هل قمتم بتدليكٍ لأحدٍ من الجنس الآخر من قبل؟ أو هل تعرّضتم لتدليك من قبل؟
أنا؟
تعرّضتُ له بضع المرات ربما تصل للعشرين خاصةً عندما كنتُ بـسوريا، كانت ابنة خالتي الكُبرى هناك تأخذني دائمًا للنادي الرياضيّ، نقوم ببعض التمارين الرياضية ثم ندخل لحمام البخار ونطلب تدليكًا ماليزيًا فاخرًا، ويا له من شعورٍ ممتعٍ عندما يضرب أحدهم على عظامك يريحها من كل ما يؤرقها من آلامٍ، يُخرج الطاقة السلبية منك ويزيد من ليونة حركتك ويُرضِي شعورك بالراحة.ويا له من شعورٍ أمتع إن حصلتُ على هذا التدليك من زوجي وقُرة عيني!
ولكن ليس الآن أيها الجانب الحقير المنحرف مني، ليس الآن رجاءً؛ لمْ نُقِم زفافنا بعد، ولا أريد أن يقوم خالد بهذا التدليك لي ذاتًا، تدرون لماذا؟ لأنه تدليكٌ مع تلامسٍ جسديّ، وبدأتُ أفهم مغزى هذا التحدي من هذه اللعبة القذرة عندما أحاطتني ذاكرتي بذلك المشهد الذي رأيتُه بأحد أفلام زاك إيڤرون الهوليوودية، حيث كان يقوم بدور أحد الشقيقين اللذين يدمّران زفاف شقيقتهما الوحيدة بثمالتهما ومغامراتهما، ولن أقول أنّ شقيقة زاك العروس في الفيلم هي التي حصلت على هذا التدليك مع التلامس من المُدلِّك الغريب.
حسنًا.. ما هذا الغباء؟ لقد قلتُها، كنتُ مصدومةً لرؤيتي للمشهد في البداية وأرمش سريعًا مع فمٍ مفتوحٍ تسقط منه حبات الفّشار حتى صرختُ فجأةً أتخطّى بقية المشهد.
أمزح، لقد شاهدتُ المشهد ١٠ مرات.
ولكنني كنتُ تلك المراهقة الحقيرة حينها، ما زلتُ تلك المراهقة الآن أيضًا، ولكنني تبتُ إلى الله صدّقوني وحاليًا أحاول التكفير عن ذنوبي الغبية السابقة بدافع فضولي، ولكن إن بقي خالد ينظر لي بهذه النظرات لدقيقةٍ أخرى سأرتكب المزيد من الذنوب.
هل يتوقّع أنني سأسمح له بهذا التدليك مع "التلامس" وجذعه العلويّ عارٍ؟
في أحلامه.
حسنًا، لن أسمح له بتخيُّلها في أحلامه حتى، سأقطع عليه لذّة الحُلم بصراخي في أذنه إن فكّر في تخيُّل هذا في أحلامه.
عقلي! ما الذي تفكّر فيه الآن؟ وكيف سأعرف بمَ يحلم ذاتًا؟ رجاءً أيها العقل عديم الفائدة ركّز بالمصيبة التي أوقعتني بها حينما دفعتني لقبول الخوض بغِمار هذه اللعبة.
«أتمنى تشيل الابتسامة دي من وشك علشان أنا مش هسمح لك تعمل كدا أصلًا! تمام؟ تمام أوي.»
وبجدّيةٍ تحدثتُ أشبّك ذراعيٌ على صدري حتى لمْ أعد أعرفني وأنا أتصرّف بهذه الجدية، ولكن الموقف يستدعيها، فقد أصبحتْ اللعبة أكثر قذارةً. يكفي أيتها اللعبة الشيطانية! يكفي!
«لماذا تقتل المتعة يا مسلم؟ طيب يبقى تدليك بس من غير تلامس جسدي دا!»
وها هو الآن يرمقني بتلك النظرات البريئة رامشًا، ومَن كان يتوقّع تصرُّفًا بريئًا كهذا من شخصٍ كخالد؟ لقد ظننتُ أنني أصبحتُ على يقين تام بشخصيته وصفاته، ولكنه ما زال يستمر بمفاجأتي أكبر من سابقتها. ثم ما المتعة في هذا أيها المسلم؟
أنت تقرأ
صراحة أم جرأة؟ (الكتاب الثاني). ✔️
Humorيحتوي على أفكار قد لا تناسب البعض. أعتقد أنني لن أستطيع إكمال هذه اللعبة مُرتديةً كامل ثيابي. وصلتْ اللعبة لذروتها، فذكّروني أن لا أوافق على الدخول في ألعاب للصراحة أو الجرأة مجددًا! الرحمة! الكتاب الثاني من رواية {مذكرات مراهقة}. قصة قصيرة بفصولٍ ق...