قتال الأنصار يوم العاشر

11 1 0
                                    

أحداث صبيحة عاشوراء

لمّا حضرت صلاة الفجر من يوم العاشر من المحرم أقام الإمام (ع) الصلاة جماعة.[156] ثم نظّم عليه السلام صفوف قواته، وكانوا معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً.[157] فجعل زهير بن القين على ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر على ميسرتهم، ودفع الراية إلى أخيه العباس بن علي‏ عليهما السلام.

وفي المقابل تقدّم عمر بن سعد ليؤم جيشه للصلاة ثم نظم جيشه، فجعل على ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدي وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن الضبابي وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي وعلى الرجالة شبث بن ربعي اليربوعي وأعطى الرّاية لعبده دريد..

توبة الحر

قبل أن تنشب الحرب بين الطرفين قرر الإمامعليه السلام إلقاء الحجّة
ولما رأى الحر منطق الحسين و ما سمعه من خطب وكلام للإمام خلال تلك الايام، ونقض الكوفيين لعهودهم وانكارهم للكتب التي أرسلوها للحسين وتتويجهم ذلك بمنعهم الماء عن معسكر الحسين، تأثر بذلك وقرر ترك جبهة الباطل والالتحاق بركب الحسين. فلما أخذ ابن سعد بتجهيز الجيش وتنظيم صفوفة في العاشر من المحرم وتعيين القادة أوكل قيادة بني تميم وبني همدان إلى الحر بن يزيد واستعد الجيش للقتال، فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين وسمع صيحة الحسين ، قال لعمر بن سعد: أي عمر!! أتقاتل أنت هذا الرجل؟! قال: إي والله قِتالاً أيسره أن تَسْقُط الرؤوس

لمّا سمع الحرّ بن يزيد، كلام الحسين
عليه السلام وسمع استغاثته «هل من ناصر ينصرني» وأيقن على غيّ القوم وإصرارهم على الحرب في مقابل ما طرحه الإمامعليه السلام، قرر الالتحاق بأنصار الحسينعليه السلام قائلاً لمن حوله: «إني أخير نفسي بين الجنة والنارفوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحُرِّقْتُ، ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللّهمّ إليك أنَبْتُ فتُبْ عَلَيّ، فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك!! جُعلتُ فداك يابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضْتَه عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركِبْتُ منك الذي ركِبْتُ وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ فقال له الحسين (ع): نعم يتوب الله عليك، أنت الحر في الدنيا والآخرة.

نشوب الحرب

تقدم عمر بن سعد على جيشه فرمى سهماً باتجّاه معسكر الحسينعليه السلام ، ثم طلب أن يشهدوا له عند ابن زياد أنه كان أوّل من رمى الحسين عليه السلام» وأقبلت السهام من جيش بن سعد كالمطر نحو المعسكر

الحملة الأولى

لما بدأت المعركة حمل أصحاب الإمام الحسينعليه السلام حملة واحدة - عرفت بالحملة الأولى - سقط خلالها الكثيرون، وقيل سقط فيها من الأصحاب زَهاء خمسين رجلاً. بعدها تغيّر أسلوب المعركة فأخذ يخرج الواحد والإثنان منهم للمبارزة ولم يسمحوا للعدو بالاقتراب من الإمام

عاشوراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن