p:42

1.2K 110 166
                                    


فوت وكومنت 🤍

...

" هيُونغ، هَل يُمكِنني أَن اشتِمك ؟ أعتقِدُ أنَّ هَذا سيُخفِفُ عنِّي " كَانَ هَذا هُوَ آخِر مَا انسابَ مِن فَاه جُونْغكُوك وَبعدَها ؟ حلَّ صَمتٌ مُرِيع فِي المَكان

دَقيقَة، دَقيقَتان، عَشرُ دقائِق وَمِن ثُمَّ " افعَل إذاً " أردَفَ تَايْهيُونغ بجديَّة وَقد تربَّع أمَام الأصغَر بإصرَار، وَجهه الجَامِد كَانَ انعِكاساً يُحاوِلُ إظهَارَه عَن قلبِه لكِنَّ أيسَرَه كانَ حَزيناً .. لَطالَما كانَ تَايْهيُونغ مُتَظاهِراً

يتصنَّع القُوَّة وَهُوَ هَش، يُخفِي أكبَرَ أوجاعِه لِنفسِه وَكما يَبدُو أنَّ جُونْغكُوك قَد ورَثَ هذِه الخِصالَ مِنه، ' الكِتمَان وَالتَّظاهُر '

" لِمَا لَا تَقولُ شيئاً ؟ أَنا مُوافِق " تَساءَل باستِغرَاب وَقد عَقد ذِراعَيه وَاستمرَّ بِمُتابَعة تحرُّكَات الأصغَر وَايماءاته المُرتبِكة حتَّى حدَثَ مَا كَانَ يتوقَّعُه ليرفَعَ كفَّه يدعَكُ مَدمَعَ عينَيه وَقد أطلَقَ تنهِيدَة طَوِيلة

رَفَع رَأسَه وَرأى ذلِك التَّدفُق الغَزِير وَلِوهلَة هُوَ تخيَّلَ أنَّ دِماءً هِيَ مَا تسيلُ مِن تِلك السَّودَاء، وَكأنَّ قلبَ جُونغكُوك قَد سئِم وَدَفَعَ بِدِمائِه بدلاً مِن الدُّموع ليَفرَغَ مِنه فَيَمُوت

هَل سيَختفِي الوَجع لَو كُنَّا نذرِفُ الدِّماء بدَلاً مِن المِياه ؟، هَل سَتَهونُ عَلينا هُمومُنا حينَ نرَى أنَّنا نخسَرُ دِماءَنا وَجُزءاً مِن روحِنا وَحياتِنا بعدَ كُل نَوبة بُكَاء ؟

لَا أظُنُّ الدُّموعَ باتَت كافِية لِيعبِّرَ جُونغكُوك عمَّا يجُولُ بِخاطِره، لكِنَّها طريقَتُه اليائِسَة فِي إيصَال تِلك الرِّسالة لتَايهيُونغ، رِسالَةٌ مَضمونُها صُراخٌ وَجُملَة مُلطَّخة بِدِماء نابِضِه التِّي تفجَّرَت مِن جُروحِه

الجُروح الَّتِي كوَّنَها الجَمِيع بِه، طَعنَة عَار، صَفعَة كُره، رَكلَة غضَب، صرخَة حِقد، كلِمة غَرسَت خِنجَراً بِه وَلَم يقدِر إنقاذَ نَفسِه مِنها ..

" أَنا .. لَا أعرِف، لَا أعرِف لِمَا أشعُرِ بِهذا لكِن .. " نَطقَ مُقاوِماً شَهقاته بِقدرِ الإمكَان، أنزَلَ رَأسَه فانسَدَلت غرَّتُه الطَّويلَة علَى وَجهه فَباتَ بِمقدُور تَايْهيُونغ رؤيَة الدُّموع وَهِيَ تهبِطُ علَى كفَّي الأصغَر المُتشابِكة فحَسب

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن