part 33:

2K 147 19
                                    


مكبلة الأيدي تقف هناك أمام ذلك الرجل الوقور الذي يطلق عليه لقب "القاضي" والذي هو محاط بالأعوان والمحامين وغيرهم..

بينما وسط الجمع هنالك تلك الاخت الكبرى التي تكاد تكمل أظافرها بفعل الخوف و التوتر، بينما بيمينها أخيها الذي لا يقل عنها توترا، بالطبع فالمدانة الواقفة هناك هي أختهم...

أختهم المتهمة التي هي بريئة براءة الذئب من دم يوسف...

"إذا لي صوفيا، اخبرينا بما حدث من الألف إلى الياء..
وهنا آلت بها ذكرياتها لما حدث في ذلك اليوم الذي ليس بالبعيد...

[ "توقفي.. قلت توقفي"

وهي بالطبع لن تطيعه و تتوقف فالغضب هو كل ما يتحكم بها، بقيت تحارب الهواء بين ذراعيه بينما هو يتراجع للخلف..
"لقد ذهبت توقفي"
"قلت اتركني"

لقد كانت عنيدة لدرجة لا تطاق، أرادت وبشدة أن تكمل رسم لوحة من البقع على وجه تلك الرخيصة كما سمتها..

تراجع للخلف عدة خطوات أخرى، لكنه لم يلاحظ تلك الطاولة التي كانت تتموضع خلفه، و لسوء الحظ تعثر بها و لم تشعر صوفيا بشيء إلى بعد أن فتحت عينيها لتجد نفسها فوق دانييل المنبطح أرضا..
لكن ما جعل من مقلتيها تتوسع داخل محجرها بينما تمسك فمها من الهول هو بركة الدم تلك التي تكونت تحت رأسه..

دقائق مضت وهي تحاول استيعاب ما حدث، بينما كان بإمكانها إنقاظه..

"أوما"
هذا ما أخرجها عن نوبة الصدمة التي انتابتها.. ابنها الذي خرج من غرفته بعد ما لمحته عينيه..

نظرت لترى قطرة دمع وحيدة تنزل من عينه دون أي فعل او حركة منه، لقد صدم، لقد شلت أطرافه، فالكل لن بديصبر لمنظر والده ملقى أرضا والدماء تحيطه من كل صوب، صعب صحيح؟ صعب أن ترى والدك جثة هامدة أمامك، حتى وإن كان سيئا أو حقيرا أو أيا كان، فهو يبقى والدك، وهذا الصغير هنا يودع والده بهذه الطريقة الشنيعة...

استقامت صوفيا من مكانها بعد أن استوعبت نفسها لتمسك سوجون من يده مخاطبة إياه قبل أن يخرجا معا من البيت..

- سوجون صغيري لا تخف حسنا؟ والدك فاقد للوعي و سوف يستيقظ قريبا..

وها هي ذي تطلق كذبة أخرى..

- الآن سوف آخذك لبيت خالك سوف تبقى معه لفترة وجيزة حسنا؟

وبالطبع لم يجبها فالصدمة لازالت تطغى عليه...

- هيتشان ابني أمانة في عنقك، أرجوك اعتني به مهما حدث

لقد بدت غريبة جدا، كيف تحضر بيت أخيها بعد منتصف الليل لتسلمه ابنها وتطلب منه أن يعتني به، ثم أن حالها لا يبشر بخير...
حاول الاستفسار عن ما حدث ويحدث لكنها تركته وهرعت بعد أن عانقت ابنها بقوة و كأنها تعرف ما سيحدث..

عادت إلى البيت لتجد الإسعاف هناك فهي قد سبق واتصلت بهم، لكن ما شدها أكثر هو سيارة الشرطة التي تقف هي الأخرى هناك..

لماذا هم هنا؟ ومن استدعاهم؟ وكيف واين ومتى والكثير من الأسئلة تتضارب عليها واحدة تلو الأخرى..

اقتربت أكثر لتلمح تلك الناقلة التي بها دانييل ويخرجها المسعفون من البيت، فلمحها أحد رجال الشرطة ليتقدم نحوها

- عفوا سيدتي لا يمكنك التقدم

- لكنني زوجته

هذا ما نطقت به ليطلق الطرف الآخر "اااه" مطولة وكأنه وجد الجواب لسؤال حيره...

أخرج أصفادا من حيث لا تدري ليتبثها على يديها
-أنت متهمة بقتل كانغ دانييل تفضلي معنا

"قتل"
نطقت بها بصدمة]

-اعترض سيدي القاضي

هذا ما نطقه أحد الرجال ببذتله الرسمية مخرجا صوفيا عن شرودها فيما حدث..

تلته أقاويل وأحداث لم تعرف صوفيا لاغلبها أي اهتمام

دقائق تمر وكأنها ساعات وها القاضي يقتحم القاعة مرة أخرى لكن هذه المرة جاهزا للنطق بالحكم

التوتر والضغط بلغا أشدهما، الأعين تتراقص من صوب لصوب، الأيادي ترتجف والقلوب تجفل، يا ترى هل ستمضي ما بقي من عمرها خلف القضبان أم أن الحق سيظهر وستخرج حرة طليقة؟

- بناء على الدلائل، و استنادا على الأقاويل والاعترافات، قررت محكمتنا، الحكم على لي صوفيا المتهمة بقتل زوجها كانغ دانييل، بثلاثة سنوات نافذة، وقد تنقص المدة إن كان سلوكها لائقا، رفعت الجلسة

انتهت الجلسة و انتهى الأمل بالنسبة لصوفيا، فهي ستقضي 3 أحوال كاملة خلف الجدران، من سيعتني بابنها خصوصا وهو في هذا السن؟ لنقل أن لديه خاله و خالته لكنهما لن يوفرا له الحب والحنان الذي تقدمه له والدته...

ااه أيتها الحياة تلعبين مع الناس الغلط...

قد تتساءلون عن سبب نزول المشاكل على رأسها واحدة تلو الاخرى، وساجيبكم باحتمال وارد..
"قانون العدد الإجمالي للمصائب"
من يدري قد تكون قد عاشت كل مشاكل حياتها الآن وسيلقاها مستقبل بطريق مزهر...

من يدري....

Winter Bear (Kim Taehyung)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن