الحافلة إنطلقت منذ دقائق قليلة ، الكل يتحدث حول أمور عشوائية إلى هي ، كانت تنظر إلى ما يوجد خلف النافذة ، الطريق المزينة بقطرات المطر
الحافلة كانت دافئة قليلا ، إضافة إلى الأغطية التي قدمت للطلاب و أنفاسهم التي ساعدت على رفع درجة حرارة المكان ، هذا كان لصالح لاليسا بعض الشيء ، على الأقل هي تستمتع بالمنظر ، سماعاتها كانت تخرج أنغام و كلمات هادئة متناسقة مع الجو ، و الفتاة التي تشاركها المقعد غادرت إلى أرض الأحلام ، لاليسا حاليا داخل عالم هادئ خاص بها
بالبداية ظنت أن جونغكوك من سيشاركها المقعد ، فهي إعتادت على هذه اللحظات بالإنمي و الدرامات ، و لكنها أدركت حقيقة وجودها بالواقع حيت لا توجد صدف و لحظات كهذه ، بعد كل شيء هي لم تكن ترغب بذلك ، هو مزعج بالنسبة لها
•••
مرت خمس ساعات ، الحافلة توقفت بمكان يبعد عن القرية قليلا ، نزل الكل بينما لاليسا كانت مترددة ، خائفة من واجهت البرد بجسدها الضعيف ، تأفأفت لتسحب حقيبتها و تخطو خارجة بعدما إقتنعت أنه لا مفر
إستقبلها جونغكوك و بيده معطف من الفرو ، وضعه على كتفيها و أخذ الحقيبة من يدها ثم سار مبتعدا
" أستطيع جرها شكرا "
أخذت الحقيبة من يده لتعيد إعتصارها بكفها
حدق بظهرها وهي تبتعد فذهب هو الآخر إلى المنزل الخاص به و بجماعته
القرية قديمة و فارغة من السكان من سنوات ، و ذلك لأن كل سكانها قررو مواكبة التطور و العيش بالمدن ، لذا فإن المنازل فارغة و لكنها صالحة للسكن ، المدرسة تكلفت بتجهيزها بأبسط الأشياء
كل أربعة جمعو بمنزل واحد مع التأكد أن لا يختلط الذكور بالإناث
دخلت لاليسا المنزل البسيط ، وضعت الحقيبة بجانب الباب و قررت أخذ جولة بداخله ، غرفتان ، مطبخ ، حمام ، و مدفأة قديمة تعمل بالحطب
" سأموت هنا من شدة البرد هذا واضح "
ندمت على قدومها ، كان بإمكانها البقاء بالمنزل و مشاهدة التلفاز مع كوب كاكاو ساخن و غطاء ناعم يحتضن جسدها
عادت لتدخل أحد الغرف و تجد الفتيات يتحدثن حول الغرف ، شاركتهم بالجلسة ، و لكن الأمر ملل حقا ، إشتاقت إلى مانوبيل ، لو كانت هنا الآن لكانتا تتحدثان حول أمور عدة ، الحديث معها لا يشبه الحديث مع البقية
"أنت حقا مذهلة "
نطقت إحداهن لترفع لاليسا رأسها عن الأرض و تنظر إلى المتكلمة