p:25

1.3K 135 38
                                    


فوت وكومنت 🧡

...

يقِفُ صامِتاً عَلى جانِب السَّرير، يتأمَّل ببُندقيَّتاه الحَزينَة لَوحةً بِعنوَان اليَأس لَوحَة باهِتَة مِن ضِيقٍ وَحسرَة، يُمَرر بَصره عَلى المُستَلقِي على يسارِه بِلهيبٍ حارِق يسرِي فِي عُروقِه

يَرى خُصلاتٍ سَودَاء طَويلَة مُبعثرَة فَوقَ بيَاض وِسادَةٍ نَاصِع، يَتبعُ ذلِك حدَقتان مُحمرَّتان غارِقتان فِي مُحيطِ القَهر وَالحُرقَة تجِدُ فِي انعِكاسِهمَا رِوايةً محفُورَةً بِدماءٍ متألِّمَة

صُراخٌ وَعوِيل، تَعنيفٌ وَاعتِداء، ضَربٌ وَقسوَة، كانَت تِلك محاوِر الرِّوايَة، روايَةٌ عاشَهَا سَطراً سطراً بَل حرفاً حَرفاً، أيَّامٌ مُفجِعَة مرَّت وَمِن شدَّةِ تأثيرِهاعلَى قَلبِه أضحَى ذاكِراً لكُلِّ ساعَة مرَّت فِيهَا

اقتَرَب تَايْهيُونغ مِنه بِوجهٍ مُتحسِّر يَمسَح بعضاً مِن دُموعِه العَنيفَة بِأنامِلُه بأمَلٍ ضَعيف أَن يكُفَّ صاحِبُها عَن تكوِين المَزيد مِنها، لكِنَّه لَم يَلُمْه أَو يُعاتِبه كمَا كُل مرَّة

وَجدَ أنَّ تَركَ مِينَا لَه بتِلك الطَّريقَة كانَ أقسَى مَا وُجِد، فكيفَ يلُومُه وَهُوَ بِنفسِه قَد احتَرَق وَتلهَّبَ وَجعاً ! كَيفَ سيطلُب مِنه تخطِّيهَا وَهُوَ ذاته لَا يقدِر ! كَيفَ وَكيف ؟!

ابتَلَع غصَّته ببالِغ الصُّعوبَة، يظُنُّ هَذا الوَقت سيُضحِي أردَى ذِكرَى ستمُر عَليه يوماً، وَقتٌ رَديء وَقاسِي بالرُّغم مِن أنَّه ليسَ الشَّخص الَّذي اختَرَق السَّهم قلبَه فكَيفَ بالَّذي فعَل ؟

كَيفَ لِجُونغكوك أَن يشعُر وَهُوَ المُصاب بِسَهم التَّرك وَالتَّخلي ؟ كيفَ ستكُون ذكرَى هذِه الأيَّام لَه وَهُوَ الَّذي لَا ينسَى ؟ لَاينسَى ذكرَى وَلاينسَى شُعوراً وَهُوَ الأكثَرُ إيلاماً !

يتذكَّر ألَمَ قلبِه وَيسترجِعُه مَع كُل ذكرَى كأنَّهُ يعيشُها مُجدداً بِجوارِحه، مالمُؤلِم أكثَر مِن خسارتِك لِموهِبَة النِّسيان ؟ الإنسان لَن يكُونَ إنساناً دُونَ نِسيانِه فإن تراكَمَت أوجاعُه وَاشتَدَت علَيه سيمُوتُ قلبُه ليكُونَ بشريَّاً فقط لَا إنساناً ذُو شُعور

سَتخطِفُ ذكرياتُه مشاعِره ليكونَ بارِداً جامِداً لكِنَّ النِّسيان يُعيدُ حرارَتَه وَلهفته للحَياه وَإن طالَت المُدَّة..

كيفَ لَه أَن يُكمِل دونَ نِسيان ؟ نِسيانُ أبشَع شعُور آذى أيسرَه ، الخذلَان ؟
القَهر؟ الكُره ؟ الخَوف ؟ المَرارَة ؟ الأسَف ؟ الأسَى ؟ الشَّفقَة ؟ الغصَّة ؟ أيُّ شُعورٍ هُوَ مَا علَيه نِسيانُه ؟

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن