إن كانت صداقة الذكور للإناث غير محرّمةٍ في دين الإسلام، فأي الصداقات كنتم ستفضّلون الخوض فيها؟ صداقة الإناث أم الذكور؟
بالنسبة لي، كنتُ أجد صداقة الذكور هي الأفضل حسب ما جرّبتُه منهم وعشتُه سابقًا؛ فقد وجدتُ الذكر عندما أصادقه يفعل لي كل ما بوسعه، يخدمني دائمًا، أجده في جميع أوقات احتياجاتي ولا يتذمّر من ثرثرتي له عن كل الأشياء المهمة وغير المهمة التي مررتُ بها في يومي أحكيها له، بل يكون سعيدًا لسماعها وشغوفًا لهذا يوميًا.
ولكنّ صداقاتي مع الذكور في حياتي قبل أن يدخلها خالد لمْ تدم طويلًا، لمْ أكن صديقةً لذكرٍ لفترةٍ طويلةٍ.. لماذا ندى؟
لأنّ كل الذكور الذين صادقتُهم في حياتي إما وقعوا في حبي أو أُعجِبتُ بهم بطريقةٍ أخرى كادتْ تحوِّلهم لأحبّاء بالنسبة لي إن تركتُ الوضع يفلُتُ من بين يديّ.
أنا: أنت صديقي وأقرب للأخ لي بالطبع.
أنا أيضًا بعد أسبوعٍ: أعتقد أنني أُكِنُّ لك الإعجاب، لمَ لا نبدأ في اختيار أسماء أطفالنا ذكورًا وإناثًا؟
آهٍ، سينفجر رأسي.
سينفجر رأسي بالتأكيد إن حاولتُ إجابة خالد عن هذا السؤال؛ فبمجرّد أن وقعتْ عيناي على سؤال الصراحة الذي ظهر لي حتى شعرتُ بالهلع، تراقص قلبي فزِعًا وعقلي بدأ في تحليل ما سيحدث مرسِلًا إشاراته لخيالي كي يبدأ بنسج خيوطه، فرأيتُني أجيب خالد عن هذا السؤال وأخبره بكمّ الذكور الذين عرِفتُهم في حياتي وأُعجِبتُ بهم قبل عودتي لمصر، وبعدها أيضًا إن اعتبرنا أمجد ذكرًا..
ثم رأيتُني بخيالي بعد أن أجبتُ خالد عن هذا السؤال وهو يستثني اللعبة ويبدأ في شقّ ملابسي بنفسه ثم اغتصابي.
رباه! لمَ أفكّر في الاغتصاب كعقابٍ أو رد فعلٍ من خالد على هذا؟ لمَ أفكّر في الاغتصاب ذاتًا؟
سُحقًا لقبو الواتباد.
«سيادتك هتفضلي سرحانة في خيالك كتير؟ اللي بتفكّري فيه بدأ يظهر على ملامحك والله وأنا الموضوع مش عاجبني ولا السؤال عاجبني أصلًا.»
توقّفتْ شاحنة أفكاري على الجانب أخيرًا مع سماعي لهذه الكلمات تخرج بتلك النبرة المُتضايقة من فم خالد، وبالنظر لملامح وجهه الآن، ضيق عينيه نسبيًا والعُقدة بين حاجبيه، تشنُّج فكّه واشتداد ذقنه، يده التي تقبض على طبق الفشار المسكين على وشك كسره، ويده الأخرى التي تطحن حبتيّ الفشار المسكينتين بهما، أستطيع القول بالفعل أنه لمْ يستلطف هذا السؤال، لمْ يتوقّعه، أراد معرفة مَن أحببتُهم أو صادقتُهم من قبله، وبدا غاضبًا لمعرفته ذلك في نفس الوقت.
أعتقد أنه مصابٌ بثنائية القطب.
وأعتقد أنني يجب عليّ أن أجبر لساني على الحركة والنُطق بأي كلمةٍ تنقذني من نظراته التي بدأتْ تمتلئ بالقتل تلك؛ فلذلك حاولتُ الابتسام وأعلم أنني بدوتُ كالمُصابة بشلل الفكّين أتحمحم قائلةً بنبرةٍ حاولتُ جعلها مرحةً قدر الإمكان:
أنت تقرأ
صراحة أم جرأة؟ (الكتاب الثاني). ✔️
Humorيحتوي على أفكار قد لا تناسب البعض. أعتقد أنني لن أستطيع إكمال هذه اللعبة مُرتديةً كامل ثيابي. وصلتْ اللعبة لذروتها، فذكّروني أن لا أوافق على الدخول في ألعاب للصراحة أو الجرأة مجددًا! الرحمة! الكتاب الثاني من رواية {مذكرات مراهقة}. قصة قصيرة بفصولٍ ق...