انتظر جحيمي

8 3 0
                                    

مصلبة بسلاسل من حديد ....في تلك الزنزانة الموحشة الظلمة ....انتظر مصيري....لم اعد اريد المقاومة ....فانا اعلم اني لو قاومت .....سيصيبني عقاب اخر من حاكم الارواح ....اجول بنظري في ذالك القبر المقفر....اذا بي المح في  زاوية هيكلا عظمي...ودماء متعفنة ....نمت حولها الطحالب لرطوبة المكان ....هذا يفسر الرائحة الكريهة .... اما في ركن اخر المح رأس شيطان مقطوع ....تتسائلون كيف علمت انه شيطان ....رأيت قرونه ....وشعره ....ودمائه لا زالت تسكب كالشاي من الابريق....لا زالت دمائه ساخنة على ما يبدو ....هذه جريمة اليوم على ما اظن ....لم استغرب ابدا ....فمنذ هبوطي للجحيم السفلي ...رأيت الكثير....تصليب ...تعذيب...ثقب الاعين ....قطع الرؤوس ....سلخ الجلد من على العظم ...كسر اضلع ....كلها جائزة هنا ..... لكن اشهرها هي السياط (جمع سوط) ....اني غحس ان كل من هنا له شهادة على انه جلاد .....كلهم محترفون .....يتفنون في رسم خرائط على جسدك بذالك السوط الرفيع....يضربون المكان مرتين ....يضيفون ملحا على الجرح حتى....يشفونك بقواهم ثم يعيدون العملية من جديد كل هدا لكس تشعر بالام من جديد .....قاطع مخيلتي ذالك الضخم اسينو وكان وقع اقدامه على الارض....تعزس سنفونية العذاب والموت....نعم يا سادة ....للموت لحنه ....وقد تفنن اسينو باضافة تعديلات عليه ....اختلط وقع صوت قدميه على الارض .....برائحة الدماء المتعفنة ...فكاد يغمى علي ....لكن لم احس سوى بدلو الماء البارد اللذي سكب علي....هنا علمت اني سالقى جحيمي ....هنا علمت ان اجلي قد حان ....اين حاكم الارواح ذاك ....لما لا يئتي في الوقت المناسب....لماذا لا ينقذني من هذا العذاب ....هل حقا يريدني ان اتعذب اثر مخالفة لقوانين عالمه .....اه كم انه قاسي ما هذه العقوبات .....لم البث افكر كثيرا حتى استقبلي ذالك السوط بين احضانه راقصا على انغام سيده .....لقد انهال علي بالضرب وتفنن فيه ....لم يكن يسمع سوى ارتطامه بجسدي ...وانيني الخافت ....الذي يدل على عجزي .....قلت لكم انه يضرب المكان مرتان ....حتى وجهي لم يسلم من ضرباته ......
اسينو :  تبا لكي ولامثالك ......ساعلمك معنى العبث مع زعيم مصاصي الدماء....سأخرج الوحش الذي اخفيته بداخلي ...فقط من اجلك ....من اجلك يا ساقطة ....
ديرين : ا..رج..و..ك .....ال...رحمة.....اه
اسينو : ههههه تطلبين الرحمة ....ومن من ...تطلبينها من اللذي لم يعرف معناها ولو يوما في حياته ...لا رحمة في قاموسي .....
ديرين : ....................
لم استطع تحمل تحريك فكي حتى ....لانه وللاسف لقد جعلني اغرق في دمائي من وجهي حتى قدماي ......حتى انه حاول نزع ريش جناحي .....تعلمون ان نقطة ضعف الملاك ....ريش جناحه ....لقد اقتلع ثلاث ريشات ....ووضعهم كقلادة اتصدقون ....هنا انهارت قواي...وارتخت عضلاتي....احس بالظلام يسحبني ....ديرين قاومي ...قاومي .....انتي قوية ....
لقد بدت على وجهي المدموم المتورم ....ملامح الراحة حين سمعت باب الزنزانة يغلق .....بدأت تجول في بالي افكار كثيرة ....منها ان ذاكرتي اخذتني الى وقت التقت اعيننا ....تذكرت ...قال انها المفتاح .....عيناه الحمراء كانت المفتاح لقواي .....حاولت تذكر المشهد ....مرارا وتكرارا ....لكن لم اقدر على استحضار صورة عينيه امامي ......فقط لمحة صغيرة ...وتتفجر تلك القنبلة الموقوتة داخلي .....هيا يا مخيلتي ...لا تخونيني ...على الاقل ليس الان .....كبست على قبضة يدي بقوة ...اغمضت عيناي بالم شديد.....نعم ...هاهي....تلك العيون الزمردية.....بدون ان اشعر بدأ شعري بالتوهج ....وفتحت عيناي .....لم اعد ارى دما او تورما على وجهي ....سحبت يدي بقوة اذا بي اكسر تلك السلسلة....الفولاذية ....وسقطت على الارض....فاردة جناحاي الضخمان ....صارت يدااي تشع بالون الذهبي ....ذالك الرداء الاسود البالي اللذي كنت ارتديه عكس تمام...بياض وجهي اللذي فاق الحدود ...وذالك الضوء الذهبي اللذي يخرج مني....اظن انني استحضرت تلك القوى....اغمضت عيناني .....محاولة تخيل اي شيء استطيع فعله ...تخيلت نفسى بالخارج ....خارج القصر...ثم فتحت عيناي...ويال الصدمة ....لقد كنت حقا في الخارج....مقابلة تلك البوابة الكبيرة ......
ديرين : يا الهول ...لقد فعلتها ...انا لا اصدق ...الفضل يعود لك يا بلاك ....او بالاحرى لاعينك الزمردية الحمراء ....
حلقت بعيدا باقصى سعرتي.....الى ان وصلت وسط الغابة ....كي لا يجدني اي احد....داخل كهف مظلم.....او كان يبدو كذالك ...فسرعان ما توهجت كلي واضئت المكان .....كان ذالك المكان عجيبا ....فقد كان يبدو مسكونا من قبل شخص ....لكن الغريب في الامر ....كان كل شيء عملاق.....وصلت الى وسط الكهف ....اذا بي المح عشا كبيرا ....كبير بكثير على ان يكون عش عصفور ...لا بيض فيه ...اظن من يسكن هنا ....ذكر...فلا طابع انثوي في كل الكهف.....بدأت احرك اناملي واتلمس كل شيء ....العش....السرير الصغير اللذي بحجم بشري....ذالك الرداء الاحمر القاتم ....مركزة كذالك على الرائحة الرجولية اللتي طغت على هذا المكان .....رأيت قارورات مملوئة بمشروب لونه ازرق ....لكنه ليس ماء....اقتربت لذالك الرف ....لكن سرعان ما سمعت صوت حفيف خلفي .....اتمنى ان لا يكون رجال اسينو ييتتبعنونني....تسمرت في تلك الوضعية المضحكة فقد كنت واقفة على اطراف قدمي......مادة يدي الى الاعلى احاول الوصول للرف ....متجاهلة اجنحتي اللتي روضتها وراء ظهري .....عجزت عن الاستدار ....الى ان سمعت صوتا يقول ....
..... : ماذا تفعليني في عريني ....من ارسلك الى هنا لسرقة الامصال .....
ديرين : .........
....... : تكلمي والى احرقتك ....
هل قال احرقتك ....هل يعقل ان يكون شيطان ....اااي انا لاادري  .....استدرت ....اذا بي ارى الصدمة ....هل هذا حقا ....هل خذا حقا ما ارى ام انني اهلوس .....انه ضخم جدا ...لم ارى شيئا مثله مي قبل في حياتي ....اقتربت دون وعي وبدأت اتلمس جلده الخشن باناملي ....وعقلي اضناه الذهول ....لونه الاخضر القاتم ....اسنانه البارزة ....ذالك الشعر  الاسود النازل على جبينه الضخم الكبير ....انه تنين ....تنين حقا ما اراه ....دراغون ....واو ...لقد نسيت لوهلة شعور الخوف ...وبقيت اتأمل عيونه الامعة لازوردية كلون البحر في فصل الربيع ...تغرقك فيهما ....الى ان احسست بنفسه الساخن ....يكاد يحرق جسدي ....لقد اغضبته ....
ديرين : ارجوك...سامحني لا احرقني ...لا لم اقصد ان المسك دون اذن ....لا تقتلني انا ليست خادمة احد ...انا لا اعرف ما هذه السوائل الزرقاء لا تحرقني لا اريد ان اصبح عشائك لا اريد ان اصير باربكيو .....( بسرعة فائقة)
الدراغون : تمهلي تمهلي ...خذي نفس ...فواصل بين الكلمات لو سمحتي .....ههههههههههههه
تعالت ضحكاته ولم احس به الا وهو يدور حول نفسه ....في ضباب اسود يحيط به ....اووووب.....ويخرج من بين الضباب انسان جميل يرتدي بنطال اسود قاتم ....يعكس جسمه الاسمر  مفتول العضلات ....ووشومه الحمراء اللتي على شكل تنين ....تتوهج وتتحرك في صدره ....كانها حية ....شعره الاسود الناعم النازل على جبينه ....اعينه لم يتغير لونها ....انفه الواقف غرورا ....وشفتاه الوردية ....انه حقا وسيم ....بل اوسم مما كنت اتوقع .....لكن كيف ...لقد كان دراغون اخضر كبير امامي الان ....هل هو متحول ....
دراغون شون :  مرحبا يا صغيرة ....انا دراغون شون ...متحول على شكل تنين ....من انتي وماذا تفعلين هنا ....
ديرين : انا ....انا ..ديرين ...ملاك ساقط من السماء ....
دراغون شون : امممم ...انتي هي الملاك الساقط اللتي تتحدث بها السنة جميع الشياطين ....ماذا جلبك الى هنا؟؟؟
ديرين :  ارجوك لا تخبر احد ...سوف يقتلني .....
دراغون شون : من سيقتلك يا صغيرة ....ما تتكلمين .....
ديرين : انه اسينو زعيم مصاصي الدماء ....يريد قتلي ...ارجوك لا تخبره عن مكاني ...لقد هربت من السجن ....
دراغون شون  : هااااا اكيد انه يطمع في قواك ....
ديرين :  اجل ....انه كذالك ....
دراغون شون : حسنا لا تقلقي ...يمكنك البقاء هنا ....في ذالك السرير الصغير ...انه يناسب حجمك ....
ديرين : لكن ....اريد سؤالك سؤالا
دراغون شون : هممم تفضلي ...
ديرين : ما هي المصول ؟؟؟
دراغون شون : توقعت سؤالك ....انها من اجل المتحولين اللذين لا يستطيعون السيطرة على تحولهم ....كالتناني مثلي وحتى المستذئبين .....وحتى بعضها لمصاصي الدماء اللذين يريدون اتقان التحول لخفافيش
ديرين : هل انت من تصنعها ؟؟؟
دراغون شون : نعم ...لكن لا تهمتمي ....يمكنك النوم بكل راحة وانا ساعود لحالة التنين ولن ادع اي شخص يؤذيك ....
ديرين : شكرا ...دراغون شون...
دراغون شون : لكن ....
ديرين : ماذا ؟؟؟
دراغون شون :  هل يمكنك ان تخمدي قواكي انكي تضيئين كثيرا....وانا لدي حساسية من الضوء ...غير النار ....
ديرين : اسفة ...لكن لا اعرف كيف ....
فهم دراغون شون ان ديرين لا تسيطر على قواها ....لذالك اقترب من احد ارففه المملوئة بالامصال اللتي تحدث عنها ....وراح يبحث بينها ويقلب ...الى ان وجد قنينة بها محلول ذهبي الون .....اقترب من ديرين وطلب منها ان تتناول منه الان ....وتبقيه معها ...لكي تأخذ جرعة كل يوم الى ان تصبح قادرة على السيطرة على قواها ....وما  لبثت الا ثواني ....وهي ترى نفسها تعود لطبيعتها ....لم يعد شعرها وايديها يتوهجان ....ولم تعد تسمع اصواتا وضجيجا ...وترى خرائط ....وتحسب انفاسا .....لذالك وبدون اي كلام زائد ....اوت الى ذالك الفراش .....واضعة رأسها تفكر ....اما دراغون شون ...فعاد لهيئة التنين ...وذهب الى العش مشعلا بعض النيران في زوايا الكهف ....لتدفئ المكان...
.......
اول مرة في حياتي اشعر بهذه الراحة والامان .....لم اشعر بهما من قبل .....لقد بعث هذا الشخص في طمأنينية كبيرة .....لاول ليلة ...انام دون ضرب ونزيف ...انام بارادتي وليس بامر او الم .....اتمنى ان يطول بقائي هنا ....لا استطيع الظهور للخارج ....سيجدني اسينو حقا ....
...اااه يال الروعة ...
كان هذا اخر ما قالته تلك الصغيرة في تفكيرها .....فقد استسلمت مباشرة للنمو ....اللذي اخذها لعالم اخر ...لا حزن ...ولا هم ...ولا غم  فيه .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
End
..النهاية ..
البارت صراحة ما اقتنعت فيو حسين انو فيه حوار كتير وتكلمت بصيغة ال " انا " كثيرا بس اعطوني رايكم انتو في التعليقات
البارت طويل فيه 1357 كلمة
Vote + coment = new part
Good Bey 
💜💫

~Angel Of Darkness~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن