الحقيقة المرة

40 7 5
                                    

استيقضت تلك الفتاة ذات 16 عشر ربيعا...... من نومها العميق على ضوء الشمس..... الذي يزيد من جمال عينيها العسليتان...... المحطتان بغابة من الرموش الكثيفة.....  وشعرها البندقي الطويل .....الذي ينساب الى اسفل ظهرها .....؛ تتوجه صغيرتنا الى الحمام..... مقابلة تلك المرآة المحظوظة..... اللتي تتأمل جمالها كل صباح ؛...... فتغسل وجهها ناصع البياض..... الخالي من الشوائب..... الذي تعلوه حواجب مرسمومة محددة طبيعية؛......
وذالك الانف الواقف من غروره ؛...... اسفله تلك الشفاه الوردية الصغيرة التي زادت بطلتنا جمالا ....
تتوجه ايلا الي غرفة اختها سايكو اللتي تغط في نوم عميق فتتداعب شعرها المتدلي على وجهها وتقول:عزيزتي سايكو هيا استيقظي سنتأخر عن المدرسة
تجيبها سايكو بنعاس:دعيني انام لماذا يجب علي الاستيقاظ باكرااااا.....؟؟؟؟؟
تفتح ايلا شبابيك الغرفة كي تلامس الشمس وجه اختها وتجبرها على الاستيقاظ وتتركها تتذمر ورائها
تغير ايلا ملابسها وتنزل ذالك الدرج الخشبي متوجهة الى المطبخ كي تحضر الفطور لاخوتها فهي تعلم ان امها لا تحب الاستيقاظ باكرا لانها تسهر ليلا وابوها الذي يغادر المنزل مع طلوع الفجر
تحظر ايلا الفطور ويخطلت ذالك الصمت برائحة الطعام الشهية التي توقظ كلا من سايكو و وين اخيها الكبير
وين:صباح الخير يا فطيرة التفاح
ايلا: هييي ....انت....حتى صانعة فطيرة التفاح تحتاج لجملة جميلة في هذا الصباح الباكر
وين:اسف يا اختي العزيزة....لكني منشغل بمغازلة فطيرتي ...انها تحتاج بعض الحب هنا ......
غمرت المنزل ضحكات ايلا واخيها الى ان نزلت سايكو تركض من الدرج :اريييد حصتييي من الفطيييرة.....ايها الوغد اياك ان تاكلها كلها ...سوف اقتلك.....
ايلا : هيي انتماا......هل تتجاهلانني ام ماذا ......كيف لكما ان تحبا الفطيرة اكثر مني .....؟؟؟؟
تظاهرت ايلا بالحزن اذا باختها سايكو تصرخ :
.....عناااااق جماااعيييي.....
مزامنا ذالك انقضاض وين وسايكو على اختهما ايلا فتعالت ضحكات هؤلاء الثلاثة ....
تناول الاخوة فطورهم مجتمعين اما تلك الام المهملة لم تستيقظ حتى للتفقد حال اولادها
(ايلا في نفسها)
اااه ....اظن اننا الوحيدون الذين حضينا بام كهذه ....انا ااسف حقا على اختي سايكو .....فالمسكينة  ذات 13 عام لم تحظى ابدا حتى بلمسة حنونة على رأسها .....منذ اعوام واعوام ....اظن ان اخر مرة عانقنا فيها امي .....كانت قبل.....حوالي .....تسع سنوات ....وكان ذالك اثر خروج سايكو من عملية خطيرة في سن الرابعة ....لم اتذكر اي عناق بعدها ....
قاطع صوت وين افكار تلك الجميلة قائلا :وداعا عزيزاتي انا ذاهب للعمل اهتما بنفسيكما .....
خرج وين حاملا قيثاره فهو عازف محترف لكن الحظ لم يحالفه في تكوين فرقة موسقية فاكتفى بالعزف في الشوارع وجمع بعض المال من اجل اختيه اللتان تعانيان من كثير من الاحتياجات
سايكو:ايلا انا ذاهبة للارتداء ملابسي ثم نذهب يا اختي ...تمام؟؟
ايلا: حسنا عزيزتي...لا تتاخري
بعدة مدة قصيرة
سايكو:انا جاهزة اختي هيا بنا نذهب ...
ذهبت الفتاتان الى المرسة مشيا على الاقدام وكل الانظار على ايلا اللتي كانت فائقة الجمال لكنها ترتدي ملابس قديمة بالية لشدة اهمال والديهم ....
وصلت الفتاتان الى امام مدرسة سايكو
ايلا:وداعا سايكو ...اعتني بنفسك
سايكو:انتي ايضا الى اللقاء اختي ...
اكملت ايلا طريقها وحيدة فلا اصدقاء لها ولا زملاء سوى اختها الصغيرة اللتي تؤنسها في وحدتها
احست ايلا بشخص يمشى ورائها ويتبع خطواتها لكنها لم تجرأ على الاستدار لانها تعلم انه ذالك الشخص الذي يضايقها دائما ويتنمر عليها
المتنمر:واااااو....ماهذه الثياب الراقية صغيرتي ....هههههه .....هل انتي يتيمة ؟اليس لديك والدان يشتريان لك ملابس جديدة .....يال السخرية فانا اعرف وادلك ....انت لست يتيمة ....بل انتي منبوذة ..هههههههه.
دفعها ذالك الصبي فوقعت ارضا وانهمرت دموع المسكينة لان كل ما قاله ذالك الولد ولسوء الحظ حقيقة هي ليست يتيمة لكن والديها لا يعيرانها ولا اخوتها اي اهتمام وكانهم غير موجودين
(ايلا في نفسها)
ماا فائدة وجود....اب .....دون ان ينفع بشيء.....انا لا اراه حتى يوميا ..... اهئ.... اهئ .... لماذا هذه الحياة قاسية.....معي انا
نهظت ايلا من على الارض وهي تنظف يديها من تلك الجروح التي خلفتها تلك السقطة حتى ركبتيها فقد تأذت ....تلك المسكينة .....
وصلت الى المدرسة....وتلك الاخيرة لا تخلو من المتنمرين فهي تعاني من الاستهزاء حتى من طرف الاساتذة... رغم انها كانت متفوقة في دراستها  ..الى انهم يضايقونها بسبب لبسها البالي....
دق ذالك الجرس واخيرا وقت الاستراحة
(ايلا في نفسها )
ساذهب بسرعة كي لا تراني تلك المتنمرة سام ......نعم ساذهب لتلك الزاوية لاقرء قصتي المفضلة.....تلك القصة اللتي تحكي عن تلك الملاك الساقط الى الجحيم السفلي.....وكيف عانت كثيرا في حياتها ....لكنها في الاخير تزوجت حبيبها مصاص الدماء بلاك .....وانجبت ذالك الملاك ذو انياب مصاصي الدماء الين .....اه انا لن امل من قراءة هذه القصة ابدا..... فهذه المرة العاشرة.....بعد المئة ..هههههه.
ذهبت ايلا راكضة الى تلك الزاوية ولم تلاحظ ان تلك الشقية سام تتبعها
سام:ههههههه....انها تقرأ قصص الاطفال .....ما عنوانها....الفقيرة ايلا ...ههههههه
ايلا: اتركيها ...انها ملكييي .... سام توفقي....ساخبر المدير .....
رمت سام تلك الرواية فتبعثرت صفحاتها وتناثرت كتناثر اوراق الشجر في الخريف ....دافعة ايلا في الارض ....وقد ابرحتها ضربا ....حتى صارت تخرج  من فمها دماء ......ثم ذهبت..... تاركة ايها مستلقية على الارض....... وقد امتلئت بشرتها البيضاء.... بتلك الجروح
نهظت المسكينة ايلا .....من على الارض اللتي شبعت من دمائها ....حاملة تلك الصفحات المبعثرة ....واضعة اياها في حقيبتها.....راكضة الى المنزل .....ويا ليتها لم تفعل ...!!!!
عند وصولها
وضعت ايلا يديها على مقبض الباب ولم تدرك ان قدومها للمنزل مبكرا سيكون شيئا تندم على فعله لبقية حياتها
دخلت وكلها دماء الى المنزل صاعدة ذالك الدرج الخشبي بصعوبة اذا بها تمر من غرفة واديها وتسمع صوت اباها .....
لم تهتم في الاول واكملت طريقها نحو غرفتها لكنها توقفت عندما سمعت ينطق اسمها ....رجعت بضع خطوات للوراء لتسمع حديث والديها
الام:هههههه... هؤلاء الاغبياء ...لم يعرفو انهم ليسوا اخوة ......يال غبائهم ....فهم حتى لا يشبهون بعضهم ....ايلا ذات شعر بندقي وبشرة بيضاء....بينما سايكو شقراء بعيون خضر....ووين اسمر ذو شعر اسود وعيون سوداء.
الاب:لقد تعبت منهم حقا ....
الام:انا ايضا عزيزي متى سنبيعهم ونريح انفسنا منهم
الاب: عندي لكي خبر سار .....لقد وجدت رجلا في الاربعين من عمره ...يريد شراء ايلا ....لتصبح فأرة تجاربه ....فهو طبيب جراح يحاول استنساخ الخلايا .... من اجل ابنته ...ليجعلها جميلة
امسكت ايلا يسار صدرها متألمة من تلك الكلمات ....التي كان وقعها على اذنيها كوقع سكين غرز في قلبها .....عادت للوراء فادة اتزان جسدها ....متكأة على تلك القضبان الخشبية .....محاولة استيعاب ....ما سمعته ...
(ايلا في نفسها)
ياالاهي....ماللذي سمعته لتوي ....هل انا احلم ....هل هذه حقيقة ....نعم ...لم يكن والداي يعراني اهتمام ....لكني لم اظن ....اني ....مجرد .....ورقة رابحة بالنسبة لهم ...ام كيس نقود ....او حتى بضاعة يتاجرون بها ....
ركضت ايلا نحو غرفتها بعد ان استرجعت توازنها واغلقت باب الغرفة باحكام .....سحبت روايتها الممزقة من حقيبتها محاولة اعادة ترتيبها ....والدموع متجمعة في عينيها ....تفكر ما مصيرها وهل ستسمح لهم ببيعها .....ابدا ...لم تكون لتسمح بذالك ....فهي ليست بضاعة تساوي عدد من النقود ....هي روح حية ...تعيش وتتنفس .....وبتذكرها انها روح ....تراودت في ذهنها فكرة واحدة ....
(ايلا في نفسها )
سانهي امر هذه الروح .....ساخرجها من هذا الجسد ....نعم ساحررها ....واذا كانو يريدون الجسد ....فلياخذوه ....انا لن اسمح لروحي بالعذاب ....
ذهبت ايلا تبحث في احد دروج مكتبها ....اذا بها تجد يكينا حادة ....فكرت وفكرت .....ثم في الاخير ....امسكت السكين ومررتها على شريان معصمها الايسر ...فتدفق شلال دماء من يدها ناثرا قطراته على تلك الرواية ....لم تكتفي ايلا بذالك ...فقد مررت تلك السكينة الحادة على رقبتها
لتنهي حياتها في غضون ثوان ....وتسلم روحها
تاركة ورائها ذالك العالم القاسي ....الذي لم يرحمها
.
.
.
.
.
End
النهاية
انتظروا البارت 2 هو الذي يحتوي على على الاحداث الاساسية

~Angel Of Darkness~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن