، لكن المدرسة مكان رائع و بسرعة ستجد أصدقاء لك

- حقا؟

-كانغ سوجون، أنا فخورة بك

وها أخيرا قد التحما في عناق قبل أن تلوح له و تسلمه لمعلمته..

وقفت تنظر له وهو يختفي أمام عينيها لتمسح تلك الدمعة الخائنة التي تسللت من عينيها، ألا وهي دمعة الفخر بابنها الذي يلج المدرسة لأول مرة..

وها هي تحمل نفسها وأخيرا لتتوجه نحو محل الألعاب بغية شراء هدية لصغيرها تشجيعا له على دخول المدرسة..

وها قد فعلت لتخرج من المحل وقبل أن تفكر بما ستفعله تاليا باغتها اتصال من هاتف أخيها

-مرحبا
أجابت، لكن صوت الطرف الآخر كان يدل على توتره الظاهر جدا

-نونا إنها تلد الآن ونحن بطريقنا نحو المستشفى

بالكاد تمكنت من سؤاله عن مكانهم لتنطلق بأسرع من البرق قاصدة مكانهم...

التوتر يطغى على الأجواء، هيتشان يحتضن زوجته فوق ذلك الكرسي المخصص للانتظار، ووجين داخل تلك الغرفة يمسك يد زوجته التي تصارع من أجل حياة ابنها، صوفيا تحتضن نيلي الصغيرة التي تبحث عن والديها بينما شريط حياتها يمر أمام عينيها وكأن موعد وفاتها اقترب،
تتذكر ألم ولادتها، و مساندة تاي لها، تتذكر تلك الرحلة التي سبقت ولادتها، تتذكر كيف ساعدها على إنجاب ابنها، و تتذكر كيف ساندها طول تلك الأشهر داخل المستشفى، كما تتذكر كيف اختفى فجأة من دون إنذار.. ثم تدعوا الإله أن يحفظ أختها لعائلتها فالكل حتما يحتاجها..

قطع حبل أفكارها المطولة خروج تلك الممرضة التي زفت لهم خبر ولادة لونا بخير كما أن ابنها بخير أيضا..

اعتلت البسمة وجوههم بينما يتعانقون ويلقون عبارات المباركة على بعضهم البعض 

- مبارك لكما نونا
- أوني أتمنى للصغير حياة طويلة و سعيدة
-ياله من ظريف، انه يشبهك
- لا بل هو يشبه والده
- أوما هل هذا الصغير هو اخي؟
- نعم صغيرتي، هو أخيك
- مرحبا يا أخي، أنا نيلي أختك، فل تكبر بسرعة حتى نتمكن من اللعب مع بعضنا

كل مشاعر الفرحة مرت تحت أنظار تلك الاخت الحزينة، حسنا سبب حزنها غامض، هل لأنها لم تشهد على ابنها في أول دقائق حياته، أو لنعتبر أن الأحداث التي مرت بها جعلت منها عاطفية جدا...

وها أخيرا قد فسح لها المجال لتقترب من أختها الكبرى و ترتمي في حضنها مطلقة العنان لمياه عينيها المالحة

-حمدا لله على سلامتك أوني
-شكرا لك صغيرتي

استغرب الكل من بكائها في هذه اللحظة لكنهم قرروا ترك الحرية لها..

رنين هاتفها في تلك اللحظات أوقف ذلك الحوار الشيق الذي دار بينهم حول اختيار اسم للرضيع، أخذت الهاتف بين أناملها ليظهر لها ذلك الرقم الذي لم يسبق أن سجلته..

- مرحبا، نعم إنها أنا ، اووه لقد نسيت، حسنا سوف آتي حالا..

وهنا أدركت أنها اقترفت خطأ، فتركت الجميع راكضة نحو الخارج وبالطبع لم تنسى تلك اللعبة التي اشترتها لابنها مسبقا....

Winter Bear (Kim Taehyung)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن