الفصل التاسع

4 0 0
                                    

"""""""""سماريا""""""""
الفصل التاسع.
بقلم سما أحمد.
أوصيكم بقراءة آية الكُرسي.
__________________
تأتينا الحياة بما لا نهوى ونغضب ونبكي حتى يجف البُكاء جاهلين غير مكترثين بما كتبه الله لنا من نصيب، رُبما نصيبنا أن نحزن ولكن في النهاية يتوقف الأمر عليك فإذا شكرته وحمدته ورضيت بما قسمه فأنت حددت نهايتك بالسعادة والجبران
قال تعالى( وإن شكرتم لأزيدنكم)
وفأما إذا بغضت ونفرت وغضبت فمع الأسف حددت نهايتك فيسلط الله عليك الدنيا وعليك نفسك.
_________
قام من آخر سجدة وسلم بعد أن قال التحيات ثم نظر للأعلى بأمل شديد وحمد ربه وقرر بعد عودته أن يذهب للمدير ليعرف قراره.
قام ونظر إلى مالك الذي رآه جالسًا  لا يُصلي فراوده بغرابة شديدة قائلًا:
- هل أديت فرضك.
قال باقتضاب:
- لا.
-لِمَ؟ تُعاني من ظروف؟ أم ماذا.
نظر له بغضب قائلًا:
- يحيى، انظر لما تتفوه
- أنا أعلم جيدًا ما أقول، تركتك منذ يومان وأنا أراك لا تُصلي، فانتظرت لأرى نهايتك؟
- دعني وشأني يا يحيى.
أخذ يحيى المصلة ووضعها على فراشه وجلس بجانب صديقه قائلًا:
- ما بِك يا مالك؟ هل أنت غاضبٌ مني؟ أم ماذا.
- ما لي أن أغضب منك يا يحيى، والله لا يغضب منك أحد أبدًا.
ابتسم يحيى قائلًا بحنان:
- إذًا ماذا
قال مالك بتعب نفسي:
- لقد تدهور حالي كثيرًا في هذه الآونة، أشعر بالسوء الشديد.
-من ماذا؟
- لا أُريد الحديث حقًا، عندما أشعر بالرغبة سآتي وأحدثك كما اعتدنا.
- حسنًا، هيا سأتركك لا تتحدث ولكن اذهب وصلي ليخفف عنك الله.
- نعم..
توضأ مالك وقال بداخله:
- لا أستحق رؤيتك يا الله.
___________________
مر شهر واستقرت الأوضاع بشكل كبير، حتى أن سماريا اعتادت قليلًا على صحبتها الجديدة والأولى، وتذهب معهم للدراسة كمان أنهم اكتشفوا موهبتها في الرسم، فقررت مُعلمتها أن تسعى لذلك سيقوي ويعزز ثقتها بنفسها كثيرًا وبدأت في جلب لها الأدوات شيئًا فاشِيّئَا، مما أسعد سماريا كثيرًا وما أسعدها أكثر وأكثر هي مهاتفة والديها التي أسعدتها رغم بكائها الشديد وعتابها الأشد مما وخزت قلوبهم ألمًا، ولكن وعدوها بقدومهم قريبًا فأدخل السرور على قلبها.
____________
في الساعة الواحدة ظهرًا، عادت مع صديقاتها من المدرسة على وجوههم بسمة بريئة، فنظرت سماريا لمدخل المكان وتذكرت أول يوم جاءت إلى هنا فشعرت باهتياج بمشاعرها ورغبتها في البُكاء فاستأذنت وذهبت جلست خلف الحديقة وأخرجت صورة لوالديها قائلة:
- اشتقتُ إليكم كثيرًا، حتى الآن لم أجد ما يقنعني بترككم لي هنا، حتى الآن وأنا أعلم أنه تخلي، لا مبرر، ولكن لا مبرر أيضًا لحبي لكم، نعم أنا غاضبة منكم كثيرًا ولكن ما كان عليكم ترككم لي أبدًا، أعتقد أن هناك الملايين من الأسباب والحلول أفضل من هذا الوضع، أنا غاضبة ولكن أيضًا مُشتاقة لكم.
ابتسمت قائلة:
- كم أنتِ جميلة يا أمي، لِمَ لم أكن مثلك؟
يقر الجميع بأني ملاك كما يلقبونني بالعديد من الألقاب ولكن في الحقيقة لا أحبني أبدًا( فما فائدةُ الذهب في بلد عملتها النحاس)
وأنت يا أبي أشتاق لك، ولضمتك، ولقبتلك التي تطبع على جبيني بحنان، ولعينك المليئة بالأمان، نعم كنتُ أبغض حياتي الماضية ولكني مُشتاقة إليها وبشدة، أشتاق كل حنان وأمان وحب صادق.
-جميعنا مشتاقون ولكن نحنُ مختلفون.
نظرت لرهف التي جلست بجانبها دون أن تشعر ووضعت يديها على كتفها بهدوء فقالت سماريا بحدة:
- لقد بغضت الاختلاف، أهذا الثمن؟ لِمَ يا رهف لا نتعامل مثل باقي الأناس، لمَ تلك النظرة الأولية التي تسبق بالكثير من الأقاويل، لقد سئمت والله إني لسئمت، تركت منزلي، وأمي، وأبي، وغرفتي، تركت القمر الذي كثيرًا ما استمع إلى أحاديثي الفارغة والحزينة.
صمتت رهف وشعرت بحزن في قلبها فهي أيضًا تُعاني من تنمر المجتمع حيثُ أنها تمتلك عين صغيرة جدًا وعين طبيعية مما جعلها مبغوضة من الكثير ولكن الفرق أنها جائت إلى هنا بإرادتها.
جاء صوت آخر من الخلف قائلًا:
إذا جلسنا لنقول ما فقدناه وبكينا طوال حياتنا ما تغير شيء يا سماريا، ولكن أنتِ تنظرين فقط لم أُخذ منك، ولا تنظري لما أهداكِ الله، أهداك موهبة الغناء والرسم، الجمال، أب وأم حنونين عليكِ، لم تنظرين لم أُخذ منك فقط؟
إذا استمريتي بالنظر لما فقدتيه لن تتقدمي أبدًا، انظري إلى ما وهبتِ واستغليه أشد الاستغلال واعملي حتى تستطيعين تعويض ما فقدتيه.
نظرت سماريا بصدمة أولًا ثم استمعت إلى الحديث جيدًا وقالت:
- الأب والأم ليس لهم عوض.
- نعم بالتأكيد، ولكن إذا استطاعت مواجهة المجتمع بجمالك هذا واختلافك ونجاحك أيضًا سترين أهلك وستجعلينهم فخورين بِك.
نظرت سماريا بألم شديد دلف قلبها فتشعر بالتشتت الشديد وذهبت دون استئذان
قالت رهف بهدوء:
-أنها حزينة جدًا.
- أعلم ولكن يجب تخطي هذا الحزن، وأنتِ أيضًا يا رهف أنتم جميلات حقًا، لا يستحق أحد حزنكم هذا.
أردفت رهف بألم:
- ولكنكِ لم تجربين السخرية الفظة والتنمر، ولم يمر عليك ما مر علينا، نحن أطفال حقًا خُلقنا فضربتنا الحياة بكفها فسقطنا قبل أن نتعلم السير.
- ولكن أنتم أقوياء.
ابتسمت رهف قائلة:
- لو كنا ما جئنا إلى هنا، عن إذنك معلمتي.
ذهبت رهف بينما المعلمة قررت اتخاذ موقف ومناشدة الإدارة بقرارها.
____________________
في مكتب المديرة الخاصة بدار الفتيات.
جلست مُعلمة الفتيات ورحبت بها المديرة ثم بدأت في الحديث قائلة:
كنتُ أود أن أتحدث معك بخصوص النظام التعليمي والتربوي للفتايات.
- تفضلي.
- في الحقيقة أنا أشعر بأن خطة النظام التربوي الموضوع خطأ، ويجب تعديله.
- ماذا تقولين يا عزيزتي؟ إنه نظام مدروس بإتقان وتم دراسته من قبل العديد من المُتخصصين.
- أعلم ذلك، ولكن لا يواكب الجميع، حالة سماريا ليست جيدة وأيضًا العديد من الفتايات هُنا.
- إذن ماذا تُريدين.
- أريد تعديل النظام حيثُ أن نسمح بزيارة الأهالي كل شهر دائمًا، وأيضًا أن نتخذ خطوة مواجهة المجتمع مبكرًا، حتى يستطيعون التعامل، عدم تواجد الأهل يؤثر كثيرًا على الفتايات، مهما فعلنا لن يكون كمثل كلمة تخرج من فم الآباء، لِمَ لا نجعل لهم أكثر من يوم تتجمع به الدار بأكملها ونسمح لهم بالمشاركة في المسابقات والمنافسات والبرامج المخصصة لدعم الموهوبين؟
لا يمكن الغلق عليهم هكذا.
-نعم، سأتناقش وأتحدث مع الإدارة وسنقعد اجتماع قريبًا لمناقشة هذه الأمور سويًا ولكن عليكِ أن تحضري لي تقرير عن معظم الفتايات هُنا وأكثر الحالات جدلًا.
ابتسمت قائلة:
- حسنًا.
_______________
كان يحيى جالس على مكتبه يرسم بعد أن وافق مديره على الدلوف إلى هذه المسابقة مما أسعده كثيرًا وقرر التدريب أكثر كما أنهم استدعوا معلم رسم ليدربه جيدًا وسوف يقدم في المسابقة هذا الشهر.
_____________
تجرع أخر جرعة ثم جلس أرضًا بتعب وارتخاء شديد.....
_____
بقلم سما أحمد.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سماريا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن