p:55

1.8K 106 199
                                    



فوت وكومنت 🖤

...

6:00

صباحٌ جَديد مُعطَّر بالحماس، شوارِعٌ فارِغة إلَّا مِن مُحبِّي الوُصول مُبكِّراً للعَمَل، شمسٌ واقِفة فِي الأفُق تَصعَدُ علَى سُلَّمِها بابتِسامَة مُبتهِجة تَنتظِرُ وَقتها فِي توسُّط السَّماء لِتُقبِّلَ وُجوهَ النَّاسِ وَتزيِّنَ خُدودهُم بالحُمرَة

صباحٌ غَرَبَ فِي القَمَر وَبُؤسه بعدَ أَن فتَحَ أبوابَ المَئآسي علَى الأحيَاء، رَحَل القَمر مُتعَباً لأخذِ قَيلولتِه وَجرَّ الظُلمةَ خَلفَه لِتأتي الشَّمسُ مُحمَّلة بقدرٍ كافٍ مِن الإشراق وَالفرَح اللَّذان وَحينَ يلمسانِ العالَم يُمسي مَكاناً مُريحاً تتحمَّسُ القُلوبُ لإكمالِ العَيشِ بِه

وَمَن أكثرُ النَّاسِ تحمُّساً اليَوم ؟

خرَجَ تَايهيُونغ مِن حمَّامِه بِعجَلة كادَت أَن تَتسبب بِحادِث مُؤلِم يُنذِرُ بِنَحس يَوم مُميَّز كاليَوم، دَخَلَ لِغرفتِه البارِدة المتشبِّعة بعبَق السَّجائِر، يقبِضُ علَى مِنشفتَه الملفُوفَة حولَ خصرِه وَيبحثُ بِعشوائِية عَن هاتِفِه الَّذي يرنُّ عالِياً بِمُلاحَظة تَرَكَها لِنفسِه البارِحة

' تأكَّد مِن تنفُّس جُونغكُوك '

أطْفَأ المُنبِّه بإبهامِه وَالتَفَتَ لِسرِيرِه يُلقِي بنظرَة علَى النَّائِم يتأكَّد مِن تمسُّكِه بنَومِه العَمِيق وَسطَ عاصِفة مِن البُرودَة المُخدِّرة الَّتي لَا يعترِف بِها هُوَ مَع عُرِيِّه وَبَللِه

أنزَلَ هاتِفه علَى السَّرِير بِتَنهيدَة مُرتاحَة حينَ تيقَّنَ مِن دُخول الأصغَر لِسُبات وَلا أمَلَ باستِيقاظِه عبرَ بِضعَة نَغمات عالِية، أشفَقَ علَى جسدِه الَّذي لَم ينعَم بالنَّوم وَعقلُه الَّذي بقِيَ صاحِياً لِسَببين الأوَّل الحمَاس وَالثَّانِي هُوَ ارتِفاع حرارَة الأصغَر البَسيط الَّذي يَخافُ عُلُّوه دونَ عِلمِه

" سَأرتَدي ثِيابِي وَأَعودُ لَكَ "

عمَّ الهُدوء مُجَدداً، لَا صوتَ صادِر سِوى مِن أرجُل تَايهيُونغ الَّتي تَحوم فِي الأرجَاء، ابتَعدَت تِلك الأرجُل عَن السَّرير شيئاً فشيئاً للحمَّام ليُترَكَ جُونغكُوك ذُو الوَجنَات المتورِّدَة مُندثِراً تَحتَ غِطاء وَبينَ عِدَّة وَسائِد تضُمُّ نُحولَ جسدِه

وَسائد تمنَّى لَو أنَّها قادِرة علَى التَّشكُل بهيئَة أشخَاص مُعيَّنين

تَحمِيه تِلك الجَمادات مِن كَوابيسِه الَّتي أضحَت أكثَرَ رُعباً وَإخافَة لَه عَمَّا سبَق، هُوَ لَم يعُد قادِراً علَى فَصلِها عَن واقِعه، باتَ يتخبَّطُ بينَ أحداث كوابيسِه فينهَضُ مِن نومِه بِمزاجٍ مُتعكِّر وَأفكارٍ مُتضارِبة لَا يدرِي بأيِّهِم يُكمِلُ يَومَه

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن