فضائل ابو الفضل العباس
بعد مقتل أصحاب الحسين عليه السلام وأهل بيته لم يبقى معه إلى أخاه وحامل لوائه ابو الفضل العباس عليه السلام وكان كلما أراد القتال يمنعه الإمام الحسين عليه السلام ويقول له : <<انت حامل لوائي >>
لان ابا الفضل كان جيش الحسين الذي بقي له ويعلم انه بوجود العباس سيجد الأمان وكان من صفات العباس الشجاعة، والوفاء، الغيرة، وقد كان المواسي لاخيه في جميع مصائبه وكان العباس قد وصل مرحلة عظيمه حتى أنه يوم العاشر عندما أراد القتال قال له الإمام الحسين << بنفسي انت>>!!
لك ان تتخيل عزيزي القارئ انه ليس افضل وأشرف انسان كان الإمام الحسين في ذالك الوقت فقط بل كان اشرف مخلوق على وجه الدنيا ويقول للعباس بنفسي انت هذا يدل ان العباس كان شخصية عظيمة جدا
وقد اشاد له الإمام زين العابدين عليه السلام وقال <<رحم اللّه عمي العباس فلقد آثر وابلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله اللّه عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب وان للعباس عند اللّه تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة>>
لقد كان أبي الفضل جميل الوجه حتى لقب بقمر بني هاشم وكان طويل القامة وكان اذا ركب جواده المطهم تخطان رجله في الأرض
استشهاد ابو الفضل العباس
بعد عدة محاولات من العباس في الاستأذان من الإمام الحسين للقتال
جلس في الخيمة واذا به يسمع صوت النساء و الأطفال يصيحون <<العطش العطش >> عندها ذهب ابو الفضل يقبل كفين الإمام الحسين ان يأذن له بالقتال فقال له الإمام الحسين<< اذا كان ولا بد اطلب الماء للأطفال والنساء >>
فاندفع الشهم النبيل نحو اولئك الممسوخين فجعل يعظهم ويحذرهم غضب اللّه ونقمته وخاطب ابن سعد قائلا : يا ابن سعد هذا الحسين بن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء قد احرق الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول : دعوني اذهب إلى الروم أو الهند وأخلي لكم الحجاز والعراق ، وزلزلت الأرض تحت اقدامهم وودوا أن تخيس بهم وبكى بعضهم وساد عليهم صمت رهيب فانبرى إليه الرجس الخبيث شمر بن ذي الجوشن فرد عليه قائلا : يا ابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة الا أن تدخلوا في بيعة يزيد ، وقفل أبو الفضل راجعا إلى أخيه فاخبره بعتو القوم وطغيانهم
فإذن الإمام الحسين عليه السلام للعباس بالذهاب لإحضار الماء وهو يقول << ودعتك الله يا عيوني
نيتكم وحيدي تخلوني >> واحتضن ابو الفضل ونهمرت عيناهما بالبكاء.
ركب العباس جواده وانطلق نحو المشرعة وكان عليها أربعة آلاف فارس لكن العباس بقوته وشجاعته فرقهم عن الماء ولما نزل إلى النهر احس ببرد الماء وكان قلب ابي الفضل كالجمر من شدة العطش فغترف غَرفة ولما تذكر عطش الحسين عليه السلام فرمى الماء من يده وهو يقول : يانفس من بعد الحسين هوني
وبعده لاكنتي او تكوني
هذا الحسين وارد المنوني
وتشربين بارد المعيني
تالله ما هذا فعال ديني
