استشهاد عبد الله الرضيع والإمام الحسين

19 1 0
                                    

بعد أن قتل كل من كان مع الإمام الحسين عليه السلام ولم يبقى معه غير النساء و الأطفال.

استشهاد عبد الله الرضيع

وإذا بزينب الكبرى(عليها السلام) استقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً: أخي، يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه، فاذهب به إلى القوم، علّهم يسقونه قليلاً من الماء، فأخذه منها وجعل يُقبّله وهو يقول: وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ.

ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يُظلّله من حرارة الشمس، فقال(ع): أيّها الناس، إن كانَ ذنبٌ للكبارِ فما ذنبُ الصغار؟

اختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال: لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له: يا حرملة، اقطع نزاع القوم.

يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت انتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(ع) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين(ع)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح.

عندئذٍ وضع الحسين(ع) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليكَ أهونَ من فصيلِ ناقةِ صالح. ثمّ قال: هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ الله.

قال الإمام الباقر(ع): فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ. وسمع(ع) قائلاً يقول: دعه يا حسين، فإنّ لهُ مُرضِعاً في الجنّة.

ثمّ عاد به الحسين(ع) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(ع): بُنيَّ سكينة، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريدِ إلى الوريد.

استشهاد الإمام الحسين

الامام الحسين عليه السلام ما اصحابه بعد ان راهم جثثا مطرحين على الرمضاء أقبل الى الخيمة, صاح : يا زينب ويا ام كلثوم ويا سُكينة ويا رقية ويا فلانة.. هلممن, عليكن مني السلام فهذا اخر العهد واللقاء في الجنة, فخرجن النساء واحدقن بالحسين من كل جانب وأمسكن بشكيمة فرسه, هذه تقول : الى اين يا حمانا؟ وتلك تقول : الى اين يا رجانا؟ أقبلت اخته زينب عليها السلام وقالت : أخي كانك قد استسلمت للموت؟ قال لها : اخيه وكيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين؟ ولكن اخيه اذا انا قتلت فلا تخمشي علي وجها ولا تضربي علي صدرا ولا تشقي علي جيبا ولا تدعي بالويل والثبور, قالت : اخي أفشاهد مصرعك وأبتلي بهذه المذاعير من النساء و الاطفال؟ ليت الموت اعدمني الحياة يا ثُمالة الباقين ويا بقية الماضين فقال لها : اخيه تعزي بعزاء الله إن أهل الارض يموتون واهل السماء لا يبقون لقد مات جدي وهو خير مني وقد مات ابي وهو خير مني وقد مات اخي وهو خير مني, فصاحت السيدة زينب عليها السلام : واثكلاه هذا الحسين ينعى نفسه, ثم وقعت مغمى عليها, نزل الحسين من على ظهر فرسه فأخذ برأسها ووضعه في حجره وجعل يمسح على قلبها وهو يقول : اللهم اربط على قلبها بالصبر, ثم نظر الحسين في صفوف النساء قال : ام كلثوم اخيه مالي لا ارى ابنتي سُكينة؟ قالت : اخي سُكينة جالسة في الخيمة تبكي, فأقبل الى الخيمة وإذا بسُكينة واضعة رأسها بين ركبتيها حزينة باكية جلس الحسين عندها, جعل يمسح على رأسها بيده وهو يقول :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 09, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عاشوراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن