|١| التحدي الأول.

14.9K 653 431
                                    

هل أخذتم قرارًا وندمتُم عليه من قبل؟

أنا قد ندمتُ على قراري للتو، أعني.. علامة حب؟ دع شريكك في اللعبة يصنع لك علامة حب على رقبتك؟ حقًا أيتها اللعبة؟ هل علمتِ من هو شريكي قبل أن تضعي لي تحديًا كهذا؟

ربّاه! هذا ليس تحديًا، هذه مُتعةٌ تقدِّمها اللعبة لشريكي في اللعبة وفي الحياة على طبقٍ من ذهبٍ.

ثم إن هذا الوغد مبتسمٌ باستمتاعٍ منذ أن وقعتْ عيناه على الجرأة.

ذكّروني أن لا أخوض مغامرات أخرى مع خالد بكل شجاعةٍ.

ماذا سأفعل الآن؟ يناظرني منتظرًا مني إجابةً لتحدي الجُرأة. ينتظر مني أن أتراجع للخلف قليلًا رافعةً رأسي أُفسِح له الطريق لرقبتي مانحةً إياه أكبر مساحةٍ منها ليضع تلك.. تلك العلامة عليها، أو ينتظر مني أن أخلع هذا القميص الذي أرتديه بدلًا من قبول الجرأة. وجديًا.. إن بدأتُ في خلع ثيابي منذ التحدي الأول لي باللعبة لن يمرّ التحدي الثالث بالتأكيد إلّا وأنا.. وأنا عارية.

وهذا على جثتي.

لمَ قبلتُ اللعبة منذ البداية؟ هل عليّ الانسحاب؟ إن انسحبتُ الآن سأخسر طلبي، لن ينفِّذ لي طلبي وبالتأكيد لن يسمح لي بالخروج من المنزل حتى موعد حفل تخرُّجه ولن يكون لي لسانٌ أعارضه به حينها؛ فأنا خاسرة، خاسرة غبية ستنسحب. إن انسحبتُ الآن سيفوز هو بطلبه، سأكون مُضطرّةً لتنفيذ ما سيطلبه مني.. ومهلًا لحظة!

أنا حتى لمْ أسأله عمّا سيطلبه مني قبل أن أوافق على بدء اللعبة.

إلهي!

فليُطلق أحدكم رصاصةً بين حاجبيّ علّني أرتاح من غبائي.

«إيه؟ هتنسحبي صح؟ كنت عارف إنك جبانة أصلًا وشوفي أول تحدي بس خلّاكِ تاخدي عشر دقايق صمت بتبُصي لي فيهم بصدمة بس. يلا انسحبي علشان أفوز وأقول طلبي اللي هتنفّذيه، شعور الانتصار دا ممتع جدًا.»

سأقتله، سأمدُّ يدي في حلقه أنتزع حنجرته تلك وأدعسها، سأقتلع عينيه من مقلتيه كي لا ينظر لي بتلك النظرات الخبيثة والمُستمتعة والمُنتصرة في نفس الوقت، وأخيرًا سأنزع شفتيه اللتين يبتسم بهما تلك الابتسامة المليئة بالانتصار والتلاعب، سأعذّبه في خيالي بأسوأ الطرق؛ فهذا أقصى ما أستطيع فعله جديًا للانتقام من خالد.

حسنًا حسنًا.. أنا لستُ جبانة، لقد خُضتُ التحدي وقبلتُ الدخول في اللعبة منذ البداية، والمعروف عني في جميع التجمُّعات والألعاب من كل مَن يعرفني أنني لا أتراجع، لا أستسلم، لا أكون جبانةً أبدًا، ولكن.. علامة حبٍ من خالد على رقبتي؟

حسنًا.. أنا أكبر جبانةٍ بالعالم.

«آممم، حاسس إنك زوّدتيها في التفكير وبقالك ساعة بتبُصي لي بخوف بس، هو عمومًا أنا ماكنتش أعرف إن تحديات اللعبة بالشكل دا، ولو استمرت كدا فيها قُرب من بعضنا يعني مش هنكمّلها وهوافقك على الانسحاب ونلغيها وأنفّذ طلبك كمان علشان أنا عاهدت عمي إني مش هلمسك تاني ومستحيل أخلف بالوعد، بس أعتقد التحدي دا عادي، اللوڤ بايتس (love bites) مافيهاش تجريح.. صح؟»

صراحة أم جرأة؟ (الكتاب الثاني). ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن