الفصل الخامس

513 28 7
                                    




_  ثم أدخل عمر الكود ورقم الجلوس ثم قال في دهشة... اي ده!!!

_ اي

_ مش عارف طلعلي كلية اسمها علوم الارض، والل اعرفه عنها إنها لبتوع علمي علوم.

_ لا يبني الكلية ل علمي عموما، بس يا أذكي اخواتك أنت ازاي مستغرب إنها جاتلك وأنت كاتبها !؟

_ يبنتي انا معرفش والله انا قولت للراجل يكتبلي هندسة كل المحافظات وكدا كدا مابقتش فارقة فقولته يكتب الباقي الل هو شايفه مناسب وحلو يعني، وبعدين لما طبعلي الورقة ما لمحتهاش يمكن علشان مقرأتش الورقة بتركيز.

_ طب وهتعمل اي هتحول لكلية تانية ولا هتقدم في علوم الأرض.

_ بصي هو انا كدا كدا ماكنتش فارقة معايا بس الل حصل ده يثبتلي إنه ربنا عاوزني اكون فيها، فانا محظوظ إن ربنا الل اختارلي مستقبلي مش أنا، علشان كدا هقدم وإن شاء الله خير.

_ بس انت بتحب الرياضة ودي هتلاقيها بتتكلم عن الجيولوجيا والحاجات دي.

_ طب اعمل اي هندسة وماجبتش مجموعها فنون عمارة وسقطت في قدراتها هي متقفلة فخلاص انا راضي بالكلية دي يمكن هي دي ال فيها الخير ليا، وبالنسبة لتربية مش حابب المجال ده ولا كمان بحب شغل الكمبيوتر فخلاص بقي علي بركة الله.

_ طالما مقتنع يبقي الحمدلله.



...................................

مَر حوالي شهر حيث كان عمر يحاول أن يتعايش مع حياته الجديدة، وايضا يحاول أن ينسي حبيبته السابقة، بينما كارما كانت تعيش في أحلامها وكانت تتخيل كيف اصبح عمر حاليا وكانت تعد الأيام والساعات لكي تذهب للجامعة لكي تري عمر، وقبل الجامعة بيومين ذهبت كارما اخيرا لمدينة بني سويف الجديدة عند عمها ولحسن حظها فكان عمها يقطن في منطقة قريبة جدا من منزل عمر وفرحت كارما كثيرا عندما اكتشفت ذلك وتحدثت مع ريم صديقتها وقابلتها وعرفت منها عن طريق الصدفة ان عمر التحق بنفس كليتها فتأكدت انها ستراه وكانت في سعادة تُحسد عليها حقا.


........................................

« لِقاءُك حياة بالنسبة لي تمنيت أن اعيشها بكل تجاربها، لِقاءُك تجربة طالما أردت أن اخوضها، لِقاءُك فرصة سأنتهزها مهما كلفني الأمر، وسيبقي دائما لِقاءُك الامر الشاغل بالنسبة لي علي مٓر الزمنّ.»

_وجاء اليوم المنتظر اليوم الذي ظلت كارما تنتظره طيلة الست سنوات فراق كانت تتمناه في كل لحظه وكانت تتمني لقائه فهي الآن لم تستوعب انها ستراه اليوم انها سعيدة لدرجة جعلتها تبكي وبشدة.

_اما بالنسبة لعمر فكان يوما عاديا فذهب كأي طالب اول يوم له في الجامعة متحمس بعض الشيء، ولكن كان يوجد ايضا حزن بداخله؛ لأن تلك الكلية ليست حلمه لكن الرضا الذي اصبح بداخله تغلب علي حزنه فلم يشعر به كثيرا.



« استعدت كارما للذهاب للجامعة او للقاء ب عمر فقد أدت فرضها ثم ارتدت فستان باللون الابيض السادة وخمار باللون اللافندر وحذاء بنفس اللون وحقيبة بمزيج من اللونين وخرجت من الغرفة ولكن قبل ان تخرج من المنزل ناداها عمها.»



_ كارما أنتِ رايحة فين !؟



_ رايحة الجامعة يا عمو حضرتك عاوز حاجة!؟



_ أنتِ فطرتِ ؟ ده اولا وثانيا ازاي تنزلي من غير ماتيجي تاخدي المصروف بتاعك مني ؟



_ هفطر في الجامعة يا عمو وبعدين بابا مديني فلوس فانا مش محتاجة.



_ مافيش خروج بدون فطار وثانيا طول مأنتِ هنا زيك زي ليان بالظبط لازم تاخدي مصروف مني خدي يا كارما 100 جنية ليكي كل يوم زيها، ولو خرجتِ بعد الجامعة تعرفيني لو عندك كورسات برضوا تعرفيني انا جهزتلكم الفطار أنتِ وليان بس هي نايمة مش هتروح الجامعة فروحي افطري أنتِ وهي تبقي تفطر لما تصحي.



_ تمام يا عمو هروح افطر وامشي.



_ تمام يا حبيبتِ انا هنزل انا علي الشغل يبقي خلي بالك من نفسك كويس ولو حد ضايقك كلميني.



_ حاضر يا عمو فعلا نسخة طبق الأصل من بابا اخوات اخوات فعلا يعني.



_ بتقولي حاجة يا كارما.



_ لا يا عمو بقولك ترجع بالسلامة



_ ماشي يا حبيبي مع السلامة



_ سلام يا عمو



_ طب انا دلوقتي مش عاوزه افطر عاوزه انزل طب اعمل اي هاكل اي حاجة بسيطة كدا علشان قولت لعمو هفطر بس.

ثم فطرت كارما وخرجت من المنزل متجهة  للجامعة، وبمجرد أن وصلت لباب الجامعة شردت كثيرا وشعرت بالخوف ايضا، فأصبحت دقات قلبها سريعة جدا ودخلت الجامعة ولكنها صُدمت بفتاة في نفس سنها.



_ قالت كارما انا اسفة جدا ماكنتش اقصد



_ ردت الفتاة لا عادي ولا يهمك أنتِ جديدة هنا !؟



_ اه انا سنة اولي وأنتِ ؟



_ اولي برضوا أنتِ اسمك اي ؟



_ انا كارما وأنتِ ؟



_ انا اسمي سيلين ثم مدت يداها لتصافحها قائلة تشرفنا يا جميلة.



_ الشرف ليا يا حبيبتِ بصي ممكن نكون اصحاب علشان معرفش حد هنا.



_ طبعا وانا برضوا معرفش حد هنا أنتِ قسم اي ؟



_ قسم الجيولوجيا التركيبية والهندسية وأنتِ ؟



_ حلو اوي نفس القسم تعالي يلا نشوف احنا مع بعض في نفس المدرج ولا لا ؟



_ تمام يلا



_ كانت كارما تسير وكانت تلتفت حولها كثيرا، فكانت تتمني لقائه فكانت تبحث عنه في كل مكان تسير فيه.



_ سألتها سيلين أنتِ بتدوري علي حد !!!



_ ردت كارما لا خالص انا بس بحاول احفظ المكان علشان بعد كدا يعني.



_ اه تمام أنتِ ساكنة فين بقي.



_ انا ساكنة في المدينة هنا قريبة من الجامعة جدا وأنتِ ؟



_ انا برضوا من المدينة ساكنة قريب من هنا جدا بس ازاي انا ماشوفتكيش قبل كدا ؟



_ ردت كارما علشان انا من القاهرة وجاية هنا عند عمي علشان الجامعة يعني بس كدا.



_ اه فهمت نورتي بني سويف يا جميلة علي كدا اول مره تيجي هنا.



_ لا انا اصلا من بني سويف بس نقلت للقاهرة من ست سنيين ويشاء القدر وارجع تاني هنا علشان الجامعة.



_ مبسوطة طيب ؟



_ جدا لدرجة ماتتصوريهاش انا اصلا ماكنتش عاوزه اروح القاهرة وكنت بتمني نرجع بس الظروف بقي.



_ بصي يا كارما هقولك ممكن تكوني كنتِ متعلقة بأصحاب لو كنتِ كملتِ معاهم كان حالك هيتحول للأسوء، او مثلا كان في حاجة لو كنتِ فضلتِ موجودة هنا كانت هتدمرك وعلشان ربنا بيحبك بعدك عنها، او ممكن اختبار لحاجة معينة برضوا بس الأكيد انه خير ليكِ وهتفهمي الحكمة في الوقت المناسب.



_ عندك حق هو فعلا حاسة إنه كان اختبار لحاجة بس حاسة اني نجحت في الاختبار ده برضوا.

_ اسفة على التدخل بس بما إننا بقينا صحاب اقدر اعرف اي هي الحاجة دي !؟

_ بصي هو انا مش معرفة اي حد الموضوع ده بس حاسة اني عاوزة اتكلم مع حد فيه علشان تعبت وكمان انا ارتحتلك جدا وانا مش برتاح لأي حد وخلاص بس ده سر.

_ بصي هو طبيعي تكوني مش واثقة فيا علشان لسه متعرفين علي بعض بس ماتقلقيش اوعدك محدش هيعرف ده غير اني انا كمان ارتحتلك جدا والله، ها يستي احكي بقي.

_ بصي يا ستي انا بحب واحد من أول ما دخلنا اولي ابتدائي بس عمرنا ما اتكلمنا مع بعض اعتقد إنه مايعرفنيش اصلا، بصي عارفه هتقولي مافيش حب في السن ده بس انا كنت دايما معجبة بيه من اول ما شوفته بدون اسباب بلاقيني دايما عاوزاه يتكلم عاوزاه يكون اشطر واحد في المدرسة، كنت بحب اشوفه كتير كانت بتجمعنا صدف رهيبة كان بيبقي في نفس مجموعتي صدفة كنت بحب ده، حوالي ٦ سنيين اعجابي بيه ماقلش بل بالعكس كان بيزيد، لحد ما جت اللحظة الل اضطريت فيها إني ابعد واسافر حرفيا كنت بعيط ليل نهار علشان كنت فاكرة اني مش هشوفه تاني حاولت اقنعهم كتير إننا مانسافرش بس بدون فايدة وسافرت بس عمري ما نسيته، بالعكس حبي كان بيزيد ليه عمري ما نسيته في صلاة كنت دايما بقول ياربي لو فيه خير ليا اجعله نصيبي ولو مش فيه خير اجعلني انساه ولو هو حب مراهقة اجعلني انساه برضوا، لكن عمري ما عرفت انساه كان دايما علي بالي طول الست سنيين عمره ما غاب عن بالي يوم، حبه بيكبر جوايا، حاولت اوصل للحساب بتاعه علي الفيسبوك بس للأسف ماعرفتش تقريبا عامله بطريقة مختلفة ولما ظهرت نتيجة التنسيق زعلت علشان مجبتش مجموع اي كلية من كليات القمة علي درجة او اتنين، بس كنت طايرة من الفرحة لما عرفت اني هرجع بني سويف وكنت مبسوطة اكتر لما عرفت بالصدفة انه هو كمان معانا في الكلية.

_ واو حرفيا قصة عظيمة اكيد اتوجعتِ جدا، بس سؤال بس أنتِ عرفتي منين انه معانا هنا ؟

_ لا ماتوجعتش لأني معرفش اي حاجة عنه، معرفش إذا ارتبط ولا لا بيحب حد ولا لا ممكن لو عرفت حاجه زي كدا اتوجع ولكن انا طول الوقت مخلياه سري مع ربنا فطبيعي ربنا مش هيوجعني كل السنيين دي، بالنسبة لعرفت منين فانا عرفت من واحدة صحبتي اسمها ريم بالصدفة كانت بتقولي دخلتي اي قولتلها علوم الارض قالتلي زي عمر صاحب ابن عمي.

_ طيب وليه ماطلبتيش منها الاكونت بتاعه.

_ مش عارفه ممكن علشان عمري ما كنت هكلمه او خوفت لو بقي معايا في لحظة أضعف واكلمه واغضب ربنا وده انا مش عايزاه، او مثلا حبيت لما اشوفه يكون علي الحقيقة مش في الصور ايا كان السبب مش مهم المهم اني هشوفه واكيد هيكون موجود في جروب الدفعة.

_ انتي محترمة جدا يا كارما علشان كدا ارتحتلك لبسك شبه لبسي حتي اخلاقك عالية اووي وشرف ليا اكون صحبتك بجد.

_ يا روحي تسلميلي يارب علي ذوقك بس قوليلي عمرك ما حبيتي ؟

_ ردت سيلين لا يا كارما عمري ما حبيت، اصلا معرفش يعني اي حب يمكن علشان خليت وقتي كله للدراسة والشغل وبس مش عارفة

_ شغل !!! هو انتي بتشتغلي يا سيلين ؟

_ اه يا كارما من وانا في اعدادي تقريبا علشان اصرف علي نفسي وامي برضوا ابويا متجوز علي امي ومش بيسيبلنا فلوس تكفينا بيسيب شوية فكة ويمشي والباقي كله لمراته التانية بيجي كل فترة وطبعا معاملة مش كويسة خالص.

_ طب ليه امك ماطلقتش ؟

_ خايفة من كلام الناس وساعتها مش هيسأل فينا خالص وانا وحيدة خايفة عليا من الناس وكمان خايفة لنترمي في الشارع.

_ قصدك اي ؟

_ اقصد اننا مش هنلاقي حد يعيشنا معاه وهنترمي في الشارع.

_ طيب فين اهل مامتك ؟

_ بصي هي من قريه بس كل واحد وهمه يعني لو ماما اتطلقت مش هتلاقي ال يقولها بيتي مفتوح محدش هيسأل اصلا علشان كدا هي مستحملة ادينا عايشين في شقة تمليك وأنا بشتغل وبصرف علي البيت وبس كدا.

_ عندك اخوات من ابوكي ؟

_ لا اصلها مش بتخلف وهو اصلا مابيحبش العيال وعلشان انا جيت غلطة مابقاش بيدخل البيت واتجوز علي امي بس واحدة مطلقة علشان مابتخلفش علشان يضمن أنه مافيش ولاد.

_ هو في حد مايتمناش الولاد دول نعمه من ربنا ده في ناس هتموت علشان تشوف ضفر عيل.

_ نعمل اي بقي نصيب هو عاوز يعيش ملك ولا حد يقوله عاوز فلوس ولا اي حاجة عاوز يتدلع وبس يلا ربنا يهديه.

_ شكلك استحملتِ كتير يا سيلين.

_ كتير اوي بس انا واثقة أن ربنا هيعوضني.

_ ماقولتليش بتشتغلي اي وازاي واظبتِ بين الدروس والمذاكرة والشغل

_ بصي انا اشتغلت في حاجات كتير جدا بس في الاخر رسيت علي شركة كدا شغالة في خدمة العملاء المرتب حلو والحمدلله بيكفيني انا وامي وبيتبقي كمان، ماما كانت بتشتغل هي كمان وخصوصا في تالتة ثانوي علشان اعرف اذاكر وتوفرلي فلوس الدروس والحمد لله عدت علي خير وفرحتها انا كنت علمي علوم وجبت ٩٧ %، بس بعد كدا قولتلها مافيش شغل تاني ليكِ مش عايزه اتعبها عاوزاها ترتاح بس هي فظيعة بقت بتشتغل في ماي واي اهي حاجة من البيت واهو بتكسب يعني.

_ بجد والدتك ست عظيمة، ممكن تبقي تعرفيني عليها !!

_ طبعا هعرفك عليها اكيد.

_ بجد أنتِ عليتي في نظري جامد تعرفي انا كمان بفكر اشتغل حابه اعتمد على نفسي.

_ يا روحي تسلميلي، بالنسبة للشغل فكرة حلوة جدا.

_ بس مش عارفة بابا هيوافق ولا لا هكلمه يارب يوافق.

_ إن شاء الله هيوافق .

_ حاسة ان الكلام أخدنا وانا جوعت خالص هروح اشتريلنا ساندوتشات من الكافتيريا.

_ تمام وانا هستناكِ هنا.

_ تمام خلي بالك من نفسك يا جميل احسن حد يعاكسك انا بغيير.

_ ماتخفش يا حبيبي انت سايب راجل وراك.

_ خلاص اذا كان كدا ماشي.

_ ذهبت كارما لتحضر طعام لها ولسيلين وبعد وقت اشترت كارما الطعام وكانت عائدة لصديقتها ولكنها كانت تدردش علي الواتساب مع احدي صديقاتها لذلك صُدمت بشخص ما وأوقعت له الكتب التي كانت بيديه فمال لكي يلتقطها ومالت كارما أيضا فخبطت برأسه وكانت تتكلم وهي تميل

_ انا اسفة جدا جدا جدا جدا معلش والله ماكنتش واحده بالي،  اااه دماغي.

_ رد الشخص وهو يلتقط الكتب لا عادي ولا يهمك واسف علشان اتخبطت فيكِ بالغلط ورفع رأسه لكي يراها

_ ردت كارما لا ولا يهمك ولكنها صُدمت عندما رأته.




علي مر الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن