عبَرت تنهيدةُ اِسترخاءٍ و راحةٍ مِن ثغرِها حينَ غاص بدنُها في المِياه السّاخِنة للحوضِ أمَل تدفِئة عظَامِها ، فاِقبال هذا الفصلِ مِن السّنة ببرودتِه اللّاسِعة لا يمزحُ مُطلقًا ، و تأكّدت مِن هذا حين اِستقبَلت عروس الصّباح منذُ بُرهة.أبحَرت في مُحيط أفكارِها حين اِعتمدت على أنامِلها كي تُفجّر الفقّاعات الصّابونيّة التي تشكّلت طافيةً فوق الماء ، تُرتّب ما تشابَك في دِماغها مِن حسابات.
صفَعت كفّيها ببعضٍ بعزم ، فتناثرت قطراتٌ نديّة على مُحيّاها ساهمَت في صحوِها ، واعيةً على ما ستُقدِم على فِعله تاليًا. فلفّت جسَدها بالمِنشفة مُعلنةً نهاية حمّامِها الصّباحي.
أحسّت براحةٍ في تجوّلها في الشقّة على هذه الحال ، إذ أنّ شريك دربِها يمكُث في شِقته الخاصّة -و التي أهمَلها- ، ممّا يعني أنّها وحيدة
"أنتِ الأفضلُ آكي!! و بِلا منازِع!!!"
من الرّاهِن أنّ جارتَها المُسنّة مُعتادةٌ على سماعِ هذا الصّياح المُشجّع في كلّ مرةٍ تستيقِظ فيه هذه الشابّة مبكّرًا و تمدَح نفسَها ، و لابدّ أنّ قِصر سمعِها جعَل مِن صوتِ الصّراخ غيرَ مزعجٍ البتّة.
شمَخت أمامَ دولابِ خِزانتِها مرتّبة الثّياب بينمَا تمسحُ برِفق على شعرِها بالمِنشفة إذ لن ترغبَ في تساقُطِه ، ثمّ راحت تطرحُ سؤالًا تهتمّ لأمرِه كلّ شابّة تقريبًا : 'ماذا سأقتني مِن ملابِس؟'
فعَكس ما شعَرت بِه من برودةٍ ترتجِف لها الأبدانُ في الصّبيحة ، نشرةُ الطّقسِ تُعلن أنّ جوّ الظهيرة و الأمسية دافِئين.. رغمَ أنّهم على أبوابِ الشتاء ، فقد اِشتهر شهرُ نوفمبر عادةً بثلوجِه و قسوةِ برودته ، و مِن هُنا نوقِن أنّ للإحتباس الحراريّ دورٌ فعّال في هذا التّغيير الغير مألوف.
"لمَ كلّ هذا التّفكير؟ كلّ شيءٍ سيُناسِب ما دُمت أنا من سترتديه"
ضمّت ذِراعيها لصدرِها و أومَأت بتفهّم ، لربّما قضاءُ سنواتٍ معَ رِفاقها الجُدد قد ساهم في اِسترجاع ذاتِها من الإعداديّة خصّيصا نرجسيّتها الغير مبالغة و ثِقتها بالنّفس.اِقتنت بِنطالًا بلونٍ أزرقَ باهِت ، ضيّق عِند الخصر ، واسِع عندَ الأرجُل. أدخَلت فيه أطرافَ قميصِها القُطنيّ ذي اللّون الصّوفيّ و الذي وصَلت أكمامُه إلى مِرفقيها.
زيّنت لحمتي أُذنيها بأقراطٍ متدليّة و رَفعت خُصلات شعرِها اللّبني بواسطة نظّارةٍ شمسيّة.
فدقّقت في شكلِها باِهتمامٍ في المرآة ، و اِبتسامتها تدلّ على رِضاها."لنَدع بطني تلتهِم شيئًا أوّلا ، ثمّ أُغادِر ثانيًا كي أذهَب لحيث يقطُن ثالِثًا!"
رتّبت ما عليها فِعله في ذِهنها و باشرَت بتطبيقِه ، لتكون السّاعة قد دقّت حلول ما قبلَ الظّهر بساعتين حين فَتحت بابَ الخروج ثمّ أوصَدته
أنت تقرأ
𝑲𝒆𝒊𝒔𝒖𝒌𝒆☁︎❣︎
Romanceإذا ما كنت تعاني من صعوبة رؤية ألوان الدنيا بسبب المشاكل المتتالية التي شكلت حاجزا أمام عينيك لتحجب تلك الألوان الزاهية ... فهل يمكن لشخص ما أو عدة منهم كسر ذلك الحاجز و إعادة رؤياك الطبيعية ؟ سنرى في هذه القصة القصيرة عن أحد الكنوز التي لا تفنى ...