في تعاقب اللّيل و النّهار محطّات لتغيير النفس البشرية ، و محطات تتوقّف عندها كلّ حالات اليأس
فمهما كان قد حمل اللّيل و الأمس معهما من متاعب و مشاق ، يجب أن يكون الصّباح و الغد خلافا لهما يحمل كلّ خير و سرور
جدائل نور الصّباح الشّقراء تكتسح الكون بهدوء و بطء ، صوت العصافير يخرج للأفق شيئا فشيئا
"اوه ، الجوّ ليس بتلك البرودة يا للحظ !" صرّحت أكي في نفسها بعد أن أطلّت من النافذة
ثم أمسكت بهاتفها لتقرأ آخر ما وردها من رسائل لتكون "' مكان اللّقاء عند أحد الجسور المعلّقة إسمه *** "'
زفرت بهدوء لترد "'حسنا شكرا إيما "'
لم تكن أكي تهتمّ حقّا لما سترتديه عند ملاقاته ، فأخذت سترةً دافئة بلون فاتح ذات أكمام طويلة تغطّي يديها ، و سروالا داكنًا تاركةً شعرها منسدلا كعادته
تناولت إفطارها ، لاعبت شقيقيها الأصغران ثمّ غادرت للمكان المزعوم ،
إنتظرت كثيرا ...
هل نسى موعد اللقاء أم أنّه غير مهتم ؟
قرّرت البقاء و الإنتظار أكثر إلى أن رأت صاحب الشعر الفحمي و الأعين البندقية الحادّة يركض و توقف حالما وصل امامهاأخذ أنفاسه بتعب :" آسف .. للتأخير "
لم تهتمّ حقا بهذا لكن ما لفت إنتباهها كان : "مهلا .. لما أنت مصاب !!؟"
بعثر شعره بخفة و تكلّم بتوتّر "يبدو أنني خضت نزالا قبل مجيئي هنا "
"قتال في هذا الصباح !!"
"لتجديد نشاطي هذا اليوم" أردف بتفاخر
تنهدت و أمسكت برسغه جارّةً إياه معها "سنمرّ أوّلا بالصيدلية فحالتك مزرية "
"ماذا ؟ لا داعي حقّا سأشفى لوحدي "
"لا إعتراض يا سيّد مفتعل مشاكل !"
"لدي إسم "
تجاهلت هذا لتسأل"هل لا بأس معك بتناول بعض الياكيسوبا فيما بعد؟ "
"إنها وجبتي المفضّلة !" إبتسم بوسع لدرجة بروز أنيابه
"اوه ، جيّد إذا "
أخذته للصّيدلية كما قالت أوّلا حيث تمّ تطهير كدماته و تضميدها ، ثمّ توجّها إلى أحد المطاعم الصغيرة التقليدية يبدو الجوّ فيها دافئا لذا خلع كلاهما معطفه و جلسا جوار بعضهما على تلك الطاولة الطويلة
قد يبدو لكم لوهلة أن جولتهم الصغيرة كان يتخللها السكوت ، لكنّ العكس حدث
أخذ باجي يثرثر كثيرا خصوصا حول كيف فاز في قتاله هذا الصباح و أخبرها بكلّ تفصيل صغير
أنت تقرأ
𝑲𝒆𝒊𝒔𝒖𝒌𝒆☁︎❣︎
Romanceإذا ما كنت تعاني من صعوبة رؤية ألوان الدنيا بسبب المشاكل المتتالية التي شكلت حاجزا أمام عينيك لتحجب تلك الألوان الزاهية ... فهل يمكن لشخص ما أو عدة منهم كسر ذلك الحاجز و إعادة رؤياك الطبيعية ؟ سنرى في هذه القصة القصيرة عن أحد الكنوز التي لا تفنى ...