p:52

1K 80 169
                                    


فوت وكومنت 🤍

...

F.B

Sunmi's POV :

كَانت الـ١٨ سنة الأُولى مِن حَياتِي مِثاليَّة إِن صحَّ القَول، فَتاة يافِعة، مُتعلِّمة، جامِعيَّة، مُهتمَّة بمظهرِها وَأناقتِها، فَتاة مُفتقِرَة لعَلاقات الصَّداقة أَو بِكلِمة أُخرى مَنبوذَة مِن أبنَاء جِيلِها

كانَ العَيب الوَحيد فِيَّ أننِي عاجِزَة عَن تَكوِين أَي عَلاقَة دونَ مُساعَدة والِدي، إِن لَم يُعرِّفني علَى الشَّخص فأنَا لَن أعرِفَه للأَبد، لَم أَكن مِن ذلِك النَّوع الإجتِماعِي كُنتُ أهلَع بِسُهولة بمُجرَّد خَوضي فِي مُحادَثة قَصيرَة مَع أَي شَخص حتَّى مُعلِّمي

يَئِستُ مِن فِكرَة امتِلاكِي لأصدِقاء، كُنتُ أقضِي فَترَة الرَّاحة فِي الجامِعة فِي الحمَّام علَى هاتِفي أُشاهِد أيَّاً كَان حتَّى يَمُر الوَقت، لَم أُحب أَن يرانِي النَّاس أسِيرُ بمفرَدي في وَقت الرَّاحة لأنني أشعُر وَكأنَّهم سيسخَرون منِّي علَى الدَّوام

حينَ كُنتُ أشكِي لأُمِّي مِن هذِه النَّاحيَة كانَت تُخبِرُني ألَّا حاجَةَ لِي للفزَع فهَذا أَمر طَبيعي أَن أَكونَ أحَد الإثنَين، اجتِماعيَّة أَو انطِوائية لكنني لَم أُحب أَن أَكونَ الثانِية حَتماً رُغمَ راحَتي الشَّديدة وَسُكوني بَعيداً عَن النَّاس

لَم أمتلِك صَديقاً بحَياتِي سِوى والِدي، الرَّجُل الوَحِيد الَّذي كُنت أشعُر بالإطمئنان ناحِيتَه وَالَّذي فضَّلَني للأَبد علَى غِرار والِدتِي الَّتي فضَّلَت ابنَها علَي لأنَّه الأصغَر كمَا قِيلَ لِي

' الدَّلال يُوَجَّه للأصغَر دوماً سونمِي ' مُواساة والِدي تِلك هِي مافكَّتني عَن التَّفكِير بتغيُّر مَشاعِر وَأفعال والِدتي الغَير مقصودَة تِجاهِي

لَم أشعُر يَوماً بالغيرَة مِن شَقيقي الأصغَر لأَنني عشِقتُه كمَا فَعَلت والِدتي، تِلك العُيون اللَّامِعة وَالأصابِع الصَّغيرة وَالسِّيقان الممتلِئة القَصيرَة كانَت لَا تُقاوَم لِفَتاة لَم تُمسِك طِفلاً بينَ يديهَا وَلَو لمرَّة

رُغمَ مِزاجيَّته وَحدَّة لِسانِه وَلُذوعَة كلِماتِه كانَ الإنسَان المُفضَّل لدَي رُغمَ شكِّي المُتَكرر بكونِه بَشرِي، كَبِرنا مَع بعضِنا فِي ذَات المنزِل تَحتَ رِعايَة والِدَينا المُتَكامِلة

نَضرِب، نَسخَر، نَشُد شُعور بَعضِنا ثُمَّ يأتِي اللَّيل لِننقلِب كَالمُستذئِبين لأَشخَاص بِهم الحُب وَالحَنان وَاللُّطف، كَباقِي الأُخوة كُنَّا نفهَم بَعضَنا بأبسَط الإيمَاءات

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن