قتال بني هاشم يوم العاشر

12 1 0
                                    

استشهاد علي الأكبر

بعد استشهد جميع أنصار الإمام
الحسين عليه السلام خرج بني هاشم للقتال و كان أول المتقدمين من بني هاشم علي الأكبر ابن الإمام الحسين

طلب علي الأكبر من الإمام الحسين القتال فقال مودعا له<<اللهم اشهد على هؤلاء، فإنه قد برز لهم غلام اشبه الناس خَلقا وخُلقا و منطقا برسولك وكنا اذا اشتقنا لرؤية نبيك نظرنا في وجه هذا الغلام >>
ثم قال: "أللّهم امنعهم بركات الأرض، وفرقهم تفريقاً، ومزقهم تمزيقاً، وإجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنّهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا"

برز علي الأكبر إلى الأعداء وهو يرتجز ويقول << انا علي ابن الحسين بن علي
اضربكم بالسيف احمي عن أبي ضرب غلام هاشمي علوي
نحن آل البيت اولا بالنبي
والله لا يحكم فينا ابن الدعي >>

وقاتلهم قتال الابطال وكأنه الإمام علي في قتاله

وكان الإمام الحسين ينظر إلى ابنه وهو يقاتل وأمه ليلى تنظر إلى َوجه الإمام الحسين فإذا رأته متبسم علمت انه ولدها سالم وقليلا واذا وجه الإمام الحسين تغير
خافت ليلى وقالت << ابا عبدالله هل وقع لابني علي مكروه؟ >>

قال <<لا، لكن برز له من يخاف منه عليه >> وكان قد برز اليه بكر ابن غانم

قالت<< سيدي ما اصنع؟ >>

قال الإمام الحسين << ادعِ لودك فإني سمعت جدي رسول الله قال انه دعاء الأمهات في حق أبنائها مستجاب >>

دخلت ليلى خيمتها <<فرفعت يديها إلى السماء وقالت: إلهي بحبيبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلهي بغربة أبي عبد الله عليه السلام، يا من رددت يوسف إلى يعقوب أردد إليَّ ولدي عليّا.

فرجع علي الأكبر وفي يده رأس بكر ابن غانم وهو ينادي << الجائزة يا أبه قال الإمام الحسين <<ما تريد يا بني >>

قال الاكبر << ثقل الحديد قد اجهدني والعطش قد قتلني >>

قال الإمام الحسين <<بني علي ضع لسانك على لساني>> وما ان وضعه وإذا بلسان الإمام الحسين كالخشبة اليابسة من العطش

أراد علي الأكبر العودة للقتال
فقال له الإمام <<يا علي أدرك امك ليلى وسط خيمتها تكاد روحها تخرج من بدنها >>

ذهب علي إلى خيمة امه رأها مغشي عليها فأخذ رأسها ووضعه في حجره و بكى حتى نزلت دموعه على وجهها فتحت عينها وقالت<< بني علي عند رأسي >> قال <<نعم يا أمّاه >>

يقولون: إنّ ليلى قالت لولدها عليّ<< ولدي هذه المرّة الأخيرة التي أراك فيها فكأنّ قلبي يعلمني بهذا الشيء، فقالت له عندي طلب، قال أطلبي يا أمّاه ما تشائين؟ فقالت له: ولدي علي قم فتمشّى أمامي لأنظر إلى قوامك الشبيه بقوام جدّك المصطفى، فقام عليّ يتمشّى في وسط الخيمة وأمّه تنظر إليه

عاشوراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن