ماذا تريد النساء؟ زوجاتنا مثلاً ماذا يردن ؟ أن نلعب معهن بوسائد من ريش؟ نجلس عند قدمي بحيرة زرقاء ونكتب لهن القصائد؟ أن نمدحهن طوال الوقت ونشتري لهن الهدايا والشيبس والنيوتيلا؟ أن لا يطبخن ليوم واحد في الأسبوع؟ يومان؟ أن نحضر لهن الشاورما والهامبرغر بالمايونيز؟ والمشروبات الباردة؟ أن نخرجهن من المنزل برومنسية مفرطة ونذهب لتناول السوشي؟ ماذا يردن منا؟ أن نفتح لهن باب السيارة باب البيت باب التواليت يردن الحب؟ ألا ننسى تاريخ ميلادهن؟ وتاريخ ميلاد أمهاتهن وعيد المرأة! وعيد الشجرة والفلانتاين؟ وعاشوراء وتاريخ زواجنا اللعين؟ هل هذا كل شيء؟ ماذا تريد زوجتي مني؟ أن أشاركها الطبخ؟ الحديث عن المايكاب وشعر أبنة خالتها؟ والصدر الكبير في حفل زفاف قريب لنا؟ الكعك؟ آخر صيحات السوتيانات المبطنة بالإسفنج؟ الرقص الشرقي؟ نكت سمجة عن أزواج يفكرون في الإنتحار أن نتحدث عن البيض المقلي؟ المسلوق ..البيض الذي يوضع على الوجه؟ عن السمنة، النحافة، الزنجبيل، القطط التي تموت قرب حاويات النفابات ، الكوابيس، الأحلام التي لا يفهمها حتى ابن سيرين .. ماذا تريد زوجتي؟ الإهتمام؟ أن أكون جنتلمانا في السرير ؟ أن أدخل السجن ؟ لأني سأقتل حبيبتي القديمة أن أسرق بنكا لأجلها وأظهر في التلفاز كلص فاشل محكوم عليه بالمؤبد أن أنبح في الليل من الملل أشاهد معها فيلما هنديا عن شخص يرقص في جنازة والده .. ماذا تريد بالضبط ؟ حتى فرويد نفسه لم يفهم ذلك تريد النكد أن تجعلني أقرف من حياتي أكلم نفسي مثل رجل فقد عقله أخلع هيبتي مثلما يخلع مسن طقم أسنانه وأضعها في الدولاب ؟ ماذا تريد زوجتي أن نسافر في القطار وتنام على كتفي ؟ أن نتمشى في زقاق مظلم وأتشاجر مع عشر سفلة أرادوا سرقتنا ؟ أن أطرحهم أرضا واحدا واحدا وأبول عليهم ؟ ماذا تريد بالضبط أن أتوقف عن الشخير ؟ عن الكتابة عن أجساد نساء لسن هي ؟ عن شتم أجدادها السفلة الذين تناكحوا جيلا بعد جيل ليأتوا بها إلى هذا العالم الغارق في الخراء ؟ ماذا تريد ؟/ أن تحرقني بزيت مغلي أن تفتح الغاز في المطبخ وتهرب لأموت وحيدا أن تعرف كم هو راتبي ؟ كم أتقاضى على الساعات الإضافية ؟ كم عدد أصدقائي الذين يخونون زوجاتهم ؟ كم مرة أنظر فيها إلى صدر تلك الفتاة ؟ كم مرة أدخل فيها إلى الحمام ولا أبول، فقط أجلس هناك لأكتب وأفكر في حلول لمشاكل لا تعنيني كم من الوقت أستغرق لأنسى أن أمها تكرهني وأن أخاها الأكبر يحقد عليّ لأنه رآني مرة بالصدفة أفك بأسناني عقدة في شفاهها لأنه يتخيل أشياءً لا ينبغي له تخيلها أو حتى التفكير فيها ماذا تريد مني الآن .. بعد أن كبرت وعدت أفتح فمي كمغارة حين تحدثني عن النمل وعن رائحة الموت في ثيابي وعن ألم المبيت وحيدة حين تذهب لبيت أهلها وعن مرضى الربو وعن الذين ماتوا بالكورونا وعن شخص لا يستطيع الجلوس على مؤخرته بسبب البواسير .. وعن هشاشة العظام والروماتيزم وعن اقتراب موعد ذهابي إلى الله الله الذي سأخبره بكل شيء وسأحمل معي سجلات كبيرة آخذها إليه لقد دونت كل شيء سأخبره أني عشت في جحيم رائع واكتفيت .. أريد الآن الجنة .. أنهار الخمر ونساء كثيرات كلهن، كلهن لا يشبهن زوجتي ..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
