العتمه

59 11 20
                                    

‏لم يكن لدي أصدقاء وفي بلدتي القديمة
كنت أجوب الشوارع كلها تقريبا من الصباح إلى المساء واضعا كفي في جيوبي.. وحين يسألني أحد عن الذي أفعله أقول بأني أحاول أن أعيش حياتي
وأعرف أن الوقت قد تأخر كثيرا لفعل ذلك..
فقد قضيت طفولتي كلها تقريبا.‏وأنا أحفر الكلمات على جذوع الأشجار .. حتى ضاق جدي بالأمر
وأخبر أمي أنها أنجبت ولدا مريضا سيكون شاعرا ولن يتمكن من إطعام نفسه وقال بأن من الأفضل لو تحاول إنجاب طفل آخر يصير أكثر نفعا أو يساعدها في رفع الأشياء حين تتقدم بالعمر..عشت الحياة بشكل خافت وعندما كبرت في وقت ما‏لم أنتبه لذلك إلا بعد مضي زمن طويل كنت ما أزال هناك، ألاحق ظلا يتجول في الباحة حتى أوقفني شخص وقال:
توقف عن هذا وانظر لنفسك.وحين عدت إلى المنزل نظرت للمرآة ووجدت رجلا يحدق إلي من خلالها..
ويقول لي ما بك يا انا ‏أراك باهتا وكأن روحك قد سلبت منك .. لم يعد يستهويك شيء من متاع هذه الدنيا .. أخبرني ما الذي إنكسر في أعماقك وجعل منك هذا الإنسان الذي تساوت عنده جميع الأشياءِ ولم يعد يعير الأمور إهتماما ما هذه العتمة التي أصبحت تتمدد وتسيطر على مساحات واسعة من ساعات يومي .. يحل المساء وتتحول غرفتي إلى متاهة ضيقة جدرانها لا تأبه بي .. تخنقني بشده .. وإذا حل النهار أجِده يقصر كثيرا وكأنني على الخريطة بلدة نائيه لا تشرق عليها الشمس سوى ساعاتٍ معدوده ....

 وإذا حل النهار أجِده يقصر كثيرا وكأنني على الخريطة بلدة نائيه لا تشرق عليها الشمس سوى ساعاتٍ معدوده

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ثرثرة الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن