p:32

1.2K 116 144
                                    


فوت وكومنت 🧡

...

Taehyung's pov :

أقِفُ بينَ مَواقِف السيَّارَات بصمتٍ قاتِل، أُراقِب السَّماء الصَّافِية فَوقِي بقلبٍ ذابِلٍ جَاف لرُبَّما كانَت زُرقَة السَّماء وَبهاؤُها هُمَا مَا يدعُواننِي للتَّفاؤُل فِي يَومٍ بائِس كاليَوم

لَا مشهَدَ سَعِيد قَد صُوِّرَ مُنذُ استِيقاظِي..أَلمُ جسدِي، ارتِطامُ اصبعِي، انزِعاج جُونغكُوك منِّي، الحَلِيب الفاسِد الَّذي شرِبتُه، زِرُّ مِعطَفِي الَّذي ارتَخى وَسقَط دونَ عِلمِي، شُرودِي الَّذي كادَ يتسَبب بِمقتلِي فِي حادِث سيَّارَة ..يَومٌ تعِيس!

وَمع تَراكُم المُشكِلات علَى ظهرِي بِتُّ غيرَ قادِرٍ علَى توقُّع نِهايَة جيِّدَة لهذا اليَوم وَهذا يدعُوني للخَوف، إنَّ مَهام اليَوم شَديدَة الأهميَّة لكِنَّ عقلِي المُتخبِّط بأفكارِه السَّلبيَة يجُرُّني نحوَ الإنسِحَاب الغَير مَقبُول

أَخذتُ نفساً عمِيقاً أستجمِع قُواي بِه مُكمِلاً تأمُّل تِلك الزُّرقَة المُريحَة فوقِي، أُكافِح بِمُساعدتِها لإستِعادَة هُدوء أعصابِي.. وَلأنَّ التَّأمُل قَد أغرَقنِي بِعالمِي لوهلَة استَطعتُ الوُصُول لذروَة الهُدوء حينَ تعمَّقتُ بتفَاصِيل تِلك السَّماء مُتناسِياً وُجودِي بعالَمٍ يعِجُّ بالمخلُوقَات

كَيفَ لِشَيءٍ كالسَّماء أَنْ يُشعِرَنا بالإنتِماء ؟ كَيفَ لَها أَنْ تُعانِقنَا وَتُبهِجنا دَوماً ؟ كيفَ لَها أَن تَبكِي وَتُشرِق مَعنا؟ كَيفَ لَها أَن تتحمَّلَ كُل تِلك النَّظرَات الموجُوعَة المُلقَاك ناحِيتَها ؟

كَم مِن أُمنِيةٍ تستقبلِ لَيلاً مِن قُلوبٍ قَد غلِبها الأرَق وَالحُزن؟ كَم شخصاً تمنَّى أَن يكُونَ نجمةً تلمَعُ فِي ظُلمتِها ؟ كَم يَداً ضُمَّت للصَّدر تدعُو بإخلَاص حينَ رأَت شِهاباً مرَّ بلمحِ البَصر فِيها ؟

كيفَ لسَمائِنا أَنْ تعُودَ للإشرَاق بعدَ ظُلمَةٍ داكِنَة ؟

ألَم تتعَب مِن تقلُّب حالِها ؟ ألَم تختنِق مِن تزاحُم الغُيوم فِي امتِدادِها ؟ ألَم تَخَف حينَ انطَلَق البَرق وَالرَّعد مِن حُضنِها ؟ ألَم تغضَب مِن مُشاكَسة الشَّمس وَالقمَر مَعها وَاللَّعِب بمِزاجِها ؟

هِيَ وَبالرُّغم مِن تِكرَار الأحداث فِيها لَم تسأَم لأنَّها خُلِقَت بهذه الحَال،فِلِما لَا نعتادُ نحن كذلِك عَلى تقلُّبات القدَر وَمُشاكَسة الأيَّام وَغضَب الحَياة إِن كُنَّا قَد خُلِقنا لنُواجِه ذلِك ؟

لِمَا وَبعدَ مَا عِشنَاه مازِلنا نتألَّم حينَ يغادِر شَخص وَحينَ تنهمِرُ المشاكِل فوقَ رؤوسِنا وَحينَ نفشَل وَحينَ نُغدَر ؟ ألَم نتوقَّع كُل ذلِك ؟ أكُنَّا نخلِقُ أوهاماً ورديَّة وَنصدِّقها حتَّى بَاتَ أبسَطُ ألَمٍ يُصيبُنا هُوَ الَّذي يُبكِينا ؟

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن